|
قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الرابع
محمد رياض اسماعيل
باحث
(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)
الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 20:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
القاعدة السابعة (مهما حدث في حياتك ، ومهما بدت الأشياء مزعجة ، فلا تدخل ربوع اليأس. حتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة ، فان الله سيفتح دربا جديدا لك. احمد ربك! من السهل عليك ان تحمد الله عندما يكون كل شئ على ما يرام. فالصوفي لا يحمد الله على ما منحه إياه فحسب، بل يحمده ايظا على كل ما حرمه منه.)
رؤيتي للقاعدة : لماذا المعاناة النفسية كالاحزان ؟ الاحزان في الديانة المسيحية عبادة . وفي الهندية يقولون بانه عقاب ما فعلته في الماضي ، وفي الاسلام ابتلاء لاختبار صلابة المؤمن بالله .... نسال ما هي الاحزان ؟ لماذا نعيش مع الحزن ؟ هل نستطيع التخلص من الحزن ؟ هل الحزن هو نظرة انانية للحياة ؟ اي انه اذا ماتت زوجتك او طفلك يلتصق الحزن في فكرك وذهنك فتبدأ بالمعاناة وهناك دموع والم مرافق لهذا الحزن ، لماذا لا يحصل الشئ عينه فيك حين يحصل نفس الشئ للاخرين خارجك ؟ هل انا معني بمشكلتي وحدي؟ طفلي يعني انا ، انا ملتصق بهم ، حين يذهب اللصق يبقى لديك احساس الوحدة والفراق والفراغ ، هل هذه الامور هي اسباب المعاناة ؟ عند ذهاب الطفل ترك عندي شئ هو معرفة من ! ، انعزالي ، وحيد ، منقطع العلاقات مع الاخرين ، اذن ذهاب طفلي كشف لي حالتي ، فجأة عرفت وحدتي ، ضياعي ، محروميتي من شئ ملتصق بي ، لقد ترك لي او كشف لي الادراك النفسي ، اي معرفة الانسان لاحاسيسه ، حادثة الطفل كشف عن كل ذلك وان الكشف جاء بعد الحادثة ، لكن هناك ادراك للنفس قبل ذلك يقول ان ذهاب الطفل ليس الحزن الوحيد الملتصق به ، ولا تشفق فالحزن موجود طالما النفس هنا ، لهذه العبارة تنهزم من الحزن . خلقك الله ببرامج مثالية متكاملة ، لتجد حلولا ناجعة لمعاناتك في نفسك ، كل ما تحتاجه هو ان تتأمل و تلاحظ نفسك . بالنسبة للانسان حين يلاحظ كل البشر بكل تعاستها وانعزالها ووحدتها واحباطاتها و فراغها وعمقها و وجودها ، سيفتح ملفات الحياة نفسه ، لذلك لن تكون بحاجة الى مساعدة احد او مساعدة طبيب نفسي او قس او شيخ ، وفي حركة الحياة هذه ترى و تدرك نفسك . ولكن للاسف لاتتمكن النظر الى هذا الامر بوضوح ، لاننا منقادون الى هذا الامر بمبادئ السعادة . لفهم السعادة يجب ان تفهم هيكلية التفكير ما هو الفكر ؟ ما هي الفكرة التي تعطي الديمومة للسعادة ؟ فمثلا نقول بان لنا خبرة السعادة بالامس من نوع اخر ، يبدأ الفكر بالتفكير بتلك السعادة وتطلب استمراريته . كذلك انا ، فان تفاعل ذاكرة تلك السعادة في الامس تطلب اعادة تجديد فكرة سعادة الامس . الفكرة هي زمن ، التفكير في متعة سعادة الماضي او الامس يرغب في التمتع ، وهذا الفكر تطلب الاستمرارية الان ، والفكر يسلط ويوجه لسعادة الغد (المستقبل) ، والفكر يخلق الماضي و الحاضر والمستقبل والذي هو الزمن . كان لي تلك السعادة بالامس ويجب ان يكون لي السعادة الان و يجب ان يكون لي غدا . هذه النوعية من الازمنة ، يتم خلقها بالفكر ، فالفكر هو الزمن والزمن يخلق الخوف . بدون اثبات ( الزمن والفكر والسعادة) ، نحن ملتفين او محاطين بالزمن دائماً . الزمن لا يتوقف ابدا الا حين يكون الوقت متعلقا بشئ جديد تماما. وهذه هي التي نقول عنها بان الافكار في الماضي يتم تحويرها لمتطلبات الحاضر و تكييفها او تسويقها للمستقبل . كيف يتحرر الانسان من الخوف ؟ الخوف من المستقبل ، الخوف الواعي او غير المكتشف ، الخوف من الجيران ، الخوف من الموت ، عدم الامان ، الوحدة ، فقدان الضمان او الاسناد ، المزعجات والمرهصات .. وكل انواع الخوف المتعلق بشئ لاوجود له بذاته . كيف نتحرر من الخوف بالكامل وليس جزئياً ؟ لتتحرر بالكامل يجب ان تتحرر نفسيا من الخوف . ولكي نتحرر من ذلك يجب ان نفهم الزمن والسعادة . الفهم ليس ذكاء او عاطفة ، الفهم ياتي بالانتباه الكامل للسعادة ، كيف تأتي السعادة للوجود ؟ ما هو الزمن؟ الزمن الذي خلقه الفكر ( انا كنت كذا ، ساصبح كذا ، انا كذا الان ) ، ( يجب ان اغير هذا الى ذاك ) ، هذه الفكرة عملية تدريجية وهذه الفكرة تأتي من التطور النفسي للانسان ، وهذا التدرج يجعلنا جميعا غير اعتياديين ، وتقودنا الى التخلص من العنف والعدوانية . لقد كنا كالاخوة في يوم من الايام ، انها الحقيقة . افكر في هذا الموضوع بالمتتالية المنطقية التالية algorithm -كل مفاهيمنا تستند على السعادة . -هناك الخوف الى ان نفهم السعادة . - الخوف ليس فقط من العلاقات بل من كل الحياة والوجود. - بدون فهم السعادة لا يمكن التحرر من الخوف . - الان نحتاج الى الكثير من الانتباه لمفهوم السعادة . - العقل السعيد لا يرى الحقيقة والصدق . - التحمس للغرائز هي سعادة عابرة . - بدون فهم السعادة لايوجد حب - الحب ليس رغبة ، وليس ذاكرة ، السعادة تنكر الحب ، من الضروري ان نفهم هذا الامر . - السعادة هي الرغبة التي تولد وتاتي للواقع طبيعيا جدا ، حين ترى شيئا يشعرك بالاثارة والاحساس ومن ذلك الاحساس يتولد الرغبة ، واستمرارية تلك الرغبة هي السعادة . - تبقى هذه السعادة و تظل بالفكر كافكار . اذا رايت شيئاً وفي ذلك الاتصال مع الشئ هو الاحساس . الاحساس هو الرغبة التي تبقى وتظل بالفكر . - الافكار هي الذاكرة المسؤولة ، الذاكرة المستندة على خبرة او تجربة اخرى من الالم والسعادة - الافكار تعطي نوع اعراض السعي و الانجاز - ان الملاحظة يجعلك تتمكن من رؤية ذلك ببساطة. لا يمكن لشخص اخر ان يعبر عن نوعية الملاحظة. اذا تعلمت كيفية الملاحظة من الاخرين فسوف تفشل وتقل قدرتك على الملاحظة ، يبقى لديك مجرد تقنية الملاحظة ، التي يمنعك من ادراك ورؤية نفسك .
القاعدة الثامنة ( لا يعني الصبر ان تتحمل المصاعب سلبا ، بل يعني ان تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن اي عملية . ماذا يعني الصبر؟ انه يعني ان تنظر الى الشوكة وترى الوردة ، ان تنظر الى الليل وترى الفجر. اما نفاذ الصبر فيعني ان تكون قصير النظر ولا تتمكن من رؤية النتيجة. ان عشاق الله لا ينفذ صبرهم مطلقا ، لأنهم يعرفون انه لكي يصبح الهلال بدرا ، فهو يحتاج الى وقت).
رؤيتي للقاعدة : 1- تعلمت منذ الطفولة مقولة ( لا يأس مع الحياة ولا حياة مع يأس) ، واذا الشمس غابت فلابد ان تشرق ثانية . الصبر مثل التنوير بحاجة الى الزمن . لفهم كوننا متنورين في دواخلنا ام مضائين لجانب ، نتناول الاتي من الامور و الحقيقة مرهونة بمسألة الزمن .التنوير عملية تدريجية للخبرة والمعرفة والجري الثابت من الماضي الى الحاضر ثم الى المستقبل ، اذن السؤال هل التنوير الذي هو اعلى شئ هي مسألة وقت اي مسألة زمن ! هل هي عملية تدريجية اي عملية تطور تدريجي ؟ اذن يجب ان نفهم طبيعة الوقت او الزمن او بمعنى اخر فهم الهيكل النفسي الذي يتقبل الزمن ، كأن تقول انا لدي امل وطموح ان اصبح كذا وكذا ، فالرغبة التي هي جزء من الامال والطموح ستقول يجب ان يصبح كذلك . هل يستطيع الانسان ان يغير مصيره في هذه الحياة ؟ او تغيير ما يؤثر على مستقبله او مصيره ؟
الذي يسمى المصير هو ارادة الوعي او اللاوعي ، فمثلا اذا تمكنت من تحريك يدك بوعي فانك تستطيع تحريكها ايظا بدون وعي . لكن المصير يعني تستطيع ان ترسم بوعيك لمستقبلك . المصير او الهدف انما هو كم من التراكمات اللاوعييه اي تراكم اللاوعي بشكل كبير وبما يأخذ الشكل الذي تريده انت . المصائر والاهداف للبشر تكون متباينة بناءا على ما ورد اي غير متشابهة ، والا لما حصل هذا التنوع في حياتنا ، فلكل واحد مصير يصنعه بيده بوعي او بلا وعي . الصبر باب يفتح لافاق التنوير(نضج الخبرة والمعرفة) وحين تضاء في داخلك سترى كل مفردات هيكلك النفسي بوضوح ، وهي مرهونة بالزمن ، ومن هنا جاءت تسمية الصبرمقترنة بالزمن ....
#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)
Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى / الجزء الثالث
-
قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى/الجزء الثاني
-
قواعد العشق الاربعين من وجهة نظر اخرى
-
كوكل الدين الجديد
-
ادارة النفس
-
وطن للايجار والبقية تأتي / ج2
-
وطن للايجار / ج3
-
التحرر من العقل البشري يعني نهاية عالم الاضطراب والاحزان وال
...
-
ازمة توليد الطاقة الكهربائية في العراق
-
وطن للايجار والبقية تأتي
-
الانسان والكذب
المزيد.....
-
صور وتفاصيل مقتل حارق نسخة القرآن سلوان موميكا بالرصاص في ال
...
-
مجددا.. ترامب يتوعد دول البريكس إذا ابتعدت عن الدولار
-
تحقيق CNN.. معلومات صادمة بحادث طائرة الركاب والمروحية العسك
...
-
بعد -صدمة- نتنياهو.. إليكم مشاهد من خان يونس لعملية إطلاق سر
...
-
نشطاء: بطل نفق الحرية زكريا الزبيدي يعانق الحرية بقرار من كت
...
-
وزير خارجية أمريكا يفسر رغبة ترامب في شراء غرينلاند: -ليست م
...
-
مصر.. هل ستحل الاكتشافات الجديدة وعودة الحفر بحقل ظهر أزمة ا
...
-
استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، واقتحامات لمدن
...
-
تونس: احتجاز 11 روسيا بشبهة -أنشطة إرهابية- بعد العثور بحوزت
...
-
سوريا: الشرع يتعهد بإصدار إعلان دستوري للمرحلة الانتقالية وع
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|