أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - اقنعة الديناصورات














المزيد.....

اقنعة الديناصورات


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


تضعنا رياح الياسمين التي هبت مع حراك الكتاب والمثقفين التونسيين المناهض للتطبيع امام ضرورات مراجعة مفاهيم يجري تداولها بين الحين والآخر باعتبارها مسلمات لا تقبل الشك دون النظر في دقتها وواقعيتها.
بين هذه المفاهيم الفكرة التي تعاملت مع الثقافة باعتبارها الخندق الاخير للشعوب العربية في ظل الهزائم والنكبات التي لم تتوقف منذ نهايات الحكم العثماني وبدايات الاستعمار الكولونيالي للمنطقة.
رغم استسهال تداولها بقيت الفكرة التي تم التعامل معها كشعار يتيمة لا تجد ما يوفر لها الاسناد الحقيقي في سلوك وممارسة ما اصطلح عليه "المثقف العربي" سواء في علاقته مع النظام السياسي او نظرته للآخر.
الى جانب هشاشة بنيته الاجتماعية والسياسية عبرت ممارسة المثقف ـ القاعدة ـ عن غياب رسوخ فكرته وامكانية استخدامه في الاتجاه الذي تقتضيه مصالحه الضيقة دون ان يخلو من الامر من استثناءات تم تهميشيها بشكل او بآخر.
وبذلك كنا دائما بين فكرتين نقيضتين احداهما تعول على الثقافة باعتبارها جبهة منيعة يمكن اللجوء اليها حين تسقط تحصينات السياسة واخرى ترى فيها حالة هلامية يمكن استخدامها واستثمارها اعلاميا في خداع الناس وتضليلهم.
وفي هذا السياق كانت تحضر مقولة لينين التي ترى بأن المثقفين أقدر الناس على الخيانة لأنهم ألاقدر على تبريرها ولم نتوقف عن المقارنة بين طبيعة مثقفنا وتعريف المثقف عند غرامشي وادوارد سعيد وغيرهما.
احد مظاهر الهشاشة وامكانية الوصول الى المآلات التي تحدث عنها لينين ومفارقة مواصفات المثقف العضوي الذي نظر له غرامشي وسعيد الاستعداد لدفن الرؤوس في الرمال ومهادنة كيان عنصري قامت فكرة نشوئه على نفي شعب وتهجيره.
شذوذ الموقف عن الدور المفترض للمثقف وشفافيته تطلب منه آليات دفاع مختلفة مثل التلون ولي اعناق الحقائق وارتداء اقنعة غير تقليدية الى الحد الذي بات يصعب التمييز بين بلاستيكية الوجه والقناع.
وتزداد حاجة البحث عن حجج غير تقليدية مع فقدان مبررات العلاقة المشتهاة من طرف واحد مثل انكشاف اوهام السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب وحالة التوحش الراسمالي الراعية لعدوانيته وافلاس النظام الرسمي العربي.
ما يجري في تونس اعادة لتسليط الاضواء على الحالة المرضية التي يمثلها المثقف العربي المشتهي للقبح الصهيوني، الباحث عما يخفي تماهيه مع المشروع الصهيوني طمعا في ارضاء ماكنات التطبيع، مكافأة مالية هنا، بعض البريق الاعلامي هناك، دعوة لمهرجان ما، المشاركة في ملتقى، وفي احسن الاحوال الجلوس على موائد لا تليق بصاحب ضمير.
في بعض جوانبه يقدم الحراك التونسي ردا على الهشاشة التي تسهل التسرب الى المنزلق الصهيوني ومحاولات شرعنة التسلل الى المناطق المظلمة، يوفر فرصة لاعادة فرز المواقف، لا يخلو من دعوة للمراجعة واعادة التفكير وتقويم الانحرافات، والاهم من ذلك انه امتلك الجرأة على اسقاط اقنعة ديناصورات عاشت على الفهلوة والخداع .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السجون في فضاءات المسخرة
- مهنا يحاكي منيف في عوالم العوسج
- التابوه اليهودي
- احاجي بسيسو في يوم الوثيقة
- مراوغة المحكي والاستعصاء على التجنيس
- حفر اعمق في طبقات العنف اليمني
- ما سقط من عهدة حنظلة
- نجمان لسماء واحدة
- قشور المستعمرة السعيدة
- على صفيح ملتقى رواية المستعمرة السعيدة
- ضلالة الروائيين العرب في المستعمرة السعيدة
- ماجد ابو شرار .. نموذج فلسطيني للمثقف الغرامشي
- تبعيث ولحدنة
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي


المزيد.....




- وفاة الممثل الأمريكي فال كيلمر عن عمر يناهز 65 عاماً
- فيلم -نجوم الساحل-.. محاولة ضعيفة لاستنساخ -الحريفة-
- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - اقنعة الديناصورات