أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القتل !














المزيد.....

زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القتل !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس للعراق ككل زيارات رؤساء الدول له, فقد كانت خالية من صراع المصالح والبحث عن الصفقات, بسبب طبيعة الزيارة الروحانية وشخص البابا بما يمثله كرأس للكنيسة الكاثوليكية في العالم ولدولة الفاتيكان الصغيرة المركز القيادي الروحي لهذه الكنيسة.
وقد كان معروفاً بأنه جاء حاجاً لبيت ابراهيم, كما أشار, واللقاء بأتباعه من العراقيين ونسج صلات مع أتباع الأديان العراقية الأخرى وليس لإعلان مواقف ووضع حلول أو خوض صراعات مع أحد.
لقد تنعم العراقيون اثناء ايام زيارته الأربعة بالأمان بفضل الأجراءات الأمنية التي رافقتها, وتنفسوا الصعداء, رغم قناعتهم بأنها مؤقتة. فقد أخرست, على الأقل, جعجعة السلاح وصرخات الحرب الميليشياوية وتوقف القتل, حتى مغادرته للبلاد.
ولولا جائحة كورونا لكان الأحتفاء بمقدمه أوسع... فقد عكست مواقع التواصل الاجتماعي ارتياح العراقيين للزيارة وترحيبهم بشخص البابا فرنسيس ومنهجه التجديدي, مما أثار ضغينة دعاة التعصب والانغلاق الذين لم يعجبهم هذا الحال, حال تراجع التمترس الديني والعقائدي وتراجع الحساسيات الطائفية بين العراقيين.
حتى الأحزاب الحاكمة أبدت ترحيبها بزيارته للعراق, على مضض, والتي تناولها من خلال نقده لفسادها واجرامها وتمييزها بين العراقيين وتكريس معاناتهم.

دعوات البابا لنبذ السلاح والركون إلى الحوار والتآخي والتآزر وتقبل الآخر المختلف والتوحد والشروع في عملية بناء البلاد, كلها تتقاطع مع نهج القوى المتحكمة بالسلطة في القهر السياسي والاجتماعي وفرض الرأي الواحد والاحتكام الى القوة, وخلق الأزمات وتعطيل شؤون المواطنين.

هذه القيم والمواقف الخيّرة التي طرحها البابا خلال زيارته التاريخية ليست جديدة على العراقيين فقد رفع لواءها منتفضو تشرين الأبطال وتمسكوا بها, وقدموا من أجل تحقيقها دماءاً زكية وأرواحاً غالية امام اصرار همجي مسلح على استمرار نهج هضم الحقوق ومصادرة الحريات واذلال كرامة المواطن.
وكلا الموقفين, موقف البابا وموقف شباب الانتفاضة, تلاقيا مع المواقف الداعمة التي تبنتها مرجعية السيد علي السيستاني في النجف إزاء الانتفاضة, وهدف بناء دولة المواطنة المدنية.

وقد كان للقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان فرنسيس الذي يتبعه ملايين البشر في العالم بالمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني الذي يقلده ملايين الشيعة ويحترمه المسلمين الآخرين, مغزىً كبيراً, وخصوصاً أنه عقد ليس على أساس مباديْ الدين البحتة بل على أساس مباديء إنسانية عامة… هذا اللقاء الذي ادمى قلوب المتعصبين, وممثلي احزاب الاسلام السياسي الذين استُبعدوا, بعد أن ظنوها فرصة سانحة للنفاذ, من جديد, إلى حلقة السيد السيستاني المقربة.
كانت لديّ امنية صامتة أن يبادر السيد السيستاني بدعوة البابا لزيارة ضريح الإمام علي بن أبي طالب, وهو على بعد خطوات من بيته, واطلاعه على تراثه وتاريخه ومكانته المعنوية والتاريخية لدى العراقيين وغيرهم من المسلمين في العالم, وهو ما كان قد يشكل فرصة فريدة, على الأقل, اعلامية للتعريف بهذه الشخصية المميزة في اصقاع الارض ومجاهلها بين أتباع الكنيسة الكاثوليكية وكسباً معنوياً كبيراً في تجسيدها العملي لمعاني التسامح السامية.
لكن يبدو أن عوائق نفسية وسياسية لدى المرجعية كما لدى الحكومة, عرقلت ذلك. كما أن حتى البابا ومرافقيه وخصوصاً من المطارنة والقساوسة العراقيين, ربما قد خطر على بالهم ذلك, ولكنهم تجنبوا طلبه لمنع الاحراج للجانبين.

أن جمع البابا بين قيادة دولة الفاتيكان ورئاسة الكنيسة الكاثوليكية في العالم تضفي عليه وزناً معنوياً وسياسياً مضاعفاً في الأوساط الدولية العالمية, رغم أن دولته غير مسلحة ولا تهدد احداً ولا تتمتع بامكانيات استثمارية يمكن أن نستفيد منها, إلا أن تعميق العلاقات معها يعزز وشائج التعاون مع أوساط ومنظمات شعبية ورسمية متنوعة في العالم قد تقف مع قضايانا العادلة.

لقد أسقطت الزيارة ادعاءات الحكومات المركزية والمحلية المتعاقبة عن قلة الموارد وعدم كفايتها لتقديم الخدمات الأساسية من بنى تحتية, بعد ما أنجزته الكوادر الفنية في بغداد والمحافظات من إصلاحات وترميمات, خلال أيام معدودة, أثارت استغراب المواطنين وإعجابهم بنفس الوقت. كما أن اجراءات توفير حماية الضيف ومرافقيه الأمنية والعسكرية دللت على امكانية الدولة على الإيفاء بواجبها الدستوري بتوفير الأمن لمواطنيها وكبح المظاهر المسلحة في البلاد, لو توفرت الإرادة لديها.

حلّ بابا الفاتيكان فرنسيس, على العراقيين, ضيفاً خفيف الظل عزيزاً, نال احترامهم واعجابهم, لنواياه الإنسانية الطيبة ودعواته الصادقة لخير هذه البلاد وتجنيب شعبها مآسٍ جديدة.

مع عودته الى بلاده سالماً غانماً, عادت عندنا الحياة إلى طبيعتها السابقة بدون سلام وغُنُم, فأبتدأت الاغتيالات واختطاف أطفال ناشطي الانتفاضة وفوضى السلاح والتطنيش الحكومي.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 150 عاماً على ولادتها - روزا لوكسمبورغ الأخرى !
- صناديق مواجع و - صندقچة - مباهج !
- عن هيبة الدولة المفقودة والسيادة الغائبة والانتخابات المؤجلة
- COVID-19 وجرائم النازيين
- أما آن الأوان لتوحيد الأجهزة الاستخبارية ؟!!
- غواتيمالا - العراق… مقاربة سياسية !
- يتعطّس كورونا ويُداوي بنقيع التميمة !
- عن الحلول - القيصرية - لأزمتنا الاقتصادية !
- معاقبة شعب على انتفاضته !
- ورقة شرف أطلال البيت الشيعي!
- ذكريات بغدادية - بائع الفستق السوداني على ناصية جامع مرجان
- بولندا - انتفاضة النساء رافعة للتغيير الشامل !
- تزييفكم للحقائق لعبة مفضوحة !
- يسار الحزب الديمقراطي وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- اليونان :- حزب اليمين القومي - الفجر الذهبي Golden Dawn - كم ...
- الكشف عن قتلة شباب الإنتفاضة قبل أية انتخابات !
- - عليّ وعلى أعدائي - - شمشونيات معاصرة !
- الإستخذاء امام تهديد الخارج وقمع تطلعات الداخل
- أولها قضم الأظافر... آخرها عض الأصابع
- هذيان المهزومين !


المزيد.....




- ماذا قال نتنياهو عن مصير محمد الضيف بعد غارة خان يونس ومحاول ...
- اكتشاف كهف على القمر قد يكون موطنا للبشر
- الجمهوريون يسمون ترامب مرشحا لهم والأخير يسمى نائبه المنتظر ...
- الحوثيون يعلنون استهداف 3 سفن في البحرين الأحمر والمتوسط (في ...
- لابيد: نتنياهو فاشل جبان يتباكى وليس ضحية التحريض
- مشاهد جديدة توثق أشخاصا خائفين يهربون من مكان إطلاق النار عل ...
- مقتل براء القاطرجي رجل الأعمال المقرب من الأسد في ضربة إسرائ ...
- عملية طعن في باريس قبل أقل من أسبوعين من الألعاب الأولمبية
- لماذا تزايد تنبؤ نخب في إسرائيل بزوالها؟ محللان يجيبان
- أبرز المواقف الإسرائيلية المتباينة بشأن مستقبل الوضع في غزة ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - زيارة البابا للعراق - أربعة أيام خرَس فيها السلاح وتوقف القتل !