أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - ((الأرض أم ))














المزيد.....

((الأرض أم ))


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 20:41
المحور: الادب والفن
    


إقتادوه معصوب العينين من الزنزانة الإنفرادية صعودا عبر سلالم، بدت لا نهاية لها حتى خيل له أنهم قد اقتربوا من السماء. وفي مكان ما بين الأرض والسماء رفعوا العصابة عن عينيه، فعشيتا من أضواء النيون شديدة السطوع المسلطة على زنازين جماعية تفصل بينها قضبان يتكدس فيها أشخاص، صوبوا جميعا أنظارهم نحو القادم الجديد الذي صعب عليه تحديد ملامحهم بتأثير الأضواء الساطعة.

دفعوا الى مأمور الزنزانات أوراقا تتعلق باستلامه فوقع عليها، وقبل ان ينصرفوا سلموه عبوة مرهم طبي لمعالجة جراح التعذيب في جسده .. قال له الشخص الذي صحبه إلى أحدى الزنزانات: لقد تأجل أعدامك. لكن لا تتوهم أن بإمكانك الخروج من هنا يوما ما. فسنمتعك بمزيد من "الحفلات".

كان أهتمامه مركزا على حلول اللحظة التي سيكون في مقدوره فيها أن يستلقي على الأرض، فتح السجان باب إحدى الزنزانات، ودفعه من ظهره إليها، فكتم صرخة ألم من نكئ الجراح . أفسح النزلاء لي مكانا فأرتمى على أرضية الزنزانة المفروشة ببطانيات قديمة، مستلقيا على بطنه.
بادره نزيل شاب بلحية شقراء بالقول:
ــ لا تستلق على بطنك يا أخي!
استغرب الملاحطة واستفسر عن السبب، فرد ذو اللحية الشقراء:
ــ قال رسول الله (ص) الأرض أم. ولا يجوز للإنسان يا أخي أن يضاجع أمه.
ــ لكننا معلقون بين الأرض والسماء.
ــ تبقى الأرض التي نستلقي عليها أرضا.

تدخل شابان من نزلاء الزنزانة مبعدين ذو اللحية الشقراء. لاحظا عبوة المرهم في يديه، وهمس أحدهما:
ــ هل تريد مساعدة؟ فسلمه عبوة المرهم وأشار الى ظهره.

ساعداه في النهوض. كانت العيون كلها مصوبة اليه حتى من الزنزانات الأخرى التي لا تفصل بينها سوى قضبان. نضيا عنه القميص، فأشاح الجميع أبصارهم عنه جانبا.
قال الشاب الذي بدأ يطلي جراحه بالمرهم موجها كلامة للشاب أشقر اللحية:
ــ لماذا تشيح بنظرك؟ أنظر أليه! أتريد منه أن يستلقي على ظهره الممزق؟



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصبيانية الفكرية وبال على حركة نقد الفكر الديني
- الإسلام والعنف
- هل تشكل ثقافتنا السياسية عائقا أمام التغيير؟
- أمي الكردية التي لم تلدني
- دائرة الوعي الجهنمية
- صراعاتنا الإجتماعية الراهنة
- السديريون يأكلون بعضهم
- الدين والدولة موضوعان مختلفان
- بغداد على أعتاب ولاية الفقيه
- لنتحرر من الحنين الرومانسي الى ((الزمن الجميل))
- في يوم المرأة العالمي رسالة اعتذار الى أمي
- ما مدى قدرة إيران على مواصلة تحمل العقوبات؟
- تحولات جمال عبدالناصر
- مالذي ينتظره (( المدنيون الديمقراطيون )) من الإنتخابات المقب ...
- زيارة
- محنة الصحافة في مجتمعاتنا
- هل ثمة عملية سياسية في العراق؟
- فرط الرمان
- هل انتفت الحاجة الى الإيديولوجيا؟
- ثورة فيروز والرحابنة في الموسيقى والغناء العربي *


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عطية شناوة - ((الأرض أم ))