الجزء الثاني
( نص مفتوح )
كلّ معارك الكون معاركٌ باطلة
لا منتصر في الحروب
كلّ الحروب في طريقها
إلى وادي الجنون
جنون البشر
منذهلٌ أنا كيف يريد الإنسان
خوض المعارك
منذهلٌ أنا
كيف يقتل الإنسان الإنسان
من أجلِ أرضٍ
أو نفطٍ
أو جاه
إنّه جنون الصولجان
انزلاق الحضارة
في قعر اللاحضارة
تختفي رويداً .. رويداً تباشير حضارة
لا أرى في رؤى الساسة الكبار
غير انحرافٍ
عن دربِ المنارة
لا أرى في وجه الشفق ملامحَ فرحٍ
ولا في خيوط الشمس وهجَ الحرارة
يراودني أن الشمسَ ضَجِرَت
من عبثِ الإنسان
فتقلّص وهجها
غير راغبة أن تغدق على البشر
دفء البرارة
لم أعُدْ أطيقُ نشرة الأخبار
تحاليل الساسة
التعبئة الطارئة
حواراتٌ منخورة
جيوشٌ مخيفة
حاملات الطائرات
تلعلعُ على وجه المياه ..
آهٍ .. مَنْ يهدِّد مَنْ؟
تلكَ هي المسألة ..
جنونٌ حتّى النخاع!
انحدارٌ نحو الهاوية
إنّه آخر موبقات الصولجان
هل الدولار
الذهب الأسود
البنّي
الذهب الأزرق
الأصفر
هل كنوز الكون
تساوي موت الطفولة؟
هل كنوز الكون
تعادل موت الكهولة
تعادل شهيق الصديقة؟
هل نحن باقون على وجه الأرض
أكثر من الأرضِ؟!
...... ....... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم