فاذا حدث ووجدت كان صداها وانحصرت بين السريان وحدهم بحيث لم تصل الى العرب--أرباب الحضارة ج6-في الفلك والجغرافيا

سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 11:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

وضع بطليموس كتابه المجموع الرياضي -syntaxis of mathimatics-حوالي عام 161م - ويتألف الكتاب من مقدمة وثلاث عشرة مقالة : حوت معارف اليونان حتى سنة 150م- ثم تناولها علماء الاسكندرية من بعده بالشرح والاضاقة ، أمثال بابوس الاسكندري وهوباتيا ابنة ثاون (370-415) التي شرحت المقالة الخامسة باسهاب ، ووضعت اسطرلابا وغيرت تسمية الكتاب الى -magiste syntaxis-وعندما تم تعريبه سُمي بالمجسطي باضافة حرف (أل) .
ذكر يطليموس في المقالة الثالثة طول السنة الشمسية ، وحركة الشمس من خلال أفلاك التدوير epicycles والأفلاك الخارجية eccentrics، وفي المقالة الخامسة درس حركات القمروتكلم عن الشمس والقمر وظل القمر ، وقدر من خلال الخسوف والكسوف قياس المسافة بين الشمس والأرض والقمر.
وشرح برفلس الأثيني (المتوفي 485م) المقالتين السابعة والثامنة وتكلم عن النجوم والثوابت ومبادرة الاعتدالين precession of equinoxes، وعلى هذه المقالة أضاف ساويرا سابوخت معارف السريان الفلكية وصنع نموذجا لقبة الفلك ، أي كرة فلكية.
أما المقالات (9-13) فتناول فيها بطليموس حركات الكواكب السيارة وهي أكثر أجزاء المجسطي أصالة. وفيها شرح بطليموس طريقته في الاسقاط العمودي المتصل في تسطيح الكرة ، وقد درسها وشرحها مار يعقوب الرهاوي ، والذي صنع خريطته الجغرافية باضافة الاسقاط التجسيمي ، وفيها ، مثَل لكل نطة بمسقطها على دائرة معدل النهار من ناحية القطب المقابل أي من جهة القطب الجنوبي.


برديصان الرهاوي(154-222) ألف هذا العالم السرياني الكبير كتابا فريدا ، تحدث فيه عن تأثير القمر على المدر والجزر.
سرجيوس الرأسعيني (المتوفي 536) . ألف كتابا هاما أيضا في تأثير القمر ، وألف مقالة في حركة الشمس أهداها الى صديقه ثاودور أسقف مرو النسطوري ونشرها المستشرق الألماني ساخاو سنة 887م.
أكبر علماء السريان في الرياضيات والفلك (590-667) هو الأسقف ساويرا سابوخت ، ويعرف لدى السريان باسم المثماطيقي أي الرياضي . ولد في نصيبين (مدينة مار افرام) ودرس في الرها والاسكندرية ثم عاد ليُدرس في دير قنسرين (جسر منبج) وضع كتابا سماه (((صور منازل البروج)) بقي منه فصلان : الأرض المأهولة وغير المأهولة ، وقياس الأرض والسماء وحركتهما ، تاريخه (660م) نشره سخاو في لندن سنة 1870. كما كتب مقالة عن الاسطرلاب في 53 صفحة نشرها المستشرق الفرنسي فرانسوا نو . في باريس عام 1899 . يقول عنه المستشرق الألماني انه كان الأمثل بين علماء السريان في الرياضيات والفلك وقد تفوق على اليونان.ويعود للأسقف ساويرا سابوخت ادخال الأرقام الهندية في الحسابات عوضا عن الأرقام الرومية؟
الراهب السرياني يعقوب برصدلي قام بتأليف كتاب الكنوز في الرياضيات ويضم علم الفلك والحساب والمساحة والموسيقى ، وكان قصده يرقى بعلم الرياضيات الى أعلى ذروة ويتفوق على اليونان.
كانت دراسة السريان لعلم الفلك وكتاب المجسطي في العهد الأموي عندما كانت الدولة الصاعدة بحاجة ماسة الى العلوم الرياضية . وهي في جهل مطبق عن كل هذه العلوم. وكان ملافنة السريان يعلمون أولاد العرب المسلمين ، ما لم يكونوا يعرفونه أبدا، من علوم الأوائل ، وأشهر من أخذ عنهم الأمير الأموي خالد بن معاوية بن يزيد بن أبي سفيان، وكان يُعد حكيم أمية ، وقد وجدت في دار الحكمة في القاهرة كرة فلكية مصنوعة من الفضة عليها الأرض العامرة والأرض غير المأهولة كتب عليها ((قد صُنعت للأمير الأموي)).
وفي العصر العباسي ،( وبعد أن قام علماء السريان، بشرح معارفهم، وتدريس ، العرب ، كافة العلوم، والتي لم يكونوا يفقهون فيها شيئا.) تمت في هذا العصر ترجمة لكتاب المجسطي في بيت الحكمة في عهد (هارون الرشيد) عام 802م- في مدينة الرقة تحت اشراف الوزير المستنير يحيى بن خالد البرمكي (738-805) قام بها علماء السريان والعرب عن الترجمة السريانية التي أنجزها الأسقف ساويرا سابوخت عام 665م. أما الترجمة الثانية فقام بها الحجاج بن يوسف بن مطر الحراني ، ثم تلاه في عهد المأمون اسحق بن حُنين (المتوفي 878م) ولكنه لم يكن ضليعا في العلوم الرياضية فأصلح الترجمة؛وقام باتمام الرسوم الهندسية ثابت بن قرة الحراني (المتوفي 901) .

تعلم العرب ودرسوا علم الفلك على يد العلماء السريان ثم طوروا ذلك ، رغم أن الكثير من المصادر ، تنفي ذلك. فالدور الذي لعبه العلماء العرب المسلمون، لم يتجاوز التلقي فقط، اضافة الى نسبة العديد من الكتب السريانية ، الى علمائهم.
كتب المؤرخ السرياني الكبير ابن العبيري(1226-1276) بالسريانية ، مختصرا لكتاب المجسطي .
وألف كتابا بديعا في علم الفلك سماه ((الصعود العقلي)) نشره المستشرق الفرنسي فرنسوا نو في باريس سنة 1895.
تحدث فيه ابن العبري عن كروية الأرض والسماء، والفلك الأعلى المحيط ، وكيفبة وجود فلكي الشمس، وضعه في مراغة 1272م.
وكان هذا الكتاب أعظم ما كتبه السريان في الفلك.

في الجغرافيا:

صنف داوود بن قولس آل ريان (565م) رسالة في الجغرافيا عنوانها ((حدود الأقاليم وتقلبات الأيام والليالي)) .
وأول من ترجم الدليل الجغرافي عند السريان مار يعقوب الرهاوي (المتوفي 708م) في كتابه الأيام الستة (الهكساميرون) وفي هذا الكتاب البديع فصل في وصف القارات الثلاث وما تحتويه من بحار وجبال وأنهار وجزر وخلجان . جاء ذلك في وصف دقيق ورسم خريطة للعالم القديم ، وجعل طول الدرجة 57 ميلا ، ومن أخطاء مار يعقوب الرهاوي جعله بحر قزوين من الغرب الى الشرق؟.
وعندما ترجم ثابت بن قرة الحراني كتاب بطليموس في الجغرافية لأول مرة الى اللغة العربية في عهد الخليفة المعتضد ، بناء على طلب الكندي الفيلسوف العربي (المتوفي 865م) طابق بين خريطة بطليموس مع الخريطة المأمونية التي رسمها علماء بيت الحكمة السريان ، يقول هونيغمان:((ان خريطة السريان في بيت الحكمة بُذل فيها جهد مميز للمزج بينها وبين خريطة بطليموس)).

ويطلق كراتشوفسكي حكما حقيقيا وصادقا وواقعيا على علم الجغرافيا عند السريان بقوله:((وتتقدم الجغرافيا الفلكية تماما في هذا العصر ، فاذا حدث ووجدت كان صداها وانحصرت بين السريان وحدهم بحيث لم تصل الى العرب)). ولو انه اطلع على كتاب الأيام الستة (الهكساميرون) لمار يعقوب الرهاوي لغير رأيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المصادر:
اللؤلؤ المنثور ص165 ، مار افرام الأول برصوم.
العلم القديم والمدينة الحديثة ، ص102 جورج سارتون، مكتبة النهضة المصرية .
اللؤلؤ المنثور ص284
الحضارة العربية ص194 ، جاك رويسلر، ترجمة فريد جحا ، دمشق 1982
الفصول في الحساب الهندي ص7 الاقليدي
البداية والنهاية ج12، ص263، ابن كثير ، دار المعرف بيروت 1967
العلم القديم والمدينة الحديثة ص 134
الحضارة العربية ص135
تاريخ الفكر الاندلسي ص456
الكون ص34، كارسل ساغان
معجم المصطلحات الجغرافية يوسف توني دار الفكر العربي القاهرة
جغرافية بطليموس ، ص7، مخطوط مصور
الموسوعة البريطانية مادة map
جغرافية بطليموس ص 224
الأدب الجغررافي عند العرب ، ج1، ص106، كراتشكوفسكي ، ترجمة صلاح الدين عثمان هاشم القاهرة 1961

مركز الدراسات والأبحاث المشرقية
محمد عبد الحميد الحمد
مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات
حضارتي السريانية

#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات