أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: الضحايا المدنيون يتحدون الخيال الأمريكي المتفائل 1














المزيد.....


العراق: الضحايا المدنيون يتحدون الخيال الأمريكي المتفائل 1


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"يدعون أنهم جاءوا لحماية الناس وإقامة الديمقراطية، ولكن كافة المشاكل التي تواجهنا حالياً هي بسببهم. أنها خسارة للعراق". قالها نائب رئيس وزراء حكومة الاحتلال في العراق: سلام الزوبعي.
وجّه الزوبعي لومه إلى قوات الاحتلال الأمريكي التي تسببت في انتشار ظاهرة العنف بأنحاء البلاد منذ بدء الحرب/ الاحتلال والتي تصاعدت على مدى العام الماضي. أضاف قائلاً: أن الجيش الأمريكي يتحمل مسؤولية حوالي نصف عدد القتلى في العراق نتيجة "الغارات، الإصابات النارية، والمعارك مع (المتمردين)".
أن الرقم الحقيقي للضحايا المدنيين في العراق قد تم إعلانه لأول مرة من قبل الأمم المتحدة أوائل هذا الأسبوع. وهو أعلى بكثير مما أوردته وسائل الإعلام الرئيسة.
ففي تقرير حديث قدمته بعثة الأمم المتحدة في العراق، يتبين أن حوالي 6000 مدني عراقي قتلوا خلال شهرين فقط- أيار/ مايس- حزيران/ يونيو ( المعدل الشهري 3000 قتيل وهو ما يتجاوز هدف "فرق الموت" الأمريكية في فيتنام بقتل 1800 فيتنامي شهرياً، حسب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية- أنظر المقالة المترجمة السابقة بعنوان: مَنْ وراء القتل اليومي في العراق- تموز/يوليو 2006/ المترجم). وذلك نتيجة الانتشار الواسع لـ: الاغتيالات، التفجيرات، الغارات، الخطف في بلد مزقته الحرب. كما أن جرائم القتل تصاعدت في الأشهر الأخيرة ترافقها أعمال التعذيب وانتشار الرعب.
حذّر النائب العراقي الكردي الدكتور محمد عثمان أنه إذا لم يتغير هذا الوضع، فإن "البلاد ستواجه كارثة". "إن تقرير الأمم المتحدة هو تحذير للرسميين والسياسيين بأن الوضع سيئ جداً وعليهم أن يأخذوا حذرهم وأن يجدوا حلاً.. لكن الحكومة لا تستطيع أن تجد هذا الحل". حسب قول الدكتور عثمان.
ولكن لا زال هناك في إدارة بوش من يعمل على "إظهار صورة ملفقة لهذا الوضع في العراق"، حسب افتتاحية مركوري نيوز. إذ يحاول الرسميون في إدارة بوش أمام كاميرات التلفزيون بذل جلّ جهودهم ليلفقوا قرار الحرب وإظهاره قراراً صائباُ، من خلال زعمهم أن الوضع في العراق آخذ في التحسن، وأن العراقيين يتقدمون تدريجياً بإمساك زمام مسئوليتهم في إدارة شؤون مستقبلهم.
وللوقوف على صورة بيّنة لما يحدث في العراق: اسألوا العراقيين أنفسهم.. اسألوا الناس الذين يدفعون ثمناً باهظاً لا يُحتمل عن القرار الخاطئ للرئيس بوش في غزو واحتلال دولة ذات سيادة بذرائع كاذبة ملفقة.
تشكل الأوضاع الحالية في العراق كارثة. لقد بلغت أعمال العنف الطائفي، ممارسات القتل الوحشية، والمجازر حالة مفرطة في العراق.. البلد الذي جاءه الجنود الأمريكان من أجل "تحريره".. لقد جلبوا الموت بدل الحرية، والدمار بدل الرفاهية.
أحدث مثال على الوضع العراقي هو الغارة الأمريكية يوم أمس على بلدة بعقوبة، حيث قتل جنود الاحتلال، على الأقل، سبعة مدنيين وجرحوا العشرات. بررت القوات المحتلة هذه العملية باللجوء إلى نفس مزاعمها: استهداف "أوكار مشبوهة للمتمردين".
وحسب شهود عيان، أن الضحايا كانوا مدنيين ومن نفس العائلة، بما فيهم طفلة بعمر خمسة أعوام وامرأتين. ويلاحظ أن الغارة لم تقتصر على منزل هؤلاء الضحايا، بل امتدت إلى إلحاق الأضرار بالعديد من المباني القريبة التي تمت الإغارة عليها قبل الإغارة على منزل الضحايا، حسب مصادر الشرطة.
في تحرك واضح لتبرئة الذات من قبل مؤيدي الحرب/ الاحتلال، فإن الأشخاص الذين يستحقون تحميلهم مسؤولية الأضرار التي لحقت بالبلاد، يزعمون الآن أن تصحيح الوضع في العراق هو مسئولية العراقيين أنفسهم.. متجاهلين فشل إدارة بوش التعامل السليم مع فترة ما بعد الحرب/ الاحتلال، والفضائح المستمرة متجسدة في الجرائم والمجازر التي اقترفتها وتقترفها قوات الاحتلال الأمريكي ضد شعب العراق.. هذه الممارسات التي تشكل تعبيراً عن هذه الدعوات الخادعة.
أن الأرقام المفزعة من الضحايا المدنيين الذين يسقطون يومياً، سواء نتيجة العنف الطائفي، حسب وسائل الإعلام، أو بسبب قوات الاحتلال وإطلاقها الرصاص والقذائف عشوائياً على المدنيين والجرائم الأخرى.. كلها تتحدى الخيال الوردي الذي يريد الرئيس الأمريكي ومؤيديه خداع الرأي العام به منذ اليوم الأول للحرب على العراق.
لقد بدأ هذا الوهم/ الخيال مع نائب الرئيس الأمريكي- ديك شنري- صاحب الأفكار الرغبية/ الوهمية البعيدة عن الواقعية- بأن العراقيين سيرحبون وسيستقبلون قوات الاحتلال بالأحضان.. وهذه الأفكار الخيالية انتقلت واستمرت مع الرئيس بوش ورأس البنتاغون رامسفيلد، بإصرارهم على أن القوات الأمريكية تحقق نجاحات عظيمة وأن العراق يتحرك تدريجياً نحو ديمقراطية حقيقة!
لقد فبرك بوش بليته في العراق من خلال الأكاذيب، وسيستمر بهذه الأكاذيب إلى أن يجد مخرجا من هذا المستنقع الذي خلقه ووضع نفسه.
ولكن يظهر حالياً أن شبح هذه الأكاذيب تلازمه، مع استمرار التدهور الواضح في البلاد، بعد أن قرر قبل أكثر من ثلاث سنوات غزو العراق لـ "تحرير" شعبه!
ممممممممممممممممممـ
1. Iraq: Civilian deaths challenge U.S. rosy picture- Aljazeera.com- 22 July, 2006.
2. ترجمة بتصرف موجزة.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة تتآمر لإحداث تغيير واسع في الشرق الأوسط 1
- مَنْ وراء القتل اليومي في العراق؟ 1
- اغتصاب بريئة 1
- العراقيون يتحولون نحو استخدام البطاقات الشخصية المزيفة هرباً ...
- تجارة الدم مقابل النفط 1
- إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1
- ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى (الجزء الثا ...
- 1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى
- حقوق المرأة العراقية في ظل الاحتلال البربري *
- العراقيون يكافحون حرب التجويع والفقر
- الحرب، المديونية والتمويل الخارجي- العالم يتحد ضد إمبراطورية ...
- الإصلاح الاقتصادي في العراق
- ندوة -دولة الرفاهية الاجتماعية-: 28-30 تشرين الثاني/ نوفمبر2 ...
- برنامج لمستقبل العراق بعد إنتهاء الاحتلال
- نقد مشروع الدستور العراقي
- التجربة الدستورية والمسيرة السياسية في العراق المعاصر
- حقيقة هذا الهجوم البربري
- مهمة اعمار وإدارة قطاع النفط العراقي
- مسألة معارضة الخصخصة -التخصيص
- صندوق النقد الدولي ومستقبل العراق


المزيد.....




- مثل -عائلة جتسون-.. هل نستخدم التاكسي الطائر قريبًا؟
- رجل يمشي حرًا بعد قضاء قرابة 30 عامًا في السجن لجريمة لم يرت ...
- آبل تراهن على هاتف آيفون جديد بمزايا ذكاء اصطناعي وبتكلفة أق ...
- روبيو: لقاء بوتين وترامب مرهون بتقدم المحادثات حول أوكرانيا ...
- نتنياهو يتوعد حماس ويطلق عملية عسكرية مكثفة بالضفة الغربية
- طهران: -الوعد الصادق 3- ستنفذ بالوقت المناسب وسندمر إسرائيل ...
- -أكسيوس-: واشنطن قدمت لكييف مسودة -محسنة- لاتفاقية المعادن
- الاتحاد الأوروبي يهدد مولدوفا بوقف المساعدات المالية
- للمرة الأولى.. المحكمة العليا بأوكرانيا تقضي ببطلان عقوبات ف ...
- -حماس- تعلق على هوية -الجثة الغامضة-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق: الضحايا المدنيون يتحدون الخيال الأمريكي المتفائل 1