أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - إعلان مدفوع الثمن...














المزيد.....


إعلان مدفوع الثمن...


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 6833 - 2021 / 3 / 6 - 14:33
المحور: الادب والفن
    


(نضٌّ خارج الطبع والصنعة):

المُسيَّراتُ التي اقتحمتْ سماءَ عيوني
أمطرتْ (يوماً) ينعبُ بين الخرائبِ والجثث،
على قارعةِ رصيفِ الذاكرةِ الملتهبةِ..
بالبكاءِ على الأطلال.

الخسائرُ لا تُعَدُّ ولا تُحصى
في سجّل الناعقاتِ..
في كلِّ وليمة.

أعليَّ أنْ أغنيَ، وأرقصَ،
وأرسمَ لوحاتٍ بألوانٍ مائيةٍ،
وأُشرِّحَ جسدَ الحبيبةِ، قطعةً...قطعةً...
ببلاغةِ الجُرجانيّ والقبانيّ،
والألمعيّ الراقدِ
في مستشفى الأمراضِ المُزمنةِ..
للطبع والصنعةِ،
ليقولَ المُصفِّقون لي:
برافو!!
أعِدْ!

لستُ المُخمِّنَ لبيوتِ الطين والقصب،
وصرائفِ (خلفِ السدّةِ) يومَ طافتْ أسرّتُها
فوق مياهِ السيولِ صوبَ وادي الموتِ المُعلَنِ
بأناشيدَ صاخبةٍ:
"بالروح بالدم..."،
حين اجتاحَ الفيضانُ عاصمةَ الرشيد،
ولم يرشُدْ حكماءُ القوم؛
كي تظلَّ شمسُ النهارِ مشرقةً
دون مُسَـيَّراتٍ ومَسيْراتٍ تسيرُ
على (مقياسِ رختر).

"الخسائرُ كبيرةٌ."
وجومْ...!!
على الرؤوسِ الطيورُ تحوم...!

انفجرتْ بوابةُ عشتار،
خرجَ الموتى.... زرافاتٍ.... ووحدانا....
وأغلقوا بابَ المُعظّم.
فرَّ البائعون من فوق جسر الشهداء،
ليستقرّوا في مقبرةِ (براثا)..
غانمين سالمين!

أيُعقَلُ أنْ يستتروا عن الأعين المفتوحة..
على الآخر
في شوارعَ حُفرَتْ بأيدي المارّة
من تحت جسر الجمهورية (السادسة)..
الداخلةِ في أصول (لعبة الأمم)
المكفهرِّ وجهُها بوجه الأمم الغارقةِ..
حتى قمة رأسها في لعبة أطفال البارحة،..
أشقيائيةِ اليوم!

الشقاءُ من سمة السَقّاء
المليئةِ جرارهُ بالفم المليان..
بالكورونا،
من زمن الماموتِ، والطاغوت.

حتشبسوتْ،
هل تدرين أنَّ الرحلةَ طالتْ،
والسفينةُ غرقى بأمِّ العظام، وأمِّ المعارك،
وأمِّ الرأس المتهاوي في أحضانِ بغايا المعبد،
منْ ايامِ قلقميشَ النائمِ في غوايةِ الغصن،
وفي أحضانِ أنكيدو..
(الجسدِ) المُضمحِلِّ في رسالةِ الدودِ..
الموعودِ..
بصفاقةِ قطّاعِ الطرق، وشُذّاذِ البرايا،
وقاطعي رؤوسِ غاباتِ الرغبةِ المُلحّة،
بلسانٍ مرسومٍ بدقةِ بابِ الحريةِ المُضرّجةِ..
بماءِ السماء.

الأفعى تزحفُ سامةً،
تشعلُ الحرائقَ في الحقول
ببقايا النابالم،
والمُخصَّبِ القادم الذي ... وزّانُهُ؟
لكنَّ الحسابَ لم يتُـهْ.
الحاسبون كُثْرٌ،
عيونُهم مُفتَّحةٌ في اللبن،
وعيونُ التائهين مُقفَلةٌ في الماءِ الزلال،
الى يومٍ يُبعّثون فيهِ بسخامِ وجوههم،
لتنبعثَ روائحُهم بالغازاتِ السامة...

يا سعادُ،
لقد بِـنْتِ اليومَ،
مع أنَّ قلبي غيرُ مَتْبول،
ولا مُتيّمٌ إثركِ، ولا مكبول.
التائهون ضيّعوا الأثرَ بعدَ الأثر
تحتَ سنابكِ الخيلِ الغازيةِ
من أيامِ نبوخذنصر،
وحمورابي يطوي مسلّتَه
في جيوبِ المرايا العاكسة.

ليلى البغداديةُ تخاطبُ العامريةَ:
لقد سرقوا الكُحلَ من عيني،
فلم أشعرْ إلّا وعيناي مُغمَضتان،
أدورُ كما أوديب.
انا التي تزوّجنى ابني العاقُّ الذي ضيّعتُه،
فانطفأتْ عيناي،
وانشلَّ لساني،
وتسمّرتْ قدماي
عند الباب الشرقيّ المُطلّ على النهر.
النهرُ دمٌ،
والبرجُ في خبرِ (كانَ) الناقصةِ،
أما التامةُ ففي خبرِ عسى، ولعلَّ،
الراحلَينِ في قطارِ الموتِ
وعيونِ (حسن سريع).

"حسن ونعيمة":
لم يبقَ من أثرهما شيءٌ يُروى
في مصارع العشاق.

العشاقُ صمتوا..
على أزيز الطائراتِ، والمروحياتِ، والمُسيَّراتِ
من سلالة (شبعْنا موتاً)،
و(كلاماً متفجِّراً) بالديناصوراتِ الورقية،
حتى ضلَّ فينا الموتُ طريقَه،
ليخبطَ خبطَ عشواء،
في غلالةِ العشاء..
غيرِ الأخير.

تقولُ شاهدةُ القبر:
هنا دُفِنَ الموتُ..
من أثر الموتِ المُنفلِتِ..
من عقالِ الموت.
اقرأوا الفاتحةَ.
المقبرةُ فاتحةٌ افواهَها من الموت،
تشبعُ بالموت.
اقرأوا الخاتمةَ ايضاً
القادمةَ من أيامِ الماموتِ والطاغوتِ،
في قطارِ خبرِ (أصبحَ).

الصباحُ خيرٌ، أم ماذا؟
يا هذا،
اسألْ مرةً عليَّ، وقلْ لي:
من أينَ هذه القسوة؟
القهوة مُـرّة،
والندامي غابوا
على أبوابِ بغدادِ الأزَل،
بين الجدّ والهزل،
والقيمر والعسل،
وجاء الحنظل،
يُوزَعُ بالمجان.

ياسماءُ أمطري،
حيثُ الأرضُ قاحلةٌ،
والفؤادُ يداوي قروحَهُ بالجفافِ.
هواءُ الطاحونةِ يُديرُ العجلةَ،
والثورُ يدورُ...يدورُ...
بعينين معصوبتينِ،
وقلبٍ منْ رمال.

الساقيةُ جفافٌ،
والزرعُ جفافٌ،
والسحبُ انسحبَتْ
الى الأرضِ التي طوتْ سِفرَها.
فما عادَ مكانٌ لأمطارهِا.
عادتْ صِفرَ الكفِّ منفردةً،
تطوي الرحلةَ
في سجّلِ (الأرضِ الخراب).

فبراير 2021



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجبي!
- نصٌ خارج (السرب)
- في رثاء الراحلة (نظيرة اسماعيل كريم) عبد الستار نورعلي
- في رحاب (سلام كاظم فرج)...
- الكهوف...
- قراءة الشاعر والناقد د. سعد ياسين يوسف لمجموعتي الشعرية (على ...
- قراءة الشاعر والناقد د. وليد العرفي لقصيدتي (نصّ خرج النصوص)
- قراءة الشاعر الناقد د. سعد ياسين لقصيدتي (نص خارج النصوص)
- نصّ خارج (النصوص)...
- أ. د. بشرى البستاني وقصيدتي (الرواية الأولى)
- (ضرغام عباس) والبحث عن الضوء المفقود
- في شعرية (علاء الدليمي)
- شاعرٌ -على سطح صفيحٍ ساخنْ-
- وخلقنا من الماء...
- ديوان (في جوف الليل)
- (سلام كاظم فرج) وقصيدة (أفكر بالجميلات...)
- الحرص
- المُعلَّقة....؟!
- الكلب والشاعر....؟!
- للناصرية......


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - إعلان مدفوع الثمن...