أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - خرائط الغريب














المزيد.....

خرائط الغريب


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 02:12
المحور: الادب والفن
    


حين أحرق الغريب أخر لوح في سفينته
كان يخبئ لنا خرائط الخراب
في جيب عقله المفكر
ومضى نحونا يبكي
يشكو كيف أن السماء أرسلت شهبا
لتحول ذلك المركب الكبير
إلى كتلة من الرماد
تذوب في الماء
تعاطف الضعفاء معه
وبكت النساء على المصيبة
بينما كان الرجال الحكماء يعقدون مجلس الشورى
هتف زعيم الأغلبية
فليكن منا هذا الغريب
فنحن أهل كرم ونخوة
وأنضم صاحب المركب
إلى حلبة النقاش
أخبرهم أنه كان يحمل لهم متاع الحياة
وزينة
لكن الله أختار لكم
أن لا تتغيروا
ولا تتبدلوا
فما عند الرب أكبر مما تحملون وأحمل
وحكي لهم قصص ما بعد العقل
وقصص ما قبل التأريخ
هو كان أحد أبطالها المتواضعون
أنبهر الحضور بما سمعوا
لكنهم ما وعوا
أن الغريب ربما يكذب
ربما لا يقول الحقيقة
هتف مجنونا من بين الحاضرين
أيها الغريب
كم كان عمرك والطوفان يغرق أرض نوح
تبسم
تنحنح
تكلم
أخرج كل الخرائط أمامهم
وطاب عصا الدلالة
وأخذ يشرح لهم خطة بناء السفينة
وكيف قدمها للقبطان بلا ثمن
وشرح أيضا
كيف ساعد آدم في بناء أول بيت
أما عن موسى
فكان ساعده الأيمن
وحامل الأسرار والأختام
ودليله للبحر
أقترح زعيم الأغلبية بناء على ذاك
أن يكون الغريب مستشارا للمجلس
ونائبا عن كل أصحاب الخرائط
وسلمه المفتاح
على أن يبني لهم غدا
أول مكتبة تجمع المعارف اللا معروفه
ومعها مدرسة للغرائب
حتى تكتمل المنظومة
جاء بالغراب ليعلمهم فن الدفن
وأحضر كل الشهداء
ليلقوا على مسامعهم حكايات الحور العين
اللائي لا يشبعن من النكاح
حتى تخيل أحدهم أنه سيستمتع بها لحد الصباح
صحح معلوماتك أخي
فكل مرة تنكح سبعين عاما دون توقف
ما أجمل ذلك وهي ترجع بتول كلما أدركت السبعين
مرة أخرى
وعن الخمر المعتق الذي سيسكرهم
غير سكر الدنيا
فلا يفيقوا ولا يستفيقوا إلا على كأس أخرى
علت المسرة الوجوه
وشكروا الرب صاحب الحانة والماخور الأبدي
نهض زعيم الأقلية
أراد أن يحتج على إهانة الرب
سلوا سيوفهم أنصار القضية
وقالوا أنما أنت كاذب مرتاب
فكل الخرائط القديمة
تقول هذه الحقيقة
وتشهد بالتزكية
ومن يومها صار الغريب
سيد الحكمة والتدبير
والأمر والمشورة
وتركوا كل ما عندهم
للسيد الجديد
يعدل ويبدل
ويهندس ويخطط
عسى أن يحصلوا منه على بطاقة الدخول
إلى جنة النكاح
ومنتجع الرب المفتوح للمتعة
صباح مساء....



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا ...
- كلب الحقل
- أعترافي الأول والأخير
- حكاية صديقي النبيل
- فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ
- إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ
- إنقلاب
- كناب مرقوم
- بقايا رجل كان حبيبا
- لكم دينكم ولي دين
- قيامة الرماد
- أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ
- خبز أمي
- ليس بالخبز والعسل.. يحيا الإنسان
- إن شأنئك هو الأبتر
- قتل أصحاب الأخدود
- واقع جديد
- حوار مهزوم
- الرحيل
- الصمت الجليل


المزيد.....




- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - خرائط الغريب