أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة














المزيد.....

أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 20:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏مِن خلالِ تحالُف السُّلطة معهم، فقد تمكَّن أباطِرَة الاقتصاد وزُعماء رأس المال في الأُردُن مِن معرِفة خفايا سياسيّة كثيرة، لا يعرِف بها مَن هو رُكنٌ مِن أركانِ الدّولة ؛ الشّعب .

وقَد مكّنتُهم معرِفة هذه الخفايا من أن يُصبحوا حجر الأساس لوضع الخِطط السياسيّة والاقتصاديّة التي ‏لا تُرسَم إلّا بناءً على مصالحهم وليسَ بناءً على مصالِح الوطن، الذي كانوا سببًا في إفقارهِ، و وضعه بينَ فكّي كمّاشة، فكُّ يعَرف ب" فكّ الخصخصة" والآخر ب " فكّ الصناديق السياديّة " . إذ كانَ ذلك تحتَ حُجّة أنّ العالَم، اليوم، يُدار بالمال، وأنّ أصحاب المال وجهابِذة الرؤى الاقتصاديّة ‏هُم الأقدَر والأجدَر بقيادةِ الأوطان .

لكن، وبسببِ ما خلّفهُ هؤلاء الجهابِذة مِن إخفاقات اقتصاديّة انعكسَت على الواقِع السياسيّ، فقد تبيّنَ أنَّ هذه الإدارة هي إدارة غير صادِقة، بل غير مؤهلَة للدخول في عوالِم إدارة وقيادَة الأوطان، وممّا يؤكِّد على ذلك، أنّ كُلّ أؤلئكَ الذين ‏تقلّدوا مناصِب سياسيّة حسّاسة في الدّولة، لَم ينجحوا إلّا في إثباتِ فشلهم، وإثبات كُلّ ما يُقال في الجلسات غيرالرسميّة حول أنّ هذه الإدارات قائمة على افتعالِ الأزمات، وفي أفضَل الأحوال إلى ترحيلها -هذا إن اتّفقنا على أنّهُم لم يخلقوها-، فما مِن هدفٍ لديهم إلّا إنهاك الدّولة وإحكام ‏القبضة على الشّعب خشيةً مِن أيّ تغيُّراتٍ تطرأ على السّاحة .

ولذا، نقولُ دائمًا، أنّ ما من شيءٍ أفقدَ الأردُن هيبتهُ ودعائمه الاقتصاديّة، وجرَّده مِن دوره السياسيّ على مُستوى الإقليم - على أقلّ تقدير-، وجعلهُ مرتعًا لكُلّ من هبَّ ودبَّ ؛ سوى هذه الثُلة النّجسة، والتي تدّعي أنها ‏لا تتحرَّك إلّا بما يتوافق مع مصالح الوطَن والمواطن .

هؤلاء اليوم، لَم يعُد بمقدرة أيّ رادعٍ أن يردعهم عن تدخُّلاتهم في جسمِ الدّولة ؛ إلّا في حالةٍ واحدة، وهي أن يتوحَّد الشّعب تحتَ مظلّةٍ واحدة . فللأسف، فهُم يبترونَ مِن أعضاء هذا الجِسم ما وكيفما أرادوا، ويزرعونَ فيه مِن الأعضاء ما أرادوا، فبفضّلِ علاقاتهم الأُخطبوطيّة وتغلّغُلهم في داخلِ ‏مراكزِ صُنع القرار، قَد أصبحوا يُسيطرون على حقليّ السّياسة والاقتصاد بما فيهما مِن خيرات، وقَد أكلوا، وما زالوا يأكلون الأخضر واليابِس في سبيلِ بقائهم وسيطرتهم على الدّولة وكافّة أركانها .

فهُم لا يرونَ إلّا أنفُسهم، ولا يُدافعونَ إلّا عن مصالحهم ومناصبهم التنفيعيّة، ولا غايةَ لهُم سوى أن تتمدَّد سُلالتهم، وأن يفّرشوا أرضَ الوطن بقنابلٍ اقتصاديّة وسياسيّة، تنفَجر إن لَم يمتكّنوا مِن تحقيقِ غاياتهم .

لكن، ومن جانبٍ آخر..فعلى الرّغم مِن انتشارهم في كُلّ مؤسسات الدولة، وخنقهم لسُلطاتها الثّلاث، إلّا أنّهُم ما زالوا لا يُدركونَ أنّ سُلطتهم هذه ليست إلّا وليدَة تعريف ساذِج لمفهوم القوّة والسّيطرة ؛ فالقوّة عندهُم مُتخلّخِلة الأركان، ومُتضعضِعة الفِكر، ورجعيّة المبدأ، وكُلّ هذا، حتى وإن بقيَ لفترةٍ ليست بالقصيرة، إلّا أنّهُ يُدلِّل ويُشير، بل يؤكِّد، في أحيانٍ كثيرة، على أنّهُم يقبعونَ وراء جُدرانٍ مُتصدِّعة، توهمهم بأنّهُم يمتلكونَ القوّة، وأنّ ما مِن شيءٍ لديهِ المقدِرة على هزيمتهم .

هُم يشّربونَ مِن نخبِ الوطن، ويتجوّلونَ في أزقّتهِ في وقتٍ تنّحني فيه سنابِل القمِح حُزنًا على الحال الذي أصبحَ الوطن عليه بسبب رعونتهم وتجلُّفهم بالقيادة، وتجاهُلهم لكُلّ أبناء الوطن، لكنّهُم يتناسونَ أنّ هذا الشّعب وبسببِ ما مورِس عليه مِن ضغوطاتٍ سياسيّة واقتصاديّة، سيعمَل على تكثيفِ جهوده مِن أجلِ الحصول على طريقةٍ تُخلِّصهُ مِن هذه الثُلّة النّجِسة، وأنّهَ قَد أدركَ حقيقة بقاء هؤلاء على سُدّة القيادة، بعد أن كشفَ زيّف تسويقهم لحُكمهم وأزالَ السّتار عَن خُرافاتهم، وعرّاها للجميع، و وصلَ إلى قناعةٍ أفضَت إلى تصديقٍ جازِم، بأنّه ما عادَ في مخزونِه - أي الشّعب- القُبول بهذا الحال الذي يصُب في صالحِ طبقةٍ على أُخرى، وأنّهُ ما عادَ هُناك أي مجال للاستسلام لهذه الثُلّة تحت أيّ ثمنٍ كان .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست
- الوعي ينتَصر على الديمقراطية المُخادعة .
- مآلات التفاعلات المجتمعية
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة