يقين الوردة

أحمد الخيّال

الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 03:48
المحور: الادب والفن
    

ليل ديسمبر
ميدان التحرير
شارع طلعت حرب
مقهى الحرية
زجاجة ستلا نصف فارغة
والمقاعد نصف مملوئة
ايزابيل الليندي تتحدث عن مخاوفها القديمة
بينما المرأة الغير مختونة
على الجانب الاخر من الصخب
تبادلني اختلاس النظرات في اتقان امرأة شرقية
سحقا لك يا هتنجتون
اللعنة على صراع الحضارات
فلتستلهم فلسفتك من هنا
في وضح ليل القاهرة
حيث فتيات الحداثة
يقبلن اصدقائهن بلا خجل ..

...


لا ارتدي ساعتي
ولكنني اعرف انها تأخرت
اعرف ايضا انها حتما ستجيء
( ................ )
صحفية مغمورة
تملك جسدا وفيرا ..
يؤمن حقا بالاشتراكية

...

منذ الليلة الفائتة
وقت ان لمعت عيناها
وقت ان فاجئتني بلون شعرها الجديد
لقد صبغته بالاصفر
وقالت : لست عذراء
طلقت بعد عامين من الخداع
فقلت : لست مندهشا
قالت : كانت لي علاقة قصيرة معه ( الآخر )
فرددت بداخلي : هكذا اخبرني ( الآخرون )
وطمأنتها : لست مندهشا
لا يهم .

...

والليلة
عندما جاءت تعتذر عن تأخيرها
طوحت بشباكها
وقالت : اشعر انني وحيدة
الشتاء دوما يلفني بالوحشة
وسألتني
فأجبت في مزيج من الميتافيزيقا والتحزلق :
بأن الذكريات الحية ..
تحيل الوحدة الى اسطورة
وان الالم ..
نار ريفية كامنة تحت رماد الحزن

...

الحت في المسير
وحاولت المراوغة
لم انجح
...
كان لذراعها المعلق بذراعي اكثر من معنى
ولكن حديثها ..
لم يكن يحتمل سوى معنى واحد
...
شارع طلعت حرب
ميدان التحرير
الاوبرا
كوبري قصر النيل
الشوارع الخلفية
اسرة بلا ضوء
كل ذلك لم يكن كافيا ..
كي امنحها القبلة الاولى
كانت دافئة في فضاء بارد
وكان ذلك اكثر متعة مما توقعته
ولوهلة ..
توهمت بامكانية ان تكون امرأة حقيقية
او حتى ..
ظل لها
...

شمس ديسمبر
صباح بلا نوم او ارق
صوتها ضاحكا
موحيا
يحمل لعنتي القديمة في غير اكتراث
كانت تحني هيكلها الممدود
لتستقل السيارة
وكنت انا اسير مفتعلا
ارمقها بنظرة جانبية حذرة
وجدتها سعيدة
طبيعية
غير مفتعلة
او حذرة
كأنني سيارة اخرى عابرة
...

اليوم ..
لا اسرار بيننا
ولا خيالات بمسارات الاوردة تحترق
فقط
انت
امرأة عادية
وانا
رجل محبط
والمشهد غارق في بذائته
كونه نهاريا
واضحا
صاخبا
لا يدفع حتى لأجترار الاحزان
فقط
للهرولة
الفرار

...

يقين الوردة
احساس مزدوج مراوغ ..
بالخيلاء رغما عن النهاية القريبة
اشواكك لا تحميك
بل هي تزيدك اغراء
وقابلية للسحق .

#أحمد_الخيّال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات