أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - النُخَبُ التلفيقية














المزيد.....

النُخَبُ التلفيقية


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 12:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن مع مصعب قاسم عزاوي.

فريق دار الأكاديمية: ما هو سبب رفضك القاطع لمفهوم «النخبة»، ودورها الجوهري في إدارة المجتمعات على المستوى الكوني؟

مصعب قاسم عزاوي: ليس هناك ضرر أو خطل في وجود فئة متعلمة ذات خبرة في إدارة شأن ما بشكل يزيد قليلاً أو كثيراً عن مستوى الخبرة الوسطية الموجودة لدى عموم الشعب بذلك الخصوص؛ وهذا ما قد يطلق عليه مسمى «أولي الخبرة»، والذين لا بد من أن يكون عملهم مشروطاً بالتزام أخلاقي ورقابة جمعية من المجتمع نفسه على النواتج التي يأتي بها عمل أولئك الخبراء بصفتهم كخبراء، للتيقن من أن تلك الخبرة «الظنية التي يزعمون بامتلاكها» هي «خبرة فعلية لا يمتلكها الآخرون» وأن نتاجها يمثل قيمة فائضة تفصح عن نفسها بمصلحة جمعية لكل أفراد المجتمع. وإثبات صدقية ذلك التصور بكليته مسؤولية تقع بشكل حصري على عاتق أولئك «الخبراء» عبر توثيق صحته وقيمته العيانية المشخصة اجتماعياً، مع اعتقادي الشخصي العميق بأن جميع أمور إدارة المجتمعات، ليست على مستوى من التعقيد يمنع أي «مواطن بسيط مجتهد» من المساهمة الفاعلة في الانخراط بها. وأضرب مثالاً على ذلك المقولة المهمة لبول كروجمان الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، والتي فحواها بأن جميع الاقتصاديين على المستوى الكوني بيمينهم ويسارهم يخمنون ويتكهنون ويُنَظِّرون حول الأسباب التي أدت إلى ذلك المُخْرَج الاقتصادي أو ذاك، دون تمكن أي منهم على تقديم جواب نهائي كامل وناجز يفسر نسق التفاعل الاقتصادي الذي أدى إلى شكل و طبيعة ذلك المخرج في بادئ الأمر، وهو ما يعني فعلياً بأن جميع أولئك الخبراء هم خبراء «تنظيريون بأحسن الأحوال» أو «خلبيون بشكل أو بآخر»، وأن معظمهم يتلطى وراء ستار من «المعرفة التقنية الشكلية»، بينما هم في الواقع يمارسون فعلاً بدائياً مبسطاً يتقنه جميع بني البشر جوهره «الملاحظة والتجربة والتعلم من الخطأ»، وهو ما يمكن لأي «مواطن عاقل مجتهد» أن يقوم به، مع بعض التأهيل التقني الضروري، والذي لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال معقداً إلى درجة استحالة استبطانه وتفهمه.
والطامة الكبرى تتشكل حينما «تتعضى فئة الخبراء» في جسد اجتماعي يقدم نفسه بأنه «النخبة» الاجتماعية الوحيدة القادرة على إدارة شؤون المجتمع نظراً «لاستحواذها الحصري على المعرفة والخبرة الضرورية لإدارة شؤون المجتمع». وهي «النخبة» التي لن تبارح إعادة إنتاج نفسها وتوطيد تمترسها الاجتماعي عبر تمسحها وتملقها «للفئات المهيمنة على مفاصل المجتمع الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية» لتسبغ تلك الأخيرة عليهم «حلة الخبراء وأوسمة وألقاب النخبة» التي لن يبقى سواها من يستطيع على إدارة شؤون المجتمع وحيوات أبنائه. وهذا الواقع المؤوف يفصح عن نفسه في أطروحة «الباب الدوار» التي يسري عبر مساربه مدراء ومالكو الشركات العابرة للقارات في العالم الغربي خلال مراحل متعددة من سيرتهم المهنية، متنقلين من مناصبهم في إدارة شركاتهم، إلى مناصب حكومية رفيعة، ليعودوا بعد الخروج منها عبر «الباب الدوار» نفسه إلى إدارة نفس الشركات العابرة للقارات التي قَدِموا منها في بادئ الأمر. وهي نفس الأطروحة التي لم يعد يخجل من التصريح بها جل تلك «النخب الخلبية في العالم الغربي» والتي فحواها «بأن إدارة شركة ناجحة في استغلال عمالها المحليين، وقوة العمل شبه المجانية للعبيد الافتراضيين في آسيا وغيرها، تؤهل صاحبها لإدارة وطن بأكمله، وبنفس الطريقة الداروينية المتوحشة»، ومثالها الأفصح في بربريته التي تفقأ العين في العالم الغربي هو نهج وتكوين إدارات جُلِّ الرؤساء الأمريكيين ورؤساء الوزراء البريطانيين منذ حقبة صعود الليبرالية المستحدثة في ثمانينيات القرن المنصرم.
أما في عالمنا العربي، فالفئة النخبوية غالباً ما تكون حفنة من «تجار الكمبرادور»، وصناعيي «اللمسة الأخيرة» و«وعاظ السلاطين من الإعلاميين» وغيرهم من الفئات الطفيلية على مجتمعات أصبحت أقرب إلى الهشيم والحطام الاجتماعي، دون أن يغير ذلك من الدور الوظيفي لتلك الفئات النخبوية في تكريس هيمنة النظم الاستبدادية العربية، ودورها البنيوي الأسمى في العمل «كنواطير» مهمتهم ضمان عدم انفلات الشعوب العربية من «عقالها ورسنها» وبقاء مجتمعاتها مورداً «شبه مجاني» للمواد الخام وخاصة النفطية، وسوقاً لتصريف نتاج الشركات العابرة للقارات التي تمثل «هيئة تشخيص مصلحة النظام» في العالم الغربي، و يمثل أباطرتها ورموزها «أولي الأمر» الفعليين المخولين بتعيين «النواطير العرب» وإدارتهم وتنحيتهم واستبدالهم حسب ما تقتضيه الظروف الموضوعية في حينها.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض سرطان الدم النخاعي الحاد
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ...
- العدو الوجودي للنظم الاستبدادية
- أسباب وأعراض سرطان الدم الليمفاوي الحاد
- الديموقراطية التمثيلية المسرحية
- أسباب وأعراض سرطان الكلية
- المهمتان التوأمان: حماية كوكب الأرض والمحافظة على صحة الإنسا ...
- عوار الإقحام الإيديولوجي في الميدان المعرفي
- المثقفون السوريون وعقد الثورة الأعجف
- المبادئ الأساسية في استخدام طب الأعشاب (التداوي بالأعشاب)
- جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية
- حكومات التكنوقراط والخبراء
- المبادئ الطبية الأساسية لمواجهة التوتر والضغط النفسي
- أسباب وأعراض سرطانات الأنف والجيوب الأنفية والبلعوم
- من كان منكم بلا خطيئة فليرجم مهيضي الجناح بحجر
- نواظم صناعة السياسات الخارجية
- أسباب و أعراض سرطان الحنجرة
- العنصرية ضد العرب في العالم الغربي
- التغذية السليمة وسِرُّ العمر الطويل
- محنة العقلاء في عصر الإعلام الرديء


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب قاسم عزاوي - النُخَبُ التلفيقية