|
دمار لبنان يثمر شرق أوسط جديد
شاكر الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي تواصل فيه أسرائيل شن هجماتها العسكرية المدمرة ضد لبنان فاحالت كل ما تطاله الى خراب ودمار مفزع وفرضت على المدنيين العزل أجواء الترقب والذعر،فأن دول العالم المتحضر جدا التي لاتخجل من أجترار مفردات حقوق الانسان والديمقراطية ومنجزات عصر العولمة،قد تناست كل ما كانت تردده،تناست كل المواثيق والاعراف الدولية التي اقرتها بنفسها من اجل عالم آمن وخالي من الحروب، وأعلنت وقوفها التام مع أسرائيل في حربها القذرة ضد لبنان بذريعة احقية اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد حزب الله.أن مواقف كهذه ستجعل لامحالة من دول العالم المتحضراو دول مؤتمر روما على الاقل شريكا كاملا في جرائم اسرائيل وحربها،فالصمت المخزي والخرس الذي اصاب هذه الدول وهي تشاهد الفضائع التي ترتكبها اسرائيل في لبنان لايعادله شيء سوى ان هذه الدول وجدت في الحرب وما ستسفر عنه فرصة لتحقيق مشاريع سياسية او ان تكون جزء من مشروع ما وان كان ذلك على حساب شعب باكمله وتقويض كل معالم حياته وامنه واستقراره. الشرق الاوسط الجديد هو المشروع الوليد الذي سيخرج لنا من تحت ركام الدمارالذي يواجهه لبنان ويفرض عليه بقرار دولي وان لم يصدر بشكل رسمي،فعدم الدعوة لوقف اطلاق النار او ارغام اسرائيل على وقف هجماتها المدمرة والوحشية ضد لبنان هو قرار صريح واسناد مباشرلاسرائيل كي تواصل عملياتها العسكرية المدمرة ضد لبنان بدعوى نزع سلاح حزب الله او اخراجه من المعادلة السياسية في لبنان والمنطقة. لم تهدأ بعد زوبعة الشرق الاوسط الكبير مشروع أمريكا لاصلاح العالم العربي والشرق الاوسط سياسيا وأقتصاديا او ديمقراطيا و تنمويا.....الخ،هذا المشروع الذي أطلقته الادارة الامريكية وهي تواجه أزمة سياسية وعسكرية خانقة في العراق وفشل ذريع يلاحق كل مشاريعها في هذا البلد،فأحلام حقوق الانسان والديمقراطية والحريات السياسية ونهاية عصر الطغيان والدكتاتورية والاستبداد قد تبخرت جميعها على وقع الكوارث اليومية التي يعيشها المجتمع العراقي،انهيار بنية الدولة والقانون ،طغيان سلطة المليشيات الطائفية و القومية التي زادت من أضعاف سلطة الدولة ومسخ سلطة القانون،القتل اليومي والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة،الحرب الطائفية المستترة تارة او المعلنة تارة أخرى حتى اصبح العراق بأكمله قاب قوسين او أدنى من التلاشي والضياع كدولة ولتحل الطوائف والقوميات وكل حسب الواقع الجغرافي والسكاني الذي يريده،كبديل محتمل واكثر واقعية او هكذا يروج له من قبل القيادات السياسية والدينية الطائفية ومليشياتها المسلحة. حكومات الدول المعنية او التي طرح مشروع الشرق الاوسط من اجلها قد ابدعت في اعاقة الحلم الامريكي ليس لانها حكومات تريد حياة أفضل لمواطنيها وشعوبها،بل لأنها وجدت في ما تطرحه أمريكا تهديد واضح لسلطاتها وزعمائها وحكامها وكراسي تسلطهم،اوأن ما تطرحه أمريكا سيطلق العنان لشعوب المنطقة لتكون في مواجهة صريحة مع حكوماتها المستبدة من أجل الحرية والرفاه والعدالة وحقوق وكرامة الانسان....ألخ. مشروع الشرق الاوسط الكبير جاء محاولة من امريكا لكي توجد حل لما يواجهها من مشكلات كبيرة وستراتيجية في العراق او افغانستان...الخ وان كل ما تطرحه من مشاريع للشرق الاوسط والعالم العربي لاياتي الا بعد ان يكون بلد بأكمله يعيش على حافة الهاوية ويواجه سكانه حياة يسودها الارهاب والقتل وسحق الحقوق وانعدام كل مظاهر الحياة الانسانية المعاصرة .فها هي اليوم وبعد ان أصبح المجتمع اللبناني أسير التشرد والدمار،اسير عمليات القتل والتدمير اليومي والمتواصل بفعل الوحشية الحربية لاسرائيل،تطلق مشروع الشرق الاوسط الجديد ولتعطي اسرائيل الضوء الاخضر في تحقيقه أولا على أرض لبنان بعد ان يحترق كل شيء وبعد ان تصبح هذه الارض مكان لركام نفايات الحرب وخرابها. ليس ثمة جديد في ما تطرحه أمريكا لشرقها الجديد سوى أنها تريد أن تحمل كل المعضلات الراهنة والازلية التي تواجه هذا الشرق على كاهل مجموعة من المنظمات والتيارات الاسلامية المتطرفة والاصولية كحماس والجهاد وحزب الله او على كاهل حكومات دكتاتورية ومستبدة كسوريا وايران او ان وجود هذه المنظمات او الحكومات يشكل الكابح الاساسي أمام انطلاق عصر الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي او امام عصر تمتع الانسان بحياته وحرياته وكرامته،غير ان الواقع المرير الذي يعيشه الشرق الاوسط او العالم العربي تحديدا يكشف عن حقائق كثيرة لايمكنها ان تحل بأطلاق مشروع مبهم ومتناقض واولى هذه الحقائق هي تسوية الصراع الدامي والمرير بين أسرائيل وفلسطين واحلال سلام شامل عادل بين الطرفين،فسلام كهذا بامكانه ان ينزع فتيل الكثير من الازمات والحروب او يكبح جماح المنظمات الارهابية التي تجد في أسرائيل والظلم اليومي الذي تمارسه ضد الفلسطينين فرصة سانحة لاعلان حربها وارهابها .
#شاكر_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حروب لبنان المتواصلة
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|