أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الفلسفة المعادلاتية و النظام السياسي المثالي














المزيد.....

الفلسفة المعادلاتية و النظام السياسي المثالي


حسن عجمي

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 09:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُعرِّف الفلسفة المعادلاتية النظام السياسي المثالي على أنه معادلة رياضية بين إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الصحيحة و توزيعها بالتساوي بين المواطنين. بكلامٍ آخر ، النظام السياسي والاجتماعي المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الممكنة الصادقة × توزيع تلك المعلومات بالتساوي بين الجميع. تضمن معادلة النظام المثالي المساواة والحرية والتطوّر والسلام كما تضمن إمكانية أن يكون المواطن حاكماً بدلاً من محكوم ما يدلّ على نجاحها فصدقها وتفوّقها.

إذا كان النظام المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الصادقة × توزيع تلك المعلومات بالتساوي بين الجميع ، إذن سوف يمتلك الأفراد المعلومات نفسها فالقدرات نفسها المتشكِّلة على ضوء امتلاك تلك المعلومات ما يمكّن الأفراد من أن يكونوا متساوين. هكذا تنجح معادلة النظام المثالي في ضمان المساواة بين الجميع. فعندما يمتلك كل الأفراد المعلومات ذاتها يتساوون في قدراتهم لأنَّ القدرات تتكوّن على أساس ما نملك من معلومات و بذلك يتساوى الجميع.

بالإضافة إلى ذلك ، بما أنَّ النظام المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الصادقة × توزيعها بالتساوي بين الجميع ، إذن سوف يمتلك كل فرد الأعداد الكبرى من المعلومات الصادقة ما يحرِّرهم. فالذي يمتلك معلومات قليلة سجين قِلة معلوماته فخاسر للحرية. وبذلك امتلاك العدد الأكبر من المعلومات الصادقة يضمن حرية الفرد. من هنا ، تنجح معادلة النظام المثالي في ضمان الحرية. و إن امتلك الفرد معلومات صادقة أكثر تمكّن من التطوّر على ضوئها. وبذلك معادلة النظام المثالي تضمن أيضاً تطوّر الأفراد فالمجتمع. و إذا امتلك الجميع المعلومات الصادقة نفسها (ما تضمنه معادلة النظام المثالي) فسوف يتفقون من جراء عدم اختلافهم فيما يمتلكون من معلومات وبذلك ينشأ السلام و يَسُود. هكذا تضمن معادلة النظام المثالي سيادة السلام. كل هذا يرينا أنَّ معادلة النظام المثالي تضمن المساواة و الحرية و التطوّر و السلام وبذلك تضمن العدالة.

إن كان النظام السياسي والاجتماعي الأفضل هو المُنتِج للعدد الأكبر من المعلومات الصادقة و المُوزِّع بالتساوي لتلك المعلومات بين جميع المواطنين ، فحينئذٍ لا بدّ من الفصل بين السلطات (كالسلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية) لكي نضمن عدم احتكار القوة من قِبَل أية سلطة فعدم احتكار القدرة على توزيع أو عدم توزيع المعلومات الصادقة بتساو ٍ بين الجميع ما يسمح بإمكانية توزيع المعلومات الصادقة بالتساوي بين المواطنين من دون مواجهة احتمال احتكار السلطة فاحتكار المعلومات و توزيعها. هكذا معادلة النظام المثالي القائلة بأنَّ النظام الأفضل = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الصادقة × توزيعها بالتساوي بين الجميع تتضمن ضرورة الفصل بين السلطات ما يؤمِّن حريات أكبر للمواطنين و توزيع متساو ٍ للمعلومات فالقدرات بين الجميع من جراء تأمين عدم احتكار القوة من قِبَل أية سلطة.

كما تستلزم هذه المعادلة استبدال القيِّمين على السلطات المختلفة من خلال آليات عدة كانتخاب القيِّمين على رئاسة الدولة والسلطة التشريعية. فبما أنَّ النظام المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الصادقة × توزيع تلك المعلومات بالتساوي بين الجميع ، إذن لا بدّ من استبدال القيِّمين على السلطات المتنوّعة و إلا تمّ احتكار السلطة ما يؤدي إلى احتكار المعلومات فعدم توزيعها بالتساوي بين المواطنين. هكذا تضمن معادلة النظام المثالي استبدال القيِّمين على السلطات وبذلك تضمن أيضاً الانتخابات المتكرّرة الضرورية لأيّ نظام يتصف بالعدالة لأنَّ غياب انتخاب ممثلي الشعب احتكار للسلطة فاحتكار للمعلومات ما يناقض مثالية النظام السياسي. فالسلطات مُنتِجة للمعلومات كالسلطة التشريعية التي تصوغ القوانين الحاوية على معلومات معيّنة والسلطات التربوية والثقافية التي تبني وتنظِّم وتنشر المعلومات العلمية و الثقافية.

متى كان النظام المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الممكنة الصحيحة × توزيعها بالتساوي بين الجميع فحينئذٍ سيمتلك كل مواطن العدد الأكبر من المعلومات الممكنة الصادقة فيتساوى مع كل مواطن آخر فيما يملك من معلومات ما يمكّنه من أن يكون حاكماً و رقيباً على ضوء ما يملك من معلومات صادقة بدلاً من أن يكون محكوماً من قِبَل محتكر المعلومات. من هنا ، تضمن معادلة النظام المثالي تمكين كل مواطن من أن يصبح حاكماً بالفعل بدلاً من أن يبقى محكوماً بسجون قِلة المعلومات فقِلة القدرات.

إن كان النظام المثالي = إنتاج العدد الأكبر من المعلومات الممكنة الصادقة × توزيعها بالتساوي بين الجميع فحينها هذا النظام المثالي يُحتِّم نشوء المعارف والابتكار والإبداع من خلال إنتاجه للعدد الأكبر من المعلومات الصادقة والممكنة ما يؤدي إلى بناء الحضارة وازدهارها. هكذا يصبح النظام المثالي مُنتِجاً للمعارف والإبداع والابتكار فمُنتِجاً للحضارة. وبذلك تضمن معادلة النظام المثالي إنتاج الحضارة و تطوّرها.



#حسن_عجمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل السلام
- تصدق الأكوان
- أنتظر الكلمات..
- اللامساواة سبب الصراعات و الحروب
- اللامساواة سبب الانهيار الاقتصادي
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحرية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الجمال
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الفن
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الأدب
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل اللغة
- الفلسفة المعادلاتية والأخلاق والعقلانية
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العِلم
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعنى
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحضارة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الحقيقة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الوجود
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل المعرفة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل العدالة
- الفلسفة المعادلاتية و تحليل الكون
- في مواجهة العقل الكوروني


المزيد.....




- الأشخاص الأكثر عرضة للجلطات أثناء السفر بالطائرات
- Acer تتحدى آبل بحاسب مميز
- جيمس ويب يرصد ضوءا -مستحيلا- من فجر التاريخ
- تحديد خلايا جديدة في العين قد تفتح آفاقا لعلاج العمى
- تحديات جوهرية تواجه تطور الذكاء الاصطناعي
- في غضون عامين يمكن لترامب أن يدير ظهره لروسيا
- الجيش الأوكراني يستعد لعدوان
- اكتشاف علاقة بين أمراض القلب والتغيرات الدماغية
- بدء مفاوضات بين روسيا وأميركا بشأن -المعادن النادرة-
- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن عجمي - الفلسفة المعادلاتية و النظام السياسي المثالي