أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - فوازير الشرق الأوسط الكبير














المزيد.....

فوازير الشرق الأوسط الكبير


محمدعبدالرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 03:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ينافـس تخبط النظام العربي الرسمي في اوحال الشرق الأوسط (الكبيـر) ســوى تخبط إدارة بوش ، إنهما للعام الخامس على التوالي يعيشان حالة شبيهة باضطراب الأفلاك ، فثمة قطب الرّحى الأمريكي الذي زلزلته (ظاهرة) الحادي عشر من سبتمبر(2001) وثمة الكواكب (والكويكبات) الشرق أوسطية التي اضطربت تبعاً لذلك مساراتها الإهليلجية حوله مذ ذاك الوقت ، ودون أن يظهر في الأفق أي مؤشر كوزموزي على انتهاء تداعيات الظاهرة السبتمبـرية يبدو أننا سنظلّ محبوسي الأنفاس مع توالي كل جديدٍ من (خبط عشواء) هذه الأجـرام .

في (عجالة) خمسة أعوام من التاريخ ، شهد شرقنا من التحولات القسرية بالقوة الغاشمة الأمريكية وعلى الطريقة الهوليودية ما قدلايمكن لطاقة قرن من الزمان أن تفعله ، ليس بدءاً من تداعي النظام الطالباني الأفغاني وليس انتهاءاً بتهاوي النظام الصدامي العراقي ،أمّا ما بينهما من سلسلة متغيرات نوعية وكمية مطروحة على جدول أعمال الستراتيجية الأمريكية فهي أكثر من أن تحصى إذا ما عرفنا أنها تمتد من الإصرار الخبيث على عولمــة الثقافات المحلية بداية ً من زحزحـة ثوابــت (القرآن) حتى السـعي الحثيث لتمزيق أوصال جغرافيا الأوطان .

مشكلة المشاكل في هذه التحولات الإشكالية لاتكمن في منحاها الجبري ، وانما في عشوائيتها القائمة على ماليس لـه أسـاس منطقي من تفاعلات في باطن وظاهر قطب الرّحى الأمريكي وأفلاكه على حد سواء.

بكلام آخر: مع تسليمنا بأنّ هذه التحولات تأتي غالبا ً بأرادة القوة الأمريكية الجبرية ، فأنها تخلص الى مجرد مسوخ ٍ عشوائية ، فوضوية، إعتباطية ، لا تستجيب حتى لدواعي الأولويات الأمريكية ذاتها وفي أحسن الأحوال تنتهي الى ( ألغاز وأحاجي ) تـُـحَــيِّر طلاسمها القائمين عليها من أفذاذ (التجريب) المختبري الأمريكي قبل سواهم فإذا بها تتعملق وتتمنـَّع أمامهم كـ (معضلات) بدلاً من أن تنصاع لرغباتهم ونزعاتهم كـ ( حلول ). ولقد رأينا هذا قبل (تحرير) العراق في (تنويـر)أفغانستان وبعدهما في ما نحن بصدده من ملامح مسخرة (تسخير) النظام العربي الرسمي برمته كمحض مطية تنحصرمهمتها على حمل الشرق الأوسط (الكبير) الى (جديد) دويلات الموزالمحمية بالأسطول الإسرائيلي !!.

هكذا نقـلت نخبة إنتلجنسيا الـ س.آي. إيه. والبنتاغون ودوائرالبحوث الستراتيجية الأمريكية التخصصية مشـروع الشـرق الأوسط (الكبير) من طورالتجليّات المأسـاوية الهدّامة لما يســمى بـ (الفوضى الخلاقة) الى (شيء مّا) لن توفيه كلمة (جديد) حقـه قدرما ستدفع المخيّـلة الى البحث عن اصطلاح يليـق بمظهره الكابوسي و يلخـّص معناه الكارثي .

الوجه الساطع لماتقدم ، هو بالتأكيد ،هذا الإنقضاض الإسرائيلي التدميري على لبنان ، بما يمثـله الأخير من مشهد يكثــِّف ويعكس الحقيقة العربية بكل جزئياتها التفصيلية ، وبما يجسّده الأول من إرادة القوة الغاشمة للتحالف (الثيوقراطـي) الأمريكــي ـالـصهيوني ، فـــمع وصـول مشــروع الشرق الأوسط الكبير الى مشارف نهاياته المريعة لأسباب تبدأ من استعصاء غزة ولا تنتهي عند تمرّد بغداد قبل أن تعـرّج على مجاهيل بيروت ودمشق وكابول وطهران وسواها من(الثقـوب السوداء) ، تـَحتـَّـمَ على حيرى واشنطن وتـل أبيب أن يفتشوا عمّا يعوض عن فداحة الخسائر التي ترتبت على استثماراتهم العبثية في مشروع متداع ٍ فعادواالى حيث حليمة وعادتها القديمة :ـ خلط الأوراق واللعب من جديد...، فكان ما كان من إختيار لبنان (لانه لبنان) كسـاحة مثالية لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة في مشروع استثماري آخر، لا بأس أن ترتجـــل الآنسة رايس أي إســم إيحائي تشاءه له .

إنها إذن فاتحة مرحلة جديدة من (خبط عشواء) التجريب الأمريكوـ صهيوني في مختبر الشرق الأوسط ، وهذه المرة يتوجّـب على (الديمقراطية) أن تنسى خلافاتها مع (الديكتاتورية) لينصرفا معاً يداً بيد الى خدمة مشروع إنساني شرق أوسطي واعد يريد بالجميع أن يعيشوا في سبات ونبات المحميّات الإسرائيلية !!.

لكن المعضلة التي تعترض ترجمة هذه الفنتازيا التي بدأت تطلّ علينا من جنوب لبنان ، لا تتمثـل فقط في شراسة المقاومة التى وقفت أمامها وإنّما بأدواتها التنفيذية ذاتها، فهنا ليس ثمة أي جديد فيها ، إنها نفس القديم من فنون البطش الإسرائيلي مشفوعة ًبنفس القديم من الهوان العربي الرسمي ، ما يؤشر منذ الآن على انسداد آفاقها البعيدة ، وأيضاً ، إعتباطية وعشوائية نتائجها القريبة المحتمله ، وكأنها تدور في مكرور الدائرة الأمريكية ـ الصهيونية من تجـريب التخريب ليس إلا ّ.

أي أننا قد نشهد( تحولات) شرق أوسطية جديدة تشـوّه أكثر مما تؤسس ، لا يمكن الإعتمادعليها لبناء أهداف ومطامع ستراتيجية أمريكيةـ أسرائيلية أخرى بمنأى عن أسباب الإنهيار ولا تخرج مضامينها عن إطارالتنويع الهـدّام لصنـّاع الخراب في واشنطن وتل أبيب، وبذلك تنتهي هذه (الأحجية) بالجميع الى خسائر (متفاوته) تتحمل كالعادة شعوب الضاد الجزء الأعظم منها ، فيما الأجرام العربية الرسمية تدور في مساراتها حول قطب الرّحى الأمريكي مرهونة ً بجديد (فوازيره) .
كأنه قدر .



#محمدعبدالرحمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تيسر من سيرة القهر
- عاجل
- رياح مغايره
- 53.3
- أدرينالين
- أسراهم لا أحرارنا
- العراق والبلوى الفلسطينية
- هذيان


المزيد.....




- بايدن: أنا صهيوني وفعلت للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر
- الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن مهاجمة سفينتين قبالة سواحل اليم ...
- إطلاق نار في مسقط يؤدي لمقتل أربعة أشخاص وإصابة آخرين
- قد تسكن البيت الأبيض إذا فاز ترامب.. من هي أوشا فانس؟
- أمريكا.. مديرة -الخدمة السرية- تكشف عن رد فعلها عندما علمت ب ...
- سلطنة عمان: قتلى ومصابون في إطلاق نار قرب مسجد.. والشرطة تصد ...
- الشرطة العمانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في إطلاق نار قرب ...
- أربعة قتلى بإطلاق نار في محيط مسجد بسلطنة عمان
- الشرطة العمانية: قتلى ومصابون في إطلاق نارفي مسقط
- الجيش الأميركي: الحوثيون شنوا هجمات متعددة على ناقلتي نفط


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمدعبدالرحمن - فوازير الشرق الأوسط الكبير