سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1630 - 2006 / 8 / 2 - 11:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدون التماس الأعذار للأنظمة الحاكمة العربية أو محاولة تبرير مواقفها السياسية الكسيحة إزاء التطورات الحاسمة فى الصراع العربى الاسرائيلى، وآخرها ما تشهده الساحة اللبنانية..
فانه يمكن تفهم أسباب هذا العجز المزمن (مع عدم قبول هذه الأسباب أو الاستسلام أمامها).
ولأن الضرب فى الميت حرام، أو لأنه لا حياة لمن تنادى، فإنه من العبث مطالبة هذه الأنظمة بتبنى مواقف سياسية تتناقض مع طبيعتها أو تقع فوق طاقتها وخارج حدود تحالفاتها.
لكن إذا كانت هذه الأنظمة عاجزة عن اتخاذ موقف سياسى مؤيد للمقاومة الوطنية، فلا أقل من مطالبتها بتقديم دعم اقتصادى للشعبين اللبنانى والفلسطينى اللذان حل بهما خراب شديد يفوق الوصف دمر الاقتصاد والبنية التحتية وأصاب الناس بكوارث إنسانية مروعة.
قد يقول قائل إن بعض الدول العربية قد تبرعت بالفعل، وقدمت ملايين الدولارات للشعبين.. وهذا صحيح. لكن هذه الأرقام التى تم الإعلان عنها مازالت هزيلة وبعيدة عن توفير الحد الأدنى المطلوب لمواجهة هذه الكوارث.
ولا يمكن للشعبين اللبنانى والفلسطينى أن يستوعبا حقيقة أن بعض الدول العربية البترولية سارعت بتقديم منحة تزيد عن مليار ونصف المليار دولار إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمساعدتها على مواجهة آثار إعصار كاترينا فى العام الماضى، بينما تبدى بخلا شديدا فى نجدتهما فى محنتهما التى تفوق إعصار كاترينا بطبيعة الحال.
فضلا عن أن أمريكا التى تلقت هذا "الكرم" العربى هى صاحبة أكبر اقتصاد فى العالم. ناهيك عن أن الميزانية التى يرصدها الكونجرس سنويا لتدمير العراق واحتلاله تفوق معظم الميزانيات العربية مجتمعه. ومع ذلك فان الدول العربية فتحت خزائنها بسرعة وأغدقت على واشنطن، ونحن لا نعترض على ذلك ولكننا كنا نتوقع أن تتصرف بنفس السرعة، وذات الكرم، مع شعبين عربيين يتعرضان لكوارث اقتصادية وإنسانية.
ولا تستطيع الدول العربية البترولية التعلل بضيق ذات اليد لأن إيرادات الصادرات البترولية العربية التى لم تتجاوز 82 مليار دولار عام 1998 أخذت ترتفع عاما بعد آخر حتى وصلت الى ما يزيد على 350 مليار دولار عام 2005، ومن المتوقع ان تتجاوز حاجز الـ 400 مليار دولار هذا العام.
فإذا كانت هذه الدول العربية البترولية عاجزة سياسيا فإن أضعف الايمان أن تدفع ضريبة الدم للشعبين اللبنانى والفلسطينى اللذان يزودان عن البقية الباقية من الحقوق العربية المستباحة والكرامة العربية المهددة.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟