|
الشهيد مشعل التمو لم يخرج من جلده يوما
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6844 - 2021 / 3 / 18 - 01:18
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
احترامي الكبير لدم رفيق الدرب أبا فارس ، ولمشاعر عائلته الكريمة ، لم أشأ ان أدخل يوما في سجال مع من حاول القاء الظلال على أهم مراحل تاريخه السياسي وأكثرها نضجا وعطاء ، بدء من الفيديو – اليوتيوب الأول الذي نشر عنه بعد استشهاده من مصادر لااعرفها حتى الان ، وباعتقادي كان متسرعا ولم يكن مضمونه دقيقا ، كما لم يكن بمستوى الحدث الجلل ، حيث تسللت الى بعض مقاطعه شهادات يمكن توصيفها با(المدسوسة ) كان أصحابها من ألد أعداء فكر وشخص الشهيد سابقا ولاحقا ، واستبعدت منه شهادات العديد من رفاقه المخلصين وشركاء نضاله الاوفياء . كما لم أرد حتى الان على البعض المتنكر لتاريخه اما عن جهل وعدم ادراك ، أو من الذين ترعرعوا في زوايا مظلمة على هامش الحركة الكردية السورية ، يصرون على تزوير صفحات من تاريخها ، أو بعض المتحاربين على اسم وسمعة الشهيد ، . او الباحثين عن منفذ لصب جام حقدهم على الحركة الكردية السورية وبالاخص النهج المتجدد للاتحاد الشعبي الذي كان الشهيد من أعمدته .
من تلك النماذج من يحاول عزل الشهيد مشعل التمو عن ماضيه النضالي ، أو اعتبار ( تيار المستقبل ) الذى انشأه تجربة فكرية – سياسية – تنظيمية جديدة فريدة بخبرات تراكمت عشرات السنين بجزيرة معزولة عن محييط الحركة الكرردية السورية ، والحقيقة التي يجب ان تقال أن الشهيد غادر – حزب الاتحاد الشعبي الكردي – وأسس التيار عام ٢٠٠٥ أي بعد ان أعلنت عن انسحابي من العمل الحزبي بعامين أي في ٢٠٠٣ ، وقد ظل الشهيد بالاتحاد الشعبي نحو عشرين عاما وفي عاميه الأخيرين كان صلة الوصل بيني ( حيث كنت خارج الوطن ) وبين القيادة بالداخل .
لقد نهل الشهيد من فكر الحزب وتربى عليه وهو شاب يافع ، وساهم أيضا في تطويره ككادر وقيادي مسؤول ، لم تنقطع صلتي بالشهيد في كل المراحل : عندما كان بالحزب ، وعندما اصطدم ببعض رفاقه باالقيادة بخلافات تنظيمية وشخصية حاولت حلها ، وعندما اقام فترة في تركيا لأسبابه الخاصة ، وعندما ترك الحزب ، وعندما أسس منتدى بدرخان ، وعندما أسس التيار ، وقبل السجن وبعده ، وكنا نلتقي باستمرار في المانيا ، وتركيا ، والاردن ، وكردستان العراق .
وحتى أكون دقيقا انقطعت الصلة لفترة قصيرة جدا قبل استشهاده حيث لم يبلغني عن مشروع ( جبهة الإنقاذ ) التي انخرط فيها ، حيث علمت تفاصيلها وملابساتها من المحامي – هيثم المالح – الذي كان احد مؤسسيها الابرز إضافة الى د وليد البني ، حيث وضعني السيد المالح بالصورة المفصلة عندما التقينا بالقاهرة في أيلول – سبتمبر ٢٠١١ ، واحتفظ بتفاصيل الموضوع التي لا أرى لزوما الغوص فيها الان .
لم يخرج الشهيد من جلده يوما ، ولم يطرأ أي تغيير يذكر في نهجه الفكري ، وفي مواقفه الأساسية التي تربى عليها في الاتحاد الشعبي ، تياره كان امتدادا لنهج الحزب وسياساته تجاه القضايا المصيرية ، وتحديدا بخصوص الموقف من النظام ، والمعارضة ، والحقوق القومية للشعب الكردي السوري ، والعلاقات الكردستانية ، وهي المفاصل الرئيسية في مواقف أي تنظيم سياسي كردي ، ولم يتسنى لتياره في فترة زمنية قصيرة أن يرسم أو ينتهج فكرا جديدا وسياسة مختلفة ، فقد ظهر التيار في ٢٠٠٥ وهو استشهد عام ٢٠١١ أي ستة أعوام منها كان ثلاثة بالسجن والباقي ثلاثة أعوام التي لم تكن كافية لا من حيث التراكمات النضالية ، ولا من حيث الظروف الموضوعية ، والعوامل الذاتية ، لوضع أسس برنامجية ، فكرية ، سياسية ، مختلفة عن ماهو مطبوع في ذهنه وتربى عليه خلال اكثر من عقدين من الزمن .
عندما أعلن الشهيد عن – تيار المستقبل – حذرته مرارا من وصوليين انتهازيين من ذوي النوايا المبيتة ، الباحثين عن ذرائع لتعميق الشروخ في الحركة الكردية لانهم لم يكونوا يوما ضمن صفوفها ، وبشكل خاص المفاهيم النضالية لمدرسة الخامس من آب ١٩٦٥ ، والنهج المتجدد الذي سار عليه – حزب الاتحاد الشعبي - البارتي اليساري – واتذكر انني ذكرت له بالاسم عن شخصين من ذوي النوايا السيئة ، ( اثبت الزمن ان هواجسي تجاه الشخصين كانت بمحلها ) واكد لي انه على معرفة بنواياهما ولن تكون العلاقة معهما الا مؤقتة وعابرة .
كما حذرته من ضرورة الانتباه الى مخططات الأجهزة الأمنية التي لن تتورع في استغلال أية ثغرة للاختراق ، وارسال من يؤجج الفتن ، ويمهد لاختلاق العداوات بين التيار ومدرسة الاتحاد الشعبي التي انجبت الالاف من المناضلين وبينهم الشهيد مشعل ، والحقيقة الماثلة للعيان أن الشهيد لم يعلن الانشقاق عن الحزب الام بل غادر من دون ضجة ، ثم عمل في منتدى بدرخان بعلمي ، ومعرفتي ، الى ان اعلن عن تياره عام ٢٠٠٥ ، وهو كان من اشرس المواجهين لفرسان الانشقاق ( الثلاثة ) عن الاتحاد الشعبي بداية التسعينات ، واكثر الحريصين على وحدته .
مع احترامي للجميع وبينهم أصدقاء ، حيث بعد غيابه دب الانقسام في صفوف تياره ، وحاولت كل مجموعة ( أربعة أو خمسة مجموعات ) التشبث با " الميراث " والتغني بالشرعية – الغائبة – ولكن مافات الجميع دون استثناء ، أن قراءتهم الخاطئة لنهج الشهيد وماضيه النضالي في صفوف الاتحاد الشعبي ، والقفز فوق مرحلة بكاملها ، ومحاولة اعتبار التيار في خدمة نزعات فردية – شللية - ضيقة – مستجدة – قد اضعفت الجميع ، وجعلتهم فريسة سهلة لمراكز القوى والمحاور الحزبية السائدة في ساحتنا ، فمن لاماضي له لن يكون محصنا فكريا وسياسيا ، ولا حاضر ولا مستقبل له .
مسألة أخرى ببالغ الأهمية والخطورة وهي وبالرغم من تزاحم جميع المتنافسين على ( تركة التيار ) فان الغالبية لم توضح للشعب الكردي والسوري عموما عن حقائق مثبتة بالقرائن ، وموثقة ، ولم تحصل على معلومات إضافية حول هويات مرتكبي الجريمة تخطيطا ، وتنفيذا ، من غير المعلومات الأولية المعلنة باليوم الأول والصادرة عن نجله مارسيل ، ورفيقة دربه زهيدة ، حييث نفذت عملية الاغتيال اما اعينهما . أخيرا ارى ان التكريم الحقيقي والوفاء لشهدائنا ومناضلينا يكمن في السرد الموضوعي لتاريخهم من دون زيادة او نقصان خاصة اذا كان الامر يتعلق بأحد شهدائنا الميامين كأبي فارس . ويهمني النقاش حول هذا الموضوع لكل من يرغب
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثورات الربيع وقضايا القوميات ..الثورة السورية مثالا
-
سبعة عشر عاما على هبة الربيع الدفاعية في القامشلي
-
مشروع البرنامج الوطني المقدم من حراك – بزاف –
-
كل الدعم للنشطاء الحقوقيين السوريين بالخارج
-
مجلس عسكري سوري : كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ؟
-
عندما يستنجد الغريق بقشة - المجلس العسكري -
-
عندما تكون مراكز البحث في خدمة الحزب
-
مصير أمازيغ ليبيا خارج مشاريع المتحاربين
-
حوار الشركاء
-
الأسد : مجموعة كردية سورية انفصالية منذ الثمانينات
-
من الذاكرة الثقافية : رابطة كاوا
-
بعد نصف قرن رابطة كاوا تعود الى الوطن الجريح
-
المسلمات العشر
-
تعقيب على مقترح المعارض السوري كمال اللبواني
-
في خصوصية اليسار الكردي السوري
-
شهادة للتاريخ
-
قراءة في تصريحات السيد – جيمس جفري –
-
بعد عقد من الثورات المغدورة
-
تصحيحا لتوصيفات خاطئة : الكرد السورييون ليسوا بارز
...
-
شعب واحد من دون حركة كردية موحدة
المزيد.....
-
مواجهة التغول الرأسمالي الإمبريالي تتطلب تصعيد وتوحيد نضالات
...
-
ألعاب نارية تضيء سماء بطرسبورغ في الذكرى الـ81 لرفع الحصار ع
...
-
بغداد ترفض الحرب.. وأنقرة تضغط من أجل مقاتلة حزب العمال
-
فلنشكل جبهة شعبية لمواجهة مخططات التهجير ولدعم النضال الفلسط
...
-
تعريب العلوم: جدل الهوية والتحرر
-
تعقيب أحمد العبادي عن فريق التقدم والاشتراكية على رئيس الحكو
...
-
تلغراف: ترامب يحطم بالفعل الدولة اليسارية العميقة
-
مؤرخ ألماني يدعو برلين إلى الاعتراف بحصار لينينغراد كجريمة إ
...
-
الذكرى الـ81 لفك الحصار عن لينينغراد
-
الرفيق حنا غريب، الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، في حوا
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|