عقد أزلي مع اللا ّشيء ..!

نورس الخلايفي
كاتبة
(Nawres Khlaifi)

الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 20:42
المحور: الادب والفن
    

قد يبدو لك أنني حزينة ، متآكلة و متهالكة … بعض الشيء … لكن ، في حقيقة الأمر ، أنا تائهة ، تائهة جدا يا صديقي … و هذا الأسوأ على الإطلاق … إن كنت تعلم … لا شك أنه ؛ التشتت البحت ! أقبع هكذا ، متوسطةً مِحور اللا شيء يا صديقي … وا أسفاه ! و هذا الشيء قد شيئني … و كما تعلم ، أن اللا شيء مؤلم يا خليلي … مؤلم جدا .. هو الآخر … تائهة حقا ! أشعر بذلك التيه الحاد ! الذي يجعلني أتآكل بشدة … و يحدث ذلك بكل قسوة … إن كنت قد كُسرت … و أنا في كل مرة ، كالمحارب الشجاع ، أتحلى بشجاعة نسبية صعبة المنال ، و كالمحارب المقدام أيضا .. أقدم على إيجاد نفسي بين ألسنةٍ … لا أعرف ألسنة ماذا ؟! و لا من أين أتت هذه الألسنة المتشابكة !؟ و لكن … حقا إن المهم هو إيجاد “شيء” … لطالما بحثت عنه ! أبحث بعمق .. لأنه توجب علي المُضي قدما !و التوكل .. لأني مللت التشتت … … لا أجدها … أقحِم نفسي في معركة عسيرة الكسب .. ما إن استسلمنا .. سنتعود الأمر و لكن سنبقى على ذات التشتت و التشيُّؤ ! أما إذا قاتلنا فهناك إحتمالان ! … إما أن يحالفك الكسب طبعا إن كنت آملا ، حالما ، مريدا .. بنفس القدر من الضياع الذي عانيته … أو ان تُقتل .. على سبيل أنك شهيد ! شهيد معركة انتصرت بها العبثية عدوا !! …أنت .. أنا .. تحت رقعة التيه .. أتحول إلى أشلاء .. سرعان ما تتشظى ذاتي و لا أجد نفسي في أي رقعة أنتمي و في أي زمن أكون ! لذلك يا صديقي.. إني أرى خلوَّ جميع الرقع و الأزمنة ! كلها مشيّأة بفعل فاعل ! أحد ما … أرى “اللا شيء “… أحثُ بصيرتي ، هذا ما تبقّى لي من نفسي ، على المضي قدما في البحث عن (نفسٍ) في زحمة التشابك ،السواد ، القتامة ، العتمة، كلها متداخلة ضمن “قبضة اللاشيء ” فأصاب بالجنون ، على أن بصيرتي قد أصيبت بالعمى هي الأخرى .. عمى ؟؟ عمى ماذا ؟؟ أهو عمى مادي ؟ عمى قاتل جعلها تنهار ؟ بل عمى التشتت … تشتت آخر ؟؟؟ البصيرة أصبحت عمياء ؟ هذا لا يعقل … بصيرة قد ألقيت عليها لعنة أبدية ! و أُسدِلَ عليها ستار البؤس و التيه ! أن تصاب بعمى جميعك فهذا أمر قابل للتجاوز .. “ما إن حاولت ذلك” أما أن تعمى بصيرتك ، فأنت هالك ، لا محالة ، و لا ريب .. و قد أمضيتَ … بقلم العتمة و حبر اللاشيء … ؟ “عقدٌ أزلي مع اللاشيء “

#نورس_الخلايفي (هاشتاغ)       Nawres_Khlaifi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات