امنة الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 09:06
المحور:
الادب والفن
وصلت منتصف الطريق بين الباب الخارجية للمنزل ومدخل الصالة ، ناداني بأسمي صوت لم أكن قد سمعته من قبل ..دخلت الصالة ..واجهني صخب عارم كان يحدثه اناس لم يسبق ان رأيتهم في بيتي ،عشرات الاشكال صالت وجالت كيفما تشاء تاركة أثاراً واضحة في اجزاء المسكن ،على السلم، في المطبخ وحتى غرفة نومي ، عند مكتبتي انتصب رجل بكتفين واسعين ، من عينيه تدفق حزن غريب رمقني بغضب وقد جمع دفاتري بين يديه ،صحت به دعها ..لم يأبه لي.و تمتم بصوت مسموع ..لماذا لم تتركيني بحالي ؟ لم أكن اعرفه من قبل .اتجهت الى السلم واجهتني فتاة انيقة تفترش الارض نثرت شعرها الغجري تحدث اخرى بجوار النافذة .
منزلي الذي الفته اعواما ، تغير ، في غضون ساعات بدت المداخل مختلفة وان كانت الجدران قد احتفظت بلوحاتها ،لم أخطء المنزل ،لكنه ايضاً ليس منزلي وهؤلاء ليسوا العائلة ، يعرفون اسمي ،ينادوني به ، تلك السيدة اربكتني ، فقد سحبتني من ياقة قميصي صوب النافذة ،تشكوه لي ،ماذا عساي افعل مع وسيم مشاكس اخذ مني كل دفاتري ،لمن اشكوه انا ، وتلك النسوة في غرفة نومي ،استبحن كل اشيائي الخاصة .
غزو كامل ألم بي ،لا أدري من اين جاء وماذا يريد لكنه غزو غير مسلح ، سمعت احداهن تحدث الاخرى عني ،(قاسية) قالت ابعدت عني صديقتي الوحيدة التي تسمعني عند النافذة ..احاديث الاخرى كانت تعلم انه يخونني ،لم تخبرني لكنها كتبت قصتي ليقرأها الجميع ..تذكرت عندها انني اختلقت تلك الحكايات منذ اعوام ابطالها اناس نسجهم رأسي ..
كالمسطول وقفت امام الحدث ،عيناي تسمرت في وجوههم ولم أجد ما أقول عالم جديد ..حياة كاملة ..امامي ..جميل جداً ان تعيش الحياة مرتين ..لكن الاسوأ ان تموت مرتين ايضاً كيف ارضي هؤلاء .من اعطاني حق التحكم بهم .. هل يمكن ان يتحول الخيال الى حقيقة وتختفي الحقيقة بين ثنايا قصص كانت مهربا لكاتبها من آلام الحياة .. هل هي حياة ثانية أم نوع من الخبل ..؟ لاجلس وراء مكتبي واضيف اليهم بطلا او محتجا آخر هو انا هذه المرة !!
#امنة_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟