أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية














المزيد.....

مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتهت المعركة السياسية بين القوى السياسية داخل مجلس النواب العراقي وخارجه حول التعديلات المراد إدخالها على مشروع قانون المحكمة الاتحادية؛ أنتهت باقرار القانون مبدئياً بمعظم مواده بما فيها التي أُدخل عليها تعديلات، إلا أن المجلس أرجأ البت في بعض فقرات مواد القانون وعلى الأخص تلك المتعلقة بعضوية خبراء الفقه الإسلامي في عضوية المحكمة مما يُعد مكسباً أولياً جزئيا للقوى السياسية التي تناضل من أجل مدنية الدولة والحفاظ على على طابعها الدستوري الديمقراطي بعيداً عن أي وصاية دينية أو مذهبية أحادية الجانب لا تتفق وطابع الشعب التعددي. ولم تكن المساجلات التي جرت حول هذه المسألة تحديداً هي الأولى من نوعها؛ إذ كانت القوى السياسية الوطنية الديمقراطية متيقظة لخطورة تلك الفقرة (المادة 92- ثانياً) منذ وقت مبكر ، فعلى سبيل المثال تقدم النائب السابق رائد فهمي سكرتير عام الحزب الشيوعي في عام 2019 بمذكرة إلى رئاسة مجلس النواب تتضمن مقترحات بنصوص معدلة لبعض فقرات المواد تزيل اللبس والإشكالية حول الفقرات السابقة التي تتنافى وروح الدستور وطابعه الديمقراطي. والحال لم يتزايد الاهتمام باقرار مشروع القانون اعتباطاً، فمع بدء العد العكسي لإنتخابات اكتوبر القادم التشريعية في العراق والمنتظر أن تتم حتماً في ظل ظروف توازنات جديدة مختلفة عن الانتخابات السابقة فرضتها هبة تشرين / أكتوبر الجماهيرية 2019 ضد فساد واستبداد أحزاب الإسلام السياسي الموالية لإيران في السلطة؛ شهدت الساحة السياسية منذ مطلع الشهر الجاري مساجلات حامية الوطيس حول تعديل مشروع قانون المحكمة الاتحادية المطروح على مجلس النواب بتركيبته الحالية المعروفة والقائمة على المحاصصة الطائفية، وقد تمحور الصراع كما أسلفنا حول دور "خبراء الفقه الإسلامي" فيما إذا دورهم استشاري، وهذا رأي أغلب كبار الخبراء القانونيين، أو أعضاء أصليون في المحكمة كسائر الأعضاء، وهو مايتعارض مع روح الدستور الآخذ بمدنية الدولة وبنائها الدستوري الديمقراطي، ومن المعروف أن قانون المحكمة يخولها المصادقة والنظر في الشكاوى والطعون المرفوعة حول نتائج الانتخابات. وكان من الواضح ثمة رغبة مبيتة من قوى الإسلام السياسي داخل البرلمان وممثليها في الحكومة لتمرير القانون بما يعطي "فقهاءها" حق الفيتو إذا ما تم إعتمادهم كأعضاء في المحكمة لا مُجرد خبراء استشاريين، لكن تلك الرغبة المحمومة لم تمر بسهولة في ظل المناخ الجديد المتولد بفضل التضحيات الهائلة التي قدمها شباب الانتفاضة، فقد تصدت الغالبية العظمى من قوى المجتمع المدني والنقابات والأحزاب المعروفة بتأييدها لمطالب أنتفاضة تشرين ضد تمرير القانون بثغراته الآنف الذكر بعضها، ومنها نقابة المحامين ومجلس السلم والتضامن واتحاد الحقوقيين العراقيين، كما أصدرت في منتصف شهر آذار الجاري عشرات الأحزاب الديمقراطية ومعها مئات الشخصية الوطنية والأكاديمية بياناً مشتركا أكدت فيه أهمية ألا يتنافى قانون المحكمة مع النسيج الوطني للشعب العراقي القائم على التعددية الدينية والمذهبية والقومية والسياسية، وهو ما دفع البرلمان جراء الضغوط السياسية والشعبية من خارجه إلى تأجيل المواد موضع الخلاف، وهنا تكمن بالضبط دروس المعركة الأخيرة التي يتوجب على القوى الوطنية والديمقراطية الاستفادة منها فلولا مواقفها المشتركة والموحدة لما أمكن على الأقل تأجيل تلك الفقرات والمواد الخلافية الخطيرة، وهي بلاشك إذ تنتظرها معارك سياسية متعددة مع القوى المتنفذة المتشبثة بالسلطة منذ نحو عقدين والتي لن تتخلى عنها بسهولة؛ حيث كانت ومازالت مرتعاً للفساد والفاسدين بإسم الدين، هي بحاجة لرص صفوفها الآن أكثر من أي وقت مضى .



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -كورونا- بين الإشتراكية والرأسمالية
- مأزق ديمقراطية الرأسمالية الأمريكية
- العد التنازلي لنهاية الامبراطوري الأميركية
- مستقبل السلم العالمي بعد عام 20 20
- الأنتفاضات العربية ودروس انتفاضة تشيلي
- هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 2 )
- هيروشيما والدروس المغيبة
- من مفكرة سجين بحريني حول غزو الكويت ( 1 - 3 )
- ثورتا يوليو وتموز .. انقلاب أم ثورة ؟
- الكاظمي وآفاق التغيير في العراق
- بيروت وبغداد .. مابين الانتحار والاغتيال
- الأزمة الأخلاقية للرأسمالية في عصرنا


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - مغزى المعركة السياسية حول قانون المحكمة الاتحادية