أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد اغويان - الاعتداء على نساء و رجال التعليم: سقوط أخلاقي للدولة














المزيد.....


الاعتداء على نساء و رجال التعليم: سقوط أخلاقي للدولة


رشيد اغويان

الحوار المتمدن-العدد: 6849 - 2021 / 3 / 23 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخيرا سقطت اخر اوارق التوت التي طالما تسترت خلفها الدولة باجهزتها، و المناسبة ما تعرض و يتعرض له نساء و رجال التعليم من تنكيل و قمع و امعان في الحط من كرامتهم(ن)، فما حدث يومي 16 و 17 مارس 2021 تجاه التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد من تدخل همجي وحشي حاقد، هي صور تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الاوامر قد صدرت لتمريغ كرامة هؤلاء و من خلالهم كافة الأطر العاملة بالقطاع، باعتبار ذلك شكل من اشكال الهجوم على المدرسة العمومية، و قد سبق ذلك التنكيل باطر الإدارة التربوية و باقي الفئات التي قررت الاحتجاج ضدا على واقع لم يعد خاف على احد انه اقل ما يقال عنه كونه مزر، و لا ادل على ذلك هو وضعية الهشاشة التي يرزح تحت نيرها جل العاملين بالقطاع، و بفعلها هذا فقدت الدولة هيبتها و احترامها و انكشفت عورتها امام العالم و ليس امام مواطنيها، لان ضرب الاستاذ/ مربي الاجيال و باني الانسان في زمن التغني بحقوق الانسان و الديمقراطية و التسامح و الانصاف و التعايش و الحق في الإخلاف و قبول الراي الاخر التي يطبل لها قانون الإطار، هو دليل ساطع ان الدولة عبر حكومتها الرجعية و عملائها المنتفعين من الريع بكل تلاوينه هم في ورطة، ورطة التبرير و الاقناع، ورطة الشرعية و الأخلاقية، ورطة الشعارات الموجهة للخارج و تعارضها مع تلك الموجهة للداخل، ورطة التطبيع مع الهناك، و الهجوم و الإلغاء مع الهنا، ورطة التسامح مع بني صهيون و الحرب على بني جلدتهم، ضرب المعلم اعلان صريح على الفشل و الانهيار الأخلاقي للدولة، التلذذ بتعذيب نساء التعليم و التحرش بهن و التنكيل بالشغيلة دليل ساطع ان تيار الجهل و الأمية قد استشرى في اوصال هذه الدولة و تمكن منها و صار يهدد بقاءها و دوامها ما بالك بتصديق شعارات السعي نحو التطور و التقدم و الرقي الى مصاف الامم المتقدمة و التنمية، و هي شعارات لم تعد قادرة على اقناع حتى الذين يرددونها و كل هذا في زمن الكورنا 19 التي يتم توظيفها لإخراس الأصوات الحرة و تمرير كل المخططات التصفوية و العمل على التحكم في كل مفاصل الحياة العامة لتتحول الطوارىء من صحية الى سياسية، لكن السؤال الجدير بأن يطرح عوض التباكي عبر المنصات الإجتماعية أو غيرها من وسائل التواصل هو ما العمل ؟؟ لأن ما تقوم به الدولة لحد الآن ليس مفاجئا و ينسجم و طبيعتها تاريخيا، هي فقط الآن بصدد التذكير امام فشلها في التبرير و الاقناع و أمام تراجع عملائها عن القيام بدورهم الساعي للتضليل و حرف الصراع عن مساره الطبيعي، لذا بالعودة للسؤال و باستحضار واقع الاخصاء الذي تعرضت له أدوات الدفاع الذاتي للجماهير الشعبية بما فيها الشغيلة التعليمية من أحزاب التي كل همها هو الفوز بمقاعد مريحة بالقبة مع ما يعنيه ذلك من صفقات و تعويضات و تقاعد و غيرها، و أيضا جمعيات مناضلة و نقابات عاجزة او بالاحرى جزء منها متواطىء، سواء عن قصد او عن غير قصد، الشيء الذي جرد الجماهير من أسلحتها و فرض عليها خوض حرب غير متكافئة، و بالتالي مختلة التوازن لذا أول مهمة ملقاة على عاتق الشغيلة التعليمية هو البحث عن تنظيم ذاتها بشكل يجعلها قادرة على خلق توازن على مستوى ميزان القوة، و أن تخرج من دائرة الأنانية و عوض ذلك لا بد من التفكير بمنطق أن الكل أكبر من الجزء و أن الجزء أصغر من الكل و متضمن داخله، و امتلاك الجرأة و الشجاعة على مستوى صياغة الملف المطلبي المشترك، الذي من شأنه أن يعيد الإعتبار للشغيلة و أن لا يمس فقط الجانب المادي بل يجب ان يتقاطع بشكل كبير مع مطالب الحركة التلاميذية حتى لا أقول جمعيات الآباء. و كل من لهم مصلحة الدفاع عن المدرسة و الوظيفة العموميتين.
و أكثر من هذا يجب أن نخرج من دائرة رد الفعل إلى الفعل الواعي و المنظم و الديمقراطي، انطلاقا من الحلقة الدنيا..
فلن نخسر بوحدتنا و نضالنا اكثر مما نخسره بصمتنا.



#رشيد_اغويان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة عيد الحب
- لا بديل عن مواجهة القوى الشوفينية الرجعية
- لحظة من فضلك
- ما علاقة الانتخابات بجائحة كورونا (كوفيد 19)
- الحركة التلاميذية تاريخ يتطلع للمستقبل المشرق
- تزوجي رجلا يقرأ
- الحب في زمن كورونا في المغرب
- الماركسية وتحرير النساء
- كورونا والمجتمع العربي
- المرآة التالسينتية


المزيد.....




- حافظ منذر الأسد يكشف لبي بي سي: كواليس اللحظات الأخيرة قبل س ...
- -نستيقظ في الصباح متجمدين من البرد-.. معاناة بلا حدود للفلسط ...
- مهمة معقدة .. إعادة بناء التراث الثقافي المدمر في سوريا
- التمارين الرياضية: مفتاح لذاكرة أقوى وسعادة تدوم طويلاً
- فرنسا: حداد وطني تضامنا مع ضحايا الإعصار -شيدو- الذي ضرب أرخ ...
- روسيا تسيطر على بلدتين أوكرانيتين ورئيس وزراء سلوفاكيا يزور ...
- خبير عسكري: المقاومة طورت عملياتها وجعلت جنود الاحتلال صيدا ...
- أوكرانيا تستهدف قازان وبوتين يتوعد فهل هي مرحلة -كسر العظم-؟ ...
- بنما ترفض تهديد ترامب باستعادة السيطرة على قناتها
- أوكسفام: 12 شاحنة فقط وزعت المساعدات شمال غزة خلال 75 يوما


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد اغويان - الاعتداء على نساء و رجال التعليم: سقوط أخلاقي للدولة