أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تلامذة كهانا وغولدشتاين في الكنيست














المزيد.....

تلامذة كهانا وغولدشتاين في الكنيست


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تحمل نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة للكنيست الرابعة والعشرين، أية نتائج صاخبة أو مفاجئة إلا في بعض التفاصيل الجزئية، ومن بينها نجاح كتل اليسار الصغير والمفتّت في البقاء وتفادي الاندثار، كما حصل مع حزبي العمل وميريتس، ولكن هذا الحضور الباهت سيكون على الأغلب من دون فعالية حقيقية ومؤثرة. ومن اللافت كذلك التراجع الحاد في قوة حزب "أمل جديد" برئاسة جدعون ساعر، وهو الذي ظهر في البداية وكأنه يمثل تهديدا جديا لاستمرار حكم بنيامين نتنياهو.
أما الصورة العامة للنتائج فأكدت ما هو معروف ومرصود منذ سنوات، أي النزوع الإسرائيلي المطّرد نحو اليمين والتطرف، والغياب شبه التام لمعسكر السلام الإسرائيلي، وانحصار التنافس على السلطة بين كتل اليمين المختلفة، وبقاء نتنياهو لاعبا رئيسيا في المشهد السياسي الإسرائيلي، وهو المرشح الأوفر حظا لتأليف الحكومة القادمة، على الرغم من كل ألاعيبه واتساع النقمة عليه ومواجهته لعدة اتهامات بالفساد.
من النتائج اللافتة والتي ينبغي لها أن تشعل، لنا على الأقل، إشارات الخطر الحمراء، حصول قائمة الصهيونية الدينية على ستة مقاعد، وهذه القائمة الائتلافية تضم ممثلي منظمة "قوة يهودية" برئاسة ايتامار بن غبير، سليل المدرسة الكهانية، التي لا تكتفي بالترويج لنظريات فاشية وعنصرية، بل تدعو علانية لاستخدام العنف ضد العرب والفلسطينيين، وتدافع عن مرتكبيه، وتمجّد رموزه كما يفعل بن غبير نفسه حيث يضع في منزله صورة مكبّرة لمرشده الروحي المجرم باروخ غولدشتاين، مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في العام 1993.
بن غبير هذا فرض نفسه على الخارطة السياسية الإسرائيلية بتكراره خوض الانتخابات عدة مرات، وفي كل مرة كان يحصل على ما بين 1 إلى 2 في المئة، وهي نسبة تؤهله للحصول على مقعد واحد على الأقل لولا أن نسبة الحسم هي 3.25 في المئة. وفي ضوء معركة نتنياهو الضارية للتشبث بالسلطة، واستماتته في الحصول على كل صوت يميني وعدم إهدار مثل هذه الأصوات، حرص على توحيد قوى اليمين الإسرائيلي الأكثر تطرفا في كتلة واحدة، فشجع على تشكيل حزب الصهيونية الدينية من ائتلاف حزب الاتحاد القومي- تكوما، وقوة يهودية، وحركة نوعام، وكل ذلك بفضل رئيس الوزراء الذي لم يكتف بجهوده "التوفيقية" لتوحيد هذه الجماعات الصغيرة، بل وقّع معها اتفاقا لتبادل فائض الأصوات. وفي بادرة غريبة لزعيم حزب يخوض انتخابات قاسية، حضّ المستوطنين على عدم التصويت فقط لحزبه الليكود، بل دعاهم لمنح بعض اصواتهم لحزب الصهيونية الدينية.
هذه الوقائع تثبت أن الحزب الكهاني ليس مجرد حليف لحزب الليكود الحاكم، بل هو رديف وظهير لهذا الحزب، وقوة يستطيع نتنياهو الاعتماد عليها من دون مشقة في توسيع معسكره وتحصين حكمه، بصرف النظر عن الدعاية المتبجحة التي يطلقها بن غبير في المزاودة على باقي الأحزاب، وفي إظهار عداوته للفلسطينيين، ودفاعه، وللغرابة هو يمتهن مهنة المحاماة، عن مرتكبي الجرائم ومخالفي القانون من الجماعات التي تقع عند تلاقي حدود الفاشية والعنصرية والإرهاب اليهودي مع عصابات الإجرام والعالم السفلي، وبشكل خاص جماعات مثل شبيبة التلال، وتدفيع الثمن.
لطالما تواجدت في الحياة السياسية الإسرائيلية جماعات سياسية فاشية ومتطرفة، تتبنى نظريات أرض إسرائيل الكاملة والنقية من غير اليهود، وتدعو لطرد العرب وترحيلهم، لكن هذه الجماعات ظلت هامشية ومحدودة التأثير، وشكلت دائما حليفا ثابتا للتيار الرئيسي في اليمين الإسرائيلي أي حزب الليكود. من هذه الجماعات نذكر حزب هتحيا برئاسة غيؤولا كوهين، وتسومت برئاسة رفائيل ايتان، وموليدت برئاسة رحبعام زئيفي، والاتحاد الوطني الذي لا زالت بقاياه قائمة برئاسة بتسليئيل سموتريتش، وحتى حزب يمينا الحالي برئاسة نفتالي بينيت الذي قد يبدو معتدلا وليبراليا قياسا بالوافد الجديد إلى الكنيست، لكن كل هذه الأحزاب كانت محدودة الحجم والتاثير، ولم تكن تعمر طويلا بل ارتبطت بنشاطية قادتها ومؤسسيها، لكنها في العقود الأخيرة وخاصة مع حكم حزب الليكود، انتقلت من هامش الخريطة السياسية إلى مركز الحكم، وباتت تفرض شروطها السياسية على برامج الحكومات المشكلة.
وإلى يمين هذه الأحزاب الآنفة الذكر، وجدت دائما أحزاب وجماعات أكثر تطرفا، وأكثر ميلا لارتكاب الجرائم وأخذ القانون باليد، ولكنها كانت تبدو، أو كان يجري تصويرها وكأنها شاذة عن الطبيعة الإسرائيلية، أو أعشاب وأشواك ضارّة في الحقل الإسرائيلي ويجدر الخلاص منها لكثرة ما تسببه من حرج لصورة إسرائيل أمام العالم. وهذا ما جرى فعلا مع حركة (كاخ) الحركة العنصرية المتطرفة التي أسسها مائير كهانا، وسبق لها أن تمثلت في الكنيست بشخص كهانا نفسه في أواسط الثمانينات، لكنها صنفت كمنظمة إرهابية ومنعت من العمل العلني في العام 1994.
بفوز بن غبير وحزب الصهيونية الدينية، تنتقل الكهانية والصهيونية الفاشية المتطرفة مرة اخرى إلى مركز الخريطة السياسية، وهذا لم يحصل عبر استغلال ثغرات قانونية هنا وهناك، بل نتيجة دعم ومؤازرة أعلى مستويات السلطة السياسية، وكثمرة طبيعية لمسلسل الجنوح المستمر نحو اليمين والتطرف والفاشية، وازدياد اعداد المستوطنين وهم البيئة الطبيعية الخصبة لمثل هذه الأحزاب، وزيادة ثقلهم في الحياة السياسية الإسرائيلية.
الانتخابات الإسرائيليىة الأخيرة، كشفت إذن عن الوجه الحقيقي لإسرائيل، فلا معسكر سلام جديا، بل ثمة يمين، ويمين متطرف، ويمين أكثر واكثر تطرفا.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرضنا مكب لنفايات الاحتلال
- الفلسطيني غائبا حاضرا في الانتخابات الإسرائيلية
- إسرائيل تنتخب الاحتلال والتطرف والعنصرية
- حول يسارية اليسار الصهيوني: ميريتس نموذجا
- أحزاب وفصائل أم عشائر وقبائل
- الانتخابات الفلسطينية والبحث عن طريق ثالث
- أم الفحم وانتخابات الكنيست
- جناب الشاويش
- تحولات الموقف الإسرائيلي من سوريا: من العمل لتقسيم البلد إلى ...
- اليسار ضرورة وطنية واجتماعية
- عن الانتخابات الفلسطينية: النزاهة أولا
- اليمين الشعبوي يؤازر بعضه بعضا: العلاقات الهندية الإسرائيلية ...
- هل يسعى بايدن لترويض نتنياهو؟
- إسرائيل والعملاق الصيني: علاقات متنامية محفوفة بالحساسيات وا ...
- العالم وفلسطين ما بعد الكورونا
- خلفيات معارضة اسرائيل للاتفاق النووي وتهويل الخطر الإيراني
- حراك المحامين وإحياء المجتمع المدني
- النضال الكلامي والاستعراضي
- العلاقات االروسية الاسرائيلية: الخلافات لا تفسد للمصالح قضية
- مشاركة القدس والمقدسيين عنوان لنزاهة الانتخابات


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تلامذة كهانا وغولدشتاين في الكنيست