أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إنه ليس بابا نويل يا سادة وإنما هو بابا الفاتيكان














المزيد.....

إنه ليس بابا نويل يا سادة وإنما هو بابا الفاتيكان


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وإنما أردت بالرابط بين الرجلين أن أشير إلى موضوعة الضجة العراقية التي صاحبت زيارة رجل الفاتيكان وكأنما تعامل أصحابها مع (بابا نويل) حيث يتوقع جميع الأطفال أن يزورهم جميعا في الليلة الأخيرة من السنة ليضع هداياهم بالقرب من شجرة الميلاد.
وأظن أنه لولا بروتوكول الزيارة لما إلتقى البابا بأي مسؤول عراقي, لأن زيارته التي وصفت بالتاريخية كان هدفها الأساسي الوصول إلى المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم. ثم أنها أيضا إستهدفت تفقد ودعم ما تبقى من مسيحي العراق من خلال مروره بإماكن تكفي رمزيتها لتحقيق الهدف المقصود.
ولم يشأ البابا بكل تأكيد أن يضيع فرصة اللقاء بالمرجع الشيعي الأعلى السيد السيستاني وذلك لأمْرَيْن إثنين, أولهما رمزيا, كما أعتقد, لأن السيد السيد السيستاني هو المرجع الشيعي الأول لأغلبية الشيعة في العالم الذين يصل عددهم إلى الأربعمائة مليون. ولأنه, وكما أعتقد أيضا, كان قد لعب دورا كبيرا في الدفاع عن مسيحي العراق يوم دعا إلى حمايتهم وحرم العدوان عليهم.
فإن لم يكن البابا قد زار الرجل في بيته النجفي المتواضع لرمزية دينية فهو قد زاره لدوره الإنساني الذي لعبه لأجل حماية المسيحيين.
إن زيارة كهذه وبرنامجا كهذا لم يكن متوقعا أن يمردون أن تتناوله مختلف القوى بآراء تختلف بإختلاف التبعية. مذهبيا كان البعض قد تمنى لو أن البابا قد زاره بوصفه يمثل ايضا رمزا دينيا متقدما, وحتى لا يؤول تمثيل الحالة الدينية العراقية إلى الرمز الشيعي فقط.
وإن لي الحق أن أظن أن الرجل كان قد تعامل مع السيد السيستاني كمرجع أعلى لشيعة العالم وليس لشيعة العراق فقط. وقد سبق للبابا وإن إلتقى بشيخ الأزهر أحمد الطيب بوصفه رمزا إسلاميا كبيرا. وقيل أيضا أن الإيرانيين قد نظروا إلى الزيارة بعين الجفاء لأنها تسلبهم حق تمثيل الشيعة عالميا بما يقلل من أهمية ودور دولة ولاية الفقيه.
أما على الجانب السياسي فقد اعلن البعض من مناهضي النظام الطائفي في العراق أن زيارة البابا قد منحت هذا النظام دعما معنويا كبيرا, متناسيين أن الكرسي البابوي نفسه كان قد عرض على نظام صدام أن تتم الزيارة في عهده غير أن هذا الأخير لم يستثمر الفرصة جيدا.
والأمر الذي نشارك البابا فيه هو إعجابه بزهد السيد السيستاني ودوره أيضا في تحقيق الإنتصار على داعش, لكن حالة الإنبهار البابوي كان ممكنا أن تحتفظ ببريقها لو أنها ظلت محصورة بهذ الدور والسلوك الزاهد ولم تمتد لتشمل قرار رجل الشيعة الكبير بالنأي عن النظام المسؤول عن حالة التدهور الوطني والسياسي والأخلاقي في العراق.
إن الأمر الذي لا يمكن إخفاؤه هو أن السيد السيستاني ظل إلى سنوات عدة أحد الداعمين الكبار لهذا النظام الذي ظهر بعدها أن لا مثيل له في عالم اللصوصية والعمالة, ولقد صار عليه, بعد أن توضحت له صورة الحالة على حقيقتها, أن يقف إلى جانب فقراء الشيعة الثائرين بدلا من النأي بالنفس عنهم.
كلاهما, القربى من النظام والنأي عنه, جاءا في الوقت الخطأ.
وداعا بابا فرانسس وشكرا جزيلا لزيارتكم الكريمة الرائعة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغد صدام وحسين كامل .. ليلة الغدر بشيخ القبيلة
- الجذور الأيديولوجية والبنيوية للفساد الحالي في العراق
- أمريكا الريف وأمريكا المدينة, وبينهما كانت المنازلة.
- كلام عن البعثيين
- ترامب وشمشون .. يوم كاد التاريخ أن يعيد نفسه.
- عن أمريكا وعن حزبيها وعن الترامبية أيضا.
- مقالتان لي, الأولى تنبأت بفوز ترامب, والثانية بغزوة الكونغرس
- هل إنتهت ثورة تشرين الباسلة.
- يوم كدت أشارك مريضي غيابه عن الوعي
- مقتل رئيس جامعة البصرة مطلع السبعينات
- لقاح بدهن الخنزير
- دولة البصرة ودولة الموصل
- رفع الإصبع الوسط في وجه الحاكم الغلط.
- حينما تذكرت الجلبي.
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (2)
- العزيزان : عزيز السيد جاسم وطارق عزيز (1)
- شيطنة العدو .. بين تعنت الإيديولوجيا ومستحقات السياسة
- إنقلاب تموز عام 1968 ومشاركة عبدالرزاق النايف*
- 17 – 30 تموز ... (1)
- وقد يتعدد الجلادون وتختلف الأسواط لكن المجلود واحد


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - إنه ليس بابا نويل يا سادة وإنما هو بابا الفاتيكان