احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6828 - 2021 / 3 / 1 - 22:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
# وصلني مقال لطيف عن مدينتي "مندلي" من الاستاذ جاسم محمد شامار تحت عنوان - قراءة في أوراق مندلاوية قديمة – "ق 2" يوميات الخريف ،ندرجه أدناه لتعميم الفائدة:
كانت النخيل في بساتين مدينتي مندلي في تشرين كأنها عرائس تزيّنت وتنتظر الزفاف؛ ستعج دروب البساتين بمواكب قصاص
التمر أنّهم يغنّون بكل لغات الشرق ؛وفي الأنحاء رائحة الطبخ على الحطب أنَّها وليمة الصَّرام،وكل يعمل على شاكلته فللصبية عمل، وللشباب عمل، وللنساء عملٌ.. إنَّــه مهرجان مدينتنا السنوي"مندلي الحبيبة" يبدأ بالبساتين مروراً بتلك الدروب الترابية الساحرة بين البساتين؛وفي طرقات المدينة المتعرجة وانتهاءً بالمنازل بعد انتهاء الصّرام تسود البساتين كآبة خرساء، وعلى النهر صمت وهدوء بعد صخب وضجيج الصيف.
ينساب الماء صافياً بعد انتهاء موسم السباحة، وفي طرقات المدينة ترقبٌ ولهفة لرؤية وجوه فارقناها منذ بداية الصيف، يسود ساحات اللعب صمت بعد كل ذاك الضجيج، وفي زرقة سماء مدينتنا بضع قطع من السحب البيضاء انه تقويم مدينتنا الأزلي ، سيبدأ عام جديد ولا حساب لسنين العمر، رائحة أوراق الكالبتوس على تلك الأرصفة .. رائحة القولونيا عند الحلاق او رائحة الأقمشة والقرطاسية الجديدة.
كان لكل شيء وقت وطعم ،الآن صار كل شيء بطعم واحد
الحنين والحسرة على قصة جميلة لم تكتمل في زمن الحرب والهجرة والقحط فالذين عشنا معهم هذه اليوميات منهم من يرقد في تلك المقابر المنسية،ومنهم من يسكن الغربة ومنهم من يختبئ خلف شيبته ظلاً او شبحاً يفضحه الحنين بين الحين والآخر فيبكي بصمت (يحدث أحيانا ان يبكي فيك كل شيء الا عيناك )
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟