|
رسالة إلى رفاقنا في حركة اليسار الديمقراطي اللبناني
الياس خوري و زياد ماجد
الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتعرض وطننا منذ أكثر من اسبوعين لحرب اسرائيلية ضارية تغطيها الولايات المتحدة الاميركية متذرعة بعملية نفّذها "حزب الله" لتصب إجرامها على المدنيين اللبنانيين وعلى البنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة في عنف يظهر حجم الحقد الصهيوني على لبنان وأهله. وتأتي الحرب على لبنان بعد أسابيع من حرب مفتوحة على قطاع غزة، بدأت قبل عملية اسر الجندي الاسرائيلي هناك، وفي ظل دعوات اسرائيلية واميركية الى القضاء على "التطرف" وقيام "الشرق الاوسط الجديد". إن واجبنا الوطني والاخلاقي واليساري يفرض علينا اليوم التذكير بثوابت يؤسفنا أن تغيب عن بال بعض الرفاق والاصدقاء والحلفاء: - إختلفنا ونختلف مع "حزب الله" في الفكر والعقيدة والسياسة والتحالفات الاقليمية والتفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان وفي أشكال ادارة المعركة مع العدو الاسرائيلي وتوقيت تصعيدها أو تهدئتها، - اختلفنا ونختلف مع "حزب الله" حول علاقته بالنظام الاستبدادي في سوريا الذي ساهمنا في مقاومة هيمنته على لبنان وفي الانتصار عليه في ربيع بيروت، - إختلفنا ونختلف مع "حزب الله" – كما مع غيره من القوى الطائفية – حول مشروع بناء الدولة، دولة الديموقراطية والعلمنة والعدالة الاجتماعية والنهضة العربية. لكننا، لم نكن يوماً حياديين تجاه المعركة الدائرة مع العدو الاسرائيلي، ولم نكن يوماً مع التخلي عن التزامنا بمقتضيات الصراع معه وفق امكانات لبنان ومصالحه. إن ما يقال اليوم في أوساط بعض رفاقنا واصدقائنا في قوى 14 آذار، - عن أن لا علاقة للبنان بالحرب الدائرة، - وعن تحميل "حزب الله" وحده مسؤولية استمرارها، - وعن تجنب التطرق الى الدور الاميركي في تغطية العدوان وإعطائه المهل الاضافية للاستمرار، - وعن التردد في المطالبة بوقف فوري لاطلاق النار وربط ذلك بدفتر شروط داخلي تأخر الجميع في المناداة بمضمونه منذ الانتخابات النيابية الماضية حين حذرنا من استمرار التغاضي عن مشروع بناء الدولة الحديثة السيدة على المذاهب وعلى الخيارات الوطنية والباسطة سلطتها على كامل أراضيها، - وعن المناداة بعدم الانخراط في سياسات محاور اقليمية والتماهي في الوقت نفسه مع خطاب المحور السعودي – المصري – الاردني الذي لا نرى فيه الخيار الأنسب للرد على المحور السوري – الايراني، كله يصيبنا بالألم، كما الكثير من اللبنانيين ممن انخرطوا في مواجهة الهيمنة السورية على لبنان طوال الاعوام الماضية وفي النضال من اجل بناء مجتمع يتعلم من أخطاء الماضي ويستفيد من تجارب الصدامات الطائفية ورهاناتها على الخارج، ويدفعنا الى توجيه هذه الرسالة من اجل: - اعتبار الأولوية الوطنية اليوم لمواجهة العدوان الاسرائيلي على بلدنا وشعبنا، فحين يتعرض الوطن للعدوان فان واجب الوطنيين هو الدفاع عنه، ومقاومة قوات الاحتلال والتصدي لها بمختلف الوسائل. ونذكّر ان "حزب الله" رغم خلافنا العميق والجذري معه مكوّن من لبنانيين هم جزء من مجتمعنا، يقاومون العدو اليوم ببسالة وكفاءة فوق ارضنا الجنوبية ويستحقون كل دعم واحترام، - رفض كبح كل نقاش حول الاسباب الآيلة الى الواقع الراهن وشروط الخروج منه على نحو ما كانت تفعل انظمة الاستبداد والمهانة العربية، والاقرار بوجود خلافات وتباينات هي دليل حيوية وتنوع في مجتمعنا، لكنها لا تغني عن اعتبار وقف العدوان الهمجي من دون شروط اولوية وطنية، - تكليف الحكومة اللبنانية وحدها التفاوض خارجيا لايجاد حل يحفظ لبنان ويؤمن سيادته ويحمي المقاومين فيه، - تنظيم كل اشكال الانشطة الشعبية في الوطن والمهجر للمطالبة بوقف العدوان ودعم ضحاياه والتأكيد على اهمية الاستمرار في احتضان النازحين على نحو ما يتم في بيروت والجبل وسائر المناطق، - التأكيد على ان بناء الدولة الحديثة يقتضي الخروج من حسابات الطوائف واعادة صوغ هوية لبنانية وعربية على تماس مع قضايا التحرر والتقدم وفق مصالح يحددها الشعب اللبناني وحده بمعزل عن الانظمة الاستبدادية والظلامية جميعها. - اعتبار ان لا سلام في المنطقة ولا استقرار في ظل استمرار اسرائيل في سياستها العدوانية في فلسطين وفي ظل استمرار احتلال الاراضي العربية بدعم اميركي وعجز عربي انتجته عقود من انظمة العسكر والقمع والنفط. ان لبنان عربياً ديموقراطياً سيداً ومستقلاً ليس بالطبع ساحة، لكنه لا يستطيع ان يكون جزيرة معزولة عن قضايا منطقتنا وعن معارك الحرية والتقدم والتنمية والعدالة فيها.
#الياس_خوري_و_زياد_ماجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س
...
-
كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م
...
-
أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
-
ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو
...
-
ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار
...
-
بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
-
-من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في
...
-
مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس-
...
-
حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال
...
-
فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|