أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - زيارة البابا بعيون عراقية














المزيد.....

زيارة البابا بعيون عراقية


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصنف الأحداث العظيمة أحيانا تبعا لعظمة الشخوص الحاضرة والمؤثرة فيها، وأحيانا بحجم النتائج والمخرجات لتلك الأحداث، لذلك يمكننا القول أن العالم شهد حدثا عظيما يوم السادس من آذار، حين إلتقى مرجع الشيعة الأعلى السيد علي السيستاني والحبر الأعظم البابا فرانسيس في النجف الأشرف.. لعظمة هاتين الشخصيتين على المستوى العالمي.
تباينت ردود الأفعال لدى العراقيين حول الزيارة وإختلفت آرائهم كما هي العادة، فهم بطبيعتهم يبتكرون أسبابا للخلاف والنقاشات، إذا لم يوجد ما يختلفون فيه.. ربما بسبب الاختلاف في البيئة الإجتماعية والجغرافية وحتى الدينية، وتباين المواقف السياسية من الزيارة، ولو إقتصرت على الجانب الحكومي لما شهدنا كثيرا من السجالات والمناقشات، ولكن لأنها أخذت أبعادا مذهبية وسياسية كان التفاعل معها كبيرا.
الحكومة من جانبها؛ إستعدت بصورة متأخرة- كما هو معتاد منها- وكأنها طفل تأخر على مدرسته، فأخذ يلملم أوراقه بعد أن دق جرس الدرس، فسارعت الى تبليط بعض الطرق بصورة مستعجلة، وغسل الأرصفة وتلميع البنايات وزراعة أشجار الزينة، حتى إن العراقيين صاروا يتندرون بقولهم : لا تسرع يا بابا، آملين الاستمرار بتلك الاعمال التي إفتقدوها لسنوات، فيما سارع المسؤولون الحكوميون للحصول على صور مع البابا ونشرها في حساباتهم.
بعض الجهات كانت ممتعضة من زيارة البابا الى النجف، وإن حاولت إخفاء ذلك، كي لا تحرج مع الأغلبية الراضية بهذه الزيارة، لكنها حاولت التشويش بصورة عليها مبطنة، الى الحد الذي أصبح جليا لكل المتابعين عدم رغبتها بها.. وذلك ربما يعود لأسباب سياسية وتأثيرات خارجية، ترى أن إختيار زيارة النجف ولقاء السيد السيستاني، يجعل منهما الممثلان الشرعيان للشيعة في العالم، ويسحب البساط من تحت أقدام من يسعى الى غير ذلك، رغم أن هذا هو الموروث الشيعي على مر التاريخ ولن يتغير.
جهات أخرى أظهرت إنزعاجها من عدم وجودها على جدول زيارة البابا، وأنه يجب أن يكون لها نصيب كما للنجف، وكأن الزيارة هي حصة في الموازنة الإتحادية يجب أن يكون لهذا المكون نصيب منها كما لذاك المكون، أو مناصب حكومية تتقاسمها أحزاب السلطة، فهكذا تعودوا أن ينظروا الى جميع الأشياء وكأنها كعكة يجب تقاسمها، فيما إلتزمت جهات أخرى الصمت وكأنها حجارة لا يعنيها إن حضر البابا أو لم يحضر ما دامت غير مسجلة في برنامجه، ولم ينالها نصيب من الوهج الإعلامي للزيارة.
بعيدا عن هؤلاء؛ فقد تفاعل أغلب العراقيين مع إشراقة المرجع السيستاني عليهم، وفرحتهم برؤية وجهه لاسيما أنهم شاهدوا الفيديو الأول له على وسائل الإعلام، رغم أنهم يقفون على بابه يوميا لرؤيته والسلام عليه، كما تعودوا طوال السنين الماضية، بإستثناء الساسة الذين أغلقت الأبواب عنهم.. لكن الفخر والتباهي غطى كافة وسائل التواصل الإجتماعي، وكل منهم حاول أن يعبر بطريقته الخاصة عن مشاعره، وما يحاول أن يبعثه من رسائل للمعترضين أو الصامتين، ويشيدوا بدور السيد السيستاني على المستوى المحلي والعالمي.
في الشمال والموصل كان التفاعل مع زيارة البابا مختلفا، فهناك تقطن الغالبية العظمى من المسيح العراقيين، الذين إنشغلوا بالترحيب بالزيارة الأولى في التاريخ على هذا المستوى، فكان التجمع مهيبا في القداس الذي أقيم في ملعب فرانسوا حريري، والتفاعل مصحوبا بالحزن والبكاء مؤثرا في مدينة الموصل، وهم يقصون على البابا معاناتهم بعد إجتياح داعش للمدينة، التي لا تختلف عن معاناة أغلب العراقيين الذين عانوا سطوة ذلك التنظيم الإرهابي.
بعد نهاية الزيارة وعودة البابا، هدأت الأوضاع وعاد كل شيء لما سبقه، وبقي ذلك السيد العظيم في النجف الأشرف الذي يسكن في بيت صغير مؤجر، لم تزده زيارة البابا وقبله الأمين العام للأمم المتحدة وممثلتها بلاسخارت، أو تقاطر الوفود عليه شيئا، كما إن وضعه تحت الإقامة الجبرية إبان حكم الطاغية، أو إطلاق أكاذيب موته، ومحاولات تقويض مرجعيته وتأثيره السياسي، لم تنتقص منه شيئا، وكأن هذا الرجل قد إدخره التاريخ للعراق في هذا الزمن ليصنع له شيئا.
إلتقى العظيمان في لقاء تاريخي هو الأول منذ ولادة إبراهيم عليه السلام، وربما لن يتكرر مرة أخرى، وقالا كلماتهما الرائعة التي عبرت عن طموحات شعوب كاملة، لكننا سننتظر طويلا لنرى نتائجه العظيمة، التي تحقق الأمن والسلام في أرجاء المعمورة.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم العراقي المستعصي
- البحث عن الهوية العراقية
- الأهم من إنتخاباتنا المبكرة
- الراقصون على الجراح
- مطلوب حارس شخصي
- العراق والتعليم وكورونا.. مصير المجهول
- الموت في العسل
- رفعت الجلسة الى إشعار اخر
- الإنتخابات العراقية المبكرة.. بين القول والفعل
- أريد عدس
- الوطنية بين سندان المحاصصة ومطرقة الطائفية
- إنتخابات جديدة وتحديات قديمة
- العراق بين صراع المحاور وصراع المناهج
- تاريخنا.. بين التزييف والسرقة
- المرأة التي أرادت وطن
- الإحتياط أفضل من الأساسي.. أحيانا
- أكلة عراقية
- الحكومة الخامسة والتكليف الرابع
- سياسة في زمن الكورونا
- أوهن البيوت


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - زيارة البابا بعيون عراقية