أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد














المزيد.....

الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلبت كل من طهران وأنقرة من سفيرها لدى الدولة الأخرى القدوم لوزارة الخارجية للاحتجاج على تصريحات متبادلة بشأن الوجود التركي في العراق . 
وكان السفير الإيراني لدى بغداد إيرج مسجدي قد صرح بأن على القوات التركية ألا "تشكّل تهديدا أو تنتهك الأراضي العراقية" ، بعد ان قصفت تركيا منطقة جبلية قريبة من سنجار .
وأضاف إن بلاده لا تقبل وجود أي قوات أجنبية في العراق ولا التدخل العسكري فيه، مطالبا القوات التركية بالانسحاب .

فيما رد السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز على تصريح مسجدي، قائلا: "أعتقد أن السفير الإيراني آخر شخص يمكن أن يعطي تركيا درسا في احترام حدود العراق".
وان  تركيا "ترفض تماما" تصريحات مسجدي، مشددا على أن أنقرة تبلغ على الدوام الجهات المعنية، بما في ذلك بغداد، بخططها استهداف المسلحين .

ان الصراع بين تركيا وإيران على ارض العراق  ليس جديداً . فقد كان قائماً لفترة طويلة ، بين السلطنة العثمانية والشاهنشاهية الفارسية ، حتى تم ترسيم الحدود عشية الحرب العالمية الأولى .

فالعراق له اهمية دينية رمزية لايران . وقد تسبب انعدام الأمن الذي يتعرض له الحجاج في طريقهم إلى مكة المكرمة والمدن المقدسة في العراق هاجسا مهما للحكام الايرانيين ، اضافة لاغراء ضم بغداد والعتبات المقدسة في النجف وكربلاء الى المجال الإمبراطوري الإيراني أو على الأقل التظاهر بذلك ، وهو أمر مهم لشرف وشرعية الأسرة الحاكمة . 

ومن المنظور العثماني فان للعراق أهمية رمزية اخرى ، وكفى بالهيبة السابقة لبغداد كونها عاصمة الخلافة العباسية ، لجعلها مرغوبة من قبل السلطان العثماني صاحب السيادة الذي يطمح الى اعتباره الاب الزمني والروحي لجميع المسلمين . اضافة الى أهمية ارض العراق الاستراتيجية والتجارية ، وما توفره أنهارها من امكانيات زراعية . 

وهكذا اصبح العراق ساحة حروب طويلة نتيجة موقعه الجغرافي بين هاتين الدولتين التركية العثمانية والايرانية الفارسية . حتى جاءت الحرب العالمية الاولى ، ومن بعدها نشأت الدولة الوطنية ، فوجد الشعب العراقي في هذه الدولة خلاصا من هيمنة ونفوذ الدولتين المتصارعتين .

وبقوة الدولة العراقية وسيادتها ابتعد العراق عن الصراعات الاقليمية ، وخصوصا الصراع التركي الإيراني لما فيه من خراب ودمار على ارض العراق .

ولكن الغزو الأمريكي للعراق عام  
2003 قد قوض هذه الدولة ، وتركها بيد احزاب وتكتلات عميلة فاسدة .
وبالرغم من ان الدولة العراقية قبل الغزو الامريكي لم تكن مثالية وشابها كثير من الأخطاء . الا انها كانت متماسكة وحامية لحدودها .
ولكن الولايات المتحدة الأمريكية قد جعلت من العراق ارض مستباحة بعد غزوها لهذه الارض المقدسة .

ثم استكمل اوباما هذه المهمة  عندما سلم العراق الى ايران كمقايضة للمشروع النووي الايراني على وفق الاتفاق الجاري في تموز/ يوليو 2015 . فاستباحت الميليشيات الولائية الايرانية ارض العراق وشعبه ، وتم نهب خيراته وامواله بالتعاون مع الحكومات العميلة الفاسدة التي جرى تنصيبها على الدوام بالتوافق بين الولايات المتحدة وايران .

ومن جانب آخر أبدى القادة في تركيا تحفزا للوثوب على العراق المنهار والدخول في أراضيه،  والتلويح بالمطامع التركية وعلى الاخص في الموصل وكركوك .

ومن هنا جاء النزاع الايراني التركي الجديد على ارض العراق .

ان هذه التصرفات اللامسؤولة والمنافية للاعراف الدبلوماسية تدل على فقدان العراق لسيادته على ارضه . نتيجة غياب القرار السياسي  الموحد ، وتسيد الاحزاب الحاكمة على المشهد  السياسي وهي تبحث عن مصالحها الضيقة ، دون الالتفات الى المصالح الوطنية العليا .

ولذلك فان العراق سيبقى في مهب الريح بين مصالح الدول العالمية والاقليمية ، حتى تتوفر له قيادة وطنية مخلصة لهذا البلد العريق ، نابعة من رحم معاناة الشعب الذي انتفض في وجه الفاسدين . ومازال على طريق التحرر حتى تحقيق اهدافه  .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد