أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - لبنان : نهاية الإمارة (2)














المزيد.....

لبنان : نهاية الإمارة (2)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكننا في الواقع أن نقيّم الدعوة إلى حياد اللبنانيين في سورية و فلسطين بمعايير مثل التبرؤ جبنا ، التنكر للأمانة ، التنصل من المسؤولية و الانحراف الأناني ! مجمل القول أن الموقف الحيادي في هذ المسألة هو بحسب رأيي غير حميد . يجب أن لا ننسى أن لبنان هو جزء من منطقة واحدة ، كانت خاضعة للإدارة العثمانية ، قبل أن تتقاسمها قوى الاستعمار القديم في نهاية الحرب العالمية الأولى . هذا لا يعني أن شعوبها لم تكن متداخلة ، ليس بدافع الثقافة المشتركة و حسب و أنما تحت ضغط المصالح و التكامل الاقتصاديين أيضا . إن قوانين الجغرافيا ثابتة وهي أقوى من الرغبات .
مهما يكن فإننا لا نستطيع في قراءتنا لهذه الدعوة ، و بصرف النظر عن حسن نوايا مطلقيها أو عن سوئها، أن نغفل ما تعرض له المواطنون المسيحيون في العراق و سورية ، على يد الجماعات الإسلامية المسلحة مثل داعش ، بالإضافة إلى مواقف قادة بعض الدول الغربية التي تشارك في الحرب على لبنان و سورية و العراق ، من مسألة تواجد المسيحيين في المشرق العربي ,
بالرغم من هذا كله يزعم دعاة الحياد " الإيجابي " ، أن انحياز بعض الأطراف إلى هذا المحور الدولي أو الاقليمي أو ذاك ، أدى هذه المرة كما في كل مرة ، إلى هبوب العاصفة على البلاد ، الامر الذي يدعم من و جهة نظرهم ، ضرورة الالتزام بالحياد حفاظا على الدولة و على الانتماء بالمواطنة و ليس بالدين . و لكن يأخذك العجب عندما لا تجد فريقا واحدا من بين أفرقاء المنظومة الطائفية الحاكمة ليس منحازا إلى محور دولي أو إقليمي .فلا المبادرون إلى الدعوة للحياد حياديون و لا الرافضون لدعوتهم أكثر انحيازا من غيرهم . و من البديهي أن لدى كل فريق حته . يبقى أن نقول في هذا الصدد أن مسألة " الحياد الإيجابي " تحتاج إلى بسط و تفسير .بكلام صريح وواضح ، هل يشمل الحياد الإيجابي التناقض الرئيسي مع الدولة الصهيونية أم أن هذا التناقض صار ثانويا ، بالرغم من أن هذه الدولة نزعت أخيرا القناع عن و جهها وأعلنت أنها " الدولة القومية للشعب اليهودي " أي أنها ادعت ضمنيا حقها في ممارسة التمييز العنصري ؟
من الطبيعي أن يقع خلاف بين الناس في لبنان حول أساليب ووسائل معالجة الخطر الذي تبطنه الصهيونية على بلادهم و على المنطقة التي يتكاملون مع أجزائها الأخرى كما أشرنا و لكن ما ليس طبيعيا هو أن يختلفوا حول حقيقة هذا الخطر و حول تعريف الصهيونية و أن يتجاهلوا جوهرها . والتسليم بان القضية الفلسطينية تخص بالدرجة الأولى سكان فلسطين الحاليين ، الذين ينتمون إلى فلسطين " بالمواطنة و ليس بالدين " لا يعفي اللبنانيين من تشجيع هؤلاء السكان في نضالهم ضد الصهيونية من أجل دولة عادلة ديمقراطية لا يتميز الموطن فيها من الآخر على أساس اللون و العرق و الدين
يمكننا أن نتفهم أيضا تباين مواقف اللبنانيين من الوضع السيئ الذي كان سائدا في سورية . علما أنه لم يكن كبيرا أو أنه كان محدودا جدا قبل الحرب ، بينما تفاقم واتسع منذ اندلاعها وظهور القوى الدولية و الإقليمية التي تقف وراءها و الأهداف الحقيقة المتوخاة منها . إن اللبنانيين بكل طوائفهم و أحزابهم و جيوشهم و فقرائهم و زعمائهم الأثرياء هم أقرب الناس إلى السوريين ليس حسبا و نسبا و إنما بدافع المصالح الاقتصادية الحياتية المشتركة . و بالتالي من البديهي ان مرد التكاذب و الكراهية و العداوة بين اللبنانيين عائد إلى الاقتتال الذي دار في الواقع فيما بينهم في سورية نفسها ، كونهم شركاء في سورية ، انعكاسا لعدم اتخاذهم ، جميعا ، موقفا حياديا موحدا من الحرب ، فبعضهم دافع عن سورية و بعضهم تعاون مع المعتدين عليها .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان : نهاية الإمارة (1)
- تساؤلات طبيب متقاعد عما يجري في زمن الزباء !
- عن ضرورة الحزب النخبوي و التنظيم الجماهيري (3 )
- عن ضرورة الحزب النخبوي و التنظيم الجماهيري (2)
- أخبار لبنان مقززة
- عن ضرورة الحزب النخبوي و التنظيم الجماهيري (1 )
- إنقلاب أو انتفاضة أو - ثورة - ؟؟؟
- المسيحيون و المسلمون و الكرد و التركمان و المسألة السورية (2 ...
- المسيحيون و المسلمون و الكرد و التركمان و المسألة السورية (1 ...
- الشكل و المضمون : المنظمات الطائفية في لبنان نموذجا !
- الحالة اللبنانية ، اللقاح ضد الكوفيد نموذجا !
- متغيرات بفِعْلِ الكوفيد ، من يحط على سطح القمر أولا ؟ (2)
- مُتغيرات بفِعْلِ الكوفيد !
- أوهام العربان و دولة الأمريكان 2
- أوهام العربان و دولة الأمريكان
- ساعة الحقيقة
- كيف توصف - الثورة - في علاج أمراض المجتمع ؟
- النخب المجتمعية الوطنية
- تحريق المخيم و تفجير المرفأ من زاوية التوطين
- العولمة و تحدي الديمغرافيا


المزيد.....




- ترامب حول التسوية في أوكرانيا: سنعرف الكثير قريبا
- RT توثق الانتهاكات الإنسانية الأوكرانية
- ترامب: زيلينسكي مستعد للتخلي عن مطلب -استعادة- شبه جزيرة الق ...
- بعد مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في العراق.. وزارة البيئة تتوع ...
- -الحوثيون- يطالبون مستخدمي أجهزة -ستارلينك- في مناطق سيطرتهم ...
- ترامب واثق من قدرة الولايات المتحدة وإيران على التوصل إلى ات ...
- فعل -مشين- لراكبة يجبر طائرة أمريكية على التوقف عن العمل واس ...
- ترامب: زيلينسكي طلب مني أسلحة.. لكنه يطلب ذلك منذ ثلاث سنوات ...
- مقتل وإصابة سبعة أشخاص في إطلاق نار بولاية نورث كارولينا الأ ...
- الأزهر يدين قتل مصلٍ في مسجد بفرنسا ويحذّر من تصاعد -الإرهاب ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - لبنان : نهاية الإمارة (2)