|
الحلقة الاخيرة من عراق الازل بين الجد والهزل
جمال محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 02:24
المحور:
كتابات ساخرة
بعد ان رجع ابو الشمقمق من سفرته الى بغداد ، كان قد اخذ تصورا ميدانيا عن الحالة هناك ، وقد امضى معظم ايام شهر تموز متنقلا بين دهوك وزاخو والسليمانية ، ونجح في تصريف بضاعته المكتبية واقام صلات وعلاقات تجارية مفيدة مع بعض المكتبات ودور النشر فيها . لقد ايقن بان هناك هوة بين الانعزال المصطنع للمتنفذين في الشمال ، وبين جمهرة ابناء المنطقة الشمالية كلها ، والتي وجد فيها التلازم والمصير الواحد مع ابناء المحافظات الاخرى من العراق ! لم يستطع شراء دار في منطقة ابراهيم الخليل او في زاخو ، وعرف ان هناك توجيهات عليا تمنع على سكان المناطق الاخرى من العراق تملك عقار او ارض في مناطق نفوذ البارزاني والطالباني ! ابو الشمقمق ليس سنيا ولا شيعيا ، ابو الشمقمق عراقيا مسلما: نزل ابو الشمقمق الى عمله في سوق السراي ، وقرر بينه وبين نفسه ان يفعل بما يستطيعه من قدرات على توضيح الحقائق وتعبئة الناس من اجل توحيدهم ضد عدوهم المشترك ، الاحتلال ، الذي يشاغل ابناء العراق بالفتن الطائفية والعنصرية والفساد بكل انواعه ! فاخذ يكتب المقالات وينشرها ببعض الصحف الوطنية ، ويحاول بها طرح ما امكنه من اراء مضادة للوضع الشاذ الذي يعيشه العراق ، ثم اخذ يستغل خطه الجميل في رسم لوحات خط عليها الشعارات التي يؤمن بها ، وصار يعرضها للبيع في مكتبته ، ثم اخذ ينسق مع اثنين من اصدقاءه المخلصين والمؤمنين بما يؤمن به ، لكتابة وتوزيع منشورات سرية ، وطنية حماسية تذكر الناس بان للعراق وحده الانتماء لا قومية ولا طائفية تعلوا على العراق ومقامه ، كل المقامات تصغر امام مقام العراق وتدعوهم لمقاومة راس الفتنة الحقيقية في العراق . كانت لابو الشمقمق هواية تراثية قديمة وهي ان يروض الغربان ويجعلها مصدر لازعاج من يريد ازعاجه ، وهذا ما حصل بحيث استطاع ترويض اكثر من مئة غراب وجعل منهم مصدر ازعاج دائم للامريكان واعوانهم في المنطقة الخضراء ، بالزعيق وبرمي اجزاء من فطائس بروائح نتنة على تجمعات جندهم هناك ، وتعاون مع اصحابه في الكتابة على بعض الحيوانات الصبورة ، بعض العبارت بالانكليزية التي تدعوا لطرد الامريكان ، وجعلها تتراكض في شوارع بغداد ! بعد ان جاءت وشاية على ابو الشمقمق من متنفذ في ميليشيا حكومية بسبب رفضه دعم مجهودهم الطائفي ، داهمت مفرزة مشتركة مكتبته ، ولم يكن ابو الشمقمق وقتها قد وصلها بعد لانه مازل في بيته وان الذي يفتحها مساعدا له في العمل ، المهم اتصل به احد معارفه وابلغه بان لا يحضر للعمل فالوضع خطير ، فهم ابوالشمقمق الامر وغادر بيته مسرعا يريد السلامة ! ابو الشمقمق ينخى من كان يعرفهم من اهل بيت رسول الله ويدعوهم لفعل شيء ما ، فشيعتهم شيع والمسلمون في اشد خزي وانحطاط والمنافقون يتاجرون باسمهم والعامة عمياء ، الوضع كله لكع لكع ومن يرى يرى الجزع ، يرى الاوصال قطع قطع ، لاينفع هذا الوضع غير صفعة او صدمة يستفيق بعدها الناس ، من شر الوسواس الخناس . لقد ذهب ابو الشمقمق الى ضريح الامام موسى الكاظم واخذ ينخى ويدعو الله عنده ، ويعيد ما قدر الله له من مستطاع ، حتى سمع همسا في روحه يقول ، ارجعوا الى حيث يربح الجميع ارجعوا الى فوج موسى الكاظم ايها المفتونون بالبلاء !
ومن الهام روح توحده هذا كتب بيانا روحيا هذا نصه :
الى كل من يهمه الامر
لا تقلدوا احدا ان المقلدين والمقلدين يفسدون بالدين ، وقد يكونوا من الظالمين ، والظالمين اخوان الشياطين ، قلدوا الخير بعد تمييز عقولكم ، فالدين بين ، والسنة بينة ، والسير بينات ، ويوم الحساب هو الفيصل ، وانصروا الحق والخير في دنياكم وحاربوا المستكبرين لتكونوا خير امة اخرجت للناس ، هذه هي سيرة الاسلام ومقاصده ، فعلام تتقاتلون والله يعلم ما في قلوب المنافقين مهما ادعوا او لطموا او تمسكنوا او تظلموا والله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما في نفسهم ، لتكن كل حوزاتكم ناطقة بجمع كلمة الناس كل الناس نحو العمل والاجتهاد بالحياة ، لخير الانسانية جمعاء ونصرة المستضعفين في كل مكان هذه رسالة امة محمد فهل تتقون ؟ لقد جزع ابو الشمقمق حمرين ابراهيم الخليل من هول الفاجعة ، فرجع الى زمنه ، تاركا زمان العراق الحالي الضائع بين الجد والهزل ، بين الحقيقة والخيال بين الاحلام ومقاصد اللئام ، داعيا ان تكون حالة العراق هذه اخر الاحزان ، لينتصر العراق مجدداعلى نفسه وعلى اعداءه المتجبرين .
#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراق الازل بين الجد والهزل
-
اجتثاث مكارثي في العراق
-
فدرالية العراق مهيج حيوي للانعزال القومي والطائفي
-
قول الحقيقة لا يغضب احدا سوى اعدائها يا طالباني
-
انظمة عربية لا تحترم نفسها
-
لقطات ليست بريئة
-
كارت احمر للفصائل المقاومة في مونديال المصالحة الوهمية
-
مطابقات شعبية ترتقي لفعل مقاومة الاحتلال الاجتثاثي
-
هبوا ضحايا الاغتصاب
-
خازوق الاحتلال لا يستثني احد
-
الاحتلال الغائب الحاضر في مبادرة المالكي
-
الصومال تتناطح للتخلص من قبضة الشر الاوسط الكبير
-
دولة الناس ودولة الله
-
أرهابيون لكن ظرفاء
-
كذب الامريكان وان صدقوا ! يريدون الزرقاوي قميص عثمان لجرائمه
...
-
هجوم امريكي مضاد لتثبيت افرازات الاحتلال ! خمس ساعات من التو
...
-
عصيان مدني على الموت
-
ماذا بعد الزرقاوي ؟
-
عراقيات مع سبق الاصرار
-
مجانين امريكا وبريطانيا يقاتلون في العراق
المزيد.....
-
رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 .
...
-
مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
-
“الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ
...
-
175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
-
عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط
...
-
-المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف
...
-
ساويرس يرد على سؤال بشأن فيلم -الملحد-.. وهذا ما قاله عن -من
...
-
-رأس الخس- يلاحق تراس من جديد ويخرجها من المسرح (فيديو)
-
هيفاء وهبي تعلق على قرار منعها من التمثيل والغناء بمصر بآية
...
-
بعد أزمة فيلم -الملحد-.. هل تأجل العرض بمصر أم مُنع العمل؟
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|