مديح الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 6861 - 2021 / 4 / 6 - 10:46
المحور:
الادب والفن
لحظةَ صَحوٍ من الضميرِ
وآخرَ الليلِ إذ تصحُو الضمائرُ
أو إلى الرشدِ بعضُ النفوسِ تؤوبُ
لي كتبتْ...
والدمعُ خالطَ حِبرَها
مَن كنتُ يوماً حبيبَها:
شريكُ عقليَ والروحَ
دليلُ سفينتي أنتَ، وربّاني
وأنتَ المُرشدُ لي
وإنْ ضاقتْ الحلقاتُ بي
إليكَ بلا تردّدٍ تسعى قدمانِ
وفي حضنِكَ الدفءُ
ومُستقرّي، إنْ الدنيا عليَّ قسَتْ
وفيهِ أمَاني...
الصادقُ في قولِكَ والفعلِ
وأنتَ ساعةَ دارتْ علي بهولِها
كنت المُنقذَ من حَيفي
ومِنْ هواني...
يا مَنْ بوصفِكَ أخشى الكفرَ
لو قلتُ إنَّكَ في ذا العصرِ
نبيٌّ، أو وَليٌّ بهِ جادَ زماني
في بئرِ يوسفَ ألقى بي، أحبَّتي
أخفَّ من الريحِ أتيتَ وكانَ
دليلَك نبضي، وحرُّ أنفاسي
وحينَ بأنيابِها عليّ أطبقتْ
من نورِ جبينِكَ شحَذتُ طاقتي
خلفَ جدرانِ سِجني
ورغمَ المسافاتِ؛ أتاكَ صوتي
فكنتَ ملاكاً عبرَ الحواجزِ مُنقذي
على جنحَيكَ كما العاشقونَ حملتَني
ذليلاً، أسودَ الوجهِ؛ باتَ سجَّاني
أشاعَ مَن لا ضميرَ لهُم بَيني
وخطُّوا اللافتاتِ بأسودِ الخطِّ
وأبياتَ نعيٍ كتبوا على جدرانِي
وهل نسيتَ أنْ حِقداً عليَّ
أحرقَ أهلي حقائِبي
وما حوَتْ؟
فجِئتَني بمثلِها وأزيدَ، حتَّى
إلى نبضِ قلبِكَ هادَ قلبي
وبلمسةٍ منكَ غادرَتْ أشجاني
بهمسٍ منكَ أبطلتَ سِحرَهُم
ألاّ أخلفَ العهدَ أقسمْتُ
ولِي أنتَ أقسَمْتَ أغلظَ الأيمانِ
وعدتُكَ أنْ يومَ ميلادِكَ أمحو
وأُعلنُ للخلقِ أنْ ساعةَ التقينا
تاريخُ مِيلادٍ لكَ، وهو مِيلادي
أتذكرُ إذ مِن رمالٍ بنَينا مُدناً
وللعاشقينَ شريعةً خطَطنا
ألّا يخونَ خلٌّ خلَّهُ
ومَن خالفَ ذا الشرعَ فهو العَقوقُ
وذِكرُهُ الفاني...
يأيُّها المديحُ الذي في الشِعرِ
مُلهمِي...
أنتَ مولايَ، وأنتَ مُعلِّمي
وأنتَ سلطاني...
تعالَ كي إليكَ أتوبَ
وعندَ الكرامِ، مثلِكَ، تُقبلُ توبَتي
فما غيرَكَ نفسي قد هوَتْ
ولا الروحُ قد استمالَها سواكَ
وإنْ لغيرِكَ كانتْ قِسمتي
فاغفر، رعاك اللهُ، منِّيَ هفوةً
فمَن لم يصُنْ الأوَّلَ
قد عاشَ شقيَّاً مع الثاني...
..............
الاثنين 5 نيسان 2021
#مديح_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟