عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 18:37
المحور:
الادب والفن
رأيت هذا الصباح
عربة تجر حمارا في الطريق
لم أحفل بالمنظر
فكل شيء ممكن أن يكون
إلا أن تسمع من داخل النهر الصغير
سمكة تصهل مثل الخيل
والشمس طالعة في كبد السماء
تلتحف بغطاء سميك
الناس لم تعد تفهم ما يدور
فكلهم يمشي على يديه
أبواب بيوتنا تحولت للسقوف
والشبابيك مغلقة جيدا
خوفا من أن تسرق الجدران
أو يأكلها خروف
تحسست جسدي
لا شيء فيه يؤكد الوجود
أنا حالم
ربما منتشي من حشيشة تالفة
أو من قهر الظروف
ربما اسأل النجوم التي تتراقص حول الشمس
في رابعة النهار
عما إذا حدث المسخ الكبير
أو ظهر عيسى تحت منارة جامعنا القديم
لا أحد يعرف
لا أحد يفهم
لا أحد يتكلم
وأنا كالأطرش في حفل تعارف وحب
يعزف موسيقى الجنائز
وحده
عراب الرب
وصديقه الأثير
يملك مفاتيح الأسرار المجهولة
أومأ لي من بعيد
أن أمضي صامتا
لا تتكلم
فاليوم عرس مؤجل
لإبليس الذي سرق كل خزائن الجان
وقدمها مهر
لسيدة الحواري الحسان
كي تدخله مرة أخرى
إلى وسط الجنة
يقال
أن الرب قد خلق آدم جديد
ليعيد معه الكره
ويغريه بشجرة جديدة
لعله يصلح خطأه القديم
ويرضى عنه الرب
فنعود
كما كنا
عراة من غير سوأة
في ظل ظليل
وفاكهة وثريد
وعسل وخمر وطير شهي
ودنانير نضيد...
عدت لداري
أكمل حلمي العتيد
لا دار
ولا حلم
ولا شيء
غير الوهم يلبسني
فأخذت قناعا بحجم خيبتي
وغطيت وجهي
بغطاء من نحاس وحديد....
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟