أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - المشكلة مع ماركس














المزيد.....

المشكلة مع ماركس


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 11:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكل كارل ماركس 1818-1883 بمواضيعه الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية علامة فارقة في التاريخ الحديث، فقد اثارت اغلب الموضوعات التي طرحها نقاشات وجدالات حادة، قد تخبو في بعض الأحيان، الا ان لها الاستمرارية والدوام، فكلما حدثت ازمة اقتصادية في العالم، تتصاعد وتيرة الجدال، ويحضر ماركس بشكل قوي، وهذا نابع من طرحه ذاته، ومن تشخيصاته الراديكالية الفذة، فتشريحه لنمط الإنتاج الرأسمالي، جعله يقف في الصف الأول من المفكرين الذين بحثوا وشرحوا هذا النمط؛ وفي الفلسفة أيضا، فقد كانت رؤاه حول الفلسفة الهيجيلية، وهي قمة ما وصلت اليه الفلسفة، خلاقة بشكل ما؛ أيضا موقفه من الدين، فقد اثبت بشكل قاطع الحاده الفاعل وليس المنفعل كما يقول العظم صادق جلال؛ أيضا رؤيته حول شكل الصراع الموجود في العالم وعلى مر التاريخ، فهو يٌعرّف هذا الصراع على انه صراع طبقي، رغم ارتداءه وتجلببه ثيابا أخرى.
يتناول بعض اللبراليين اليوم ماركس من خلال طروحاته حول الاقتصاد وحول نظريته في العنف، ويعدونها مشكلة كبيرة، فماركس مثلما هو معروف كان قد عرف مجتمع نمط الإنتاج الرأسمالي في البيان الشيوعي بقوله ((أبدع، كما في السِّحر، وسائل الإنتاج والتبادل الضخمة، يُشبه المشعوذ الذي فقد سيطرته على القوى الجهنمية التي استحضرها)) مؤكدا الى ما لانهاية وبدون ملل ان الرأسمالية هي خالقة الازمات، بسبب ديمومة الاستغلال، وبسبب قواها الجهنمية، بالتالي لا يمكن لها الاستمرار دون وجود ازمة، فهي تقوم على التفاوت الهائل بين البشر، من يملك ومن لا يملك، وهذه الفجوة تزداد يوما بعد آخر، ولن تتوقف عند حد الا بزوالها، "آخر الإحصاءات تقول ان مجموع ثروة الأثرياء الامريكيون فقط بلغت 130 ترليون دولار، ومن جانب آخر يموت طفل يمني من الجوع كل 75 ثانية"، امام هذه المعادلة تقف البشرية امام خياران لا ثالث لهما، اما الانتفاض والثورة على هذا النمط البشع وازالته، او القبول بحياة بربرية، يتنعم فيها ثلة قليلة من البشر، ويموت الجزء الأكبر.
لكن ما السبيل الى ذلك، هنا يطرح ماركس نظريته في الخلاص من هذا النمط، نظريته في العنف، التي يرفضها اللبراليين "الكيوت"، ويعدونها احدى المشاكل الكبرى؛ اغلب التغيرات التي تحصل في أنظمة الحكم لا تأتي عبر الشكل السلمي، حتى داخل نمط الإنتاج الرأسمالي ذاته، فالانتقال مثلا من شكل الحكم الملكي الى الجمهوري، يحمل بذرة العنف، سواء جاء عبر الانقلاب او الثورة، او سيطرة فئة او مجموعة منشقة داخل الحزب الواحد على نظام الحكم، لا يأتي بغير العنف؟ كيف إذا كنا نروم تغيير نمط انتاج كامل، هل هناك وسيلة أخرى غير الثورة؟ من يستطيع ان يتصور فكرة "الانتقال السلمي الى الاشتراكية"؟ انها محض خيال.
ان الفكرة اللبرالية بتخليص الماركسية من نظرية الصراع الطبقي ونظرية العنف، هي بالحقيقة تنبع من موقف سياسي محدد، انها تريد وأد هذه النظرية، او في أحسن الأحوال جرها الى مواقع الفكر السياسي اللبرالي "انتخابات، ديموقراطية، برلمان" يقف الأغنياء ومالكي وسائل الإنتاج على رأس هؤلاء، أي بقاء ذات الهيمنة والسيطرة على حياة الناس، بقاء استغلال الانسان للإنسان الاخر، بقاء الحروب والأزمات والمجاعات.
لا يمكن فهم ماركس ونظريته دون فهم جوهر الصراع الطبقي ونظرية العنف في التاريخ، دون ذلك فأننا ننزلق الى مواقع الفكر النقيض، ونمسي بشكل ما "ماركسيين لبراليين".
أخيرا يجدر بنا ان نقول مع ماركس:
((ولن تكف التطورات الاجتماعية عن ان تكون ثورات سياسية الا في وضع لم تعد فيه طبقات وتناحرات طبقية. وحتى ذلك الحين، وعشية كل تغيير عام للمجتمع، ستكون الكلمة الأخيرة للعلم الاجتماعي دائما هي:
"القتال او الموت، النضال الدامي او العدم. هكذا تطرح المسألة، وما من طريق آخر" جورج صاند)) كارل ماركس.



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص ميلشياتية مقدسة
- عفونة -المثقف- الطائفي احمد عبد السادة أنموذجا
- كورونا+ طقوس دينية+ زيارة البابا+ سلطة الإسلاميين= انسان بائ ...
- البابا.. جاسم الحلفي.. والموقف من الدين
- السيادة بين مسجدي ويلدز
- ستيفن هيكي والمطبخ العراقي
- هل الأوضاع على ما يرام؟
- أي أناس نحارب
- -البيئة الآمنة- والانتخابات
- سلطة الإسلام السياسي وقصة المشروبات الكحولية
- لا حكم الا -للبطة-
- 8-شباط عرس الدم
- اسطبلات اوجياس والانتخابات
- -الدنيا مقلوبة- عن قطع اذني الكاظمي وسحل برهم صالح نتحدث
- رحلة الى مدينة سامراء
- مجزرة سريع محمد القاسم ومجزرة ساحة الطيران ما الفرق؟
- ما بين بائع الشاي وكلمة السيستاني (شعب العراق مظلوم)
- اغتيالات + انفجارات + اعتقالات = انتخابات قسرية
- حلم ثائر ينتخب
- شبيبة أكتوبر لاجئون في كوردستان والهرولة على الانتخابات


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - المشكلة مع ماركس