فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6828 - 2021 / 3 / 1 - 12:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحلق بي الذكريات إلى الحقبة السوداء من تاريخ العراق حينما أصبح الإنسان أرخص من طير الدجاج كتب أحد الشعراء مقطع من أبيات الشعر يقول فيها :
أنا لا أملك طهر القديسين ولا مارست أحابيل الشيطان
لم يبق لدي الشك بأني إنسان
وبأني أجهل إنسانية القرن الواحد والعشرين
ولم أجرب سوى خوف الإنسان
هذا القهر المفجوع به في العراق منذ زمان
وسوف أظل أسأل نفسي .. هل إني إنسان ؟
فتكذبني نفسي ويكذبني حتى ظني من أني إنسان
بالرغم أني أحمل صورة إنسان
هذا الفزع وهاجس الخوف يذهب ويعود في نسق واحد مع فقدان الأمن وانفلات السلاح وأصبح القتل والخطف ترتكب بدم بارد وتبدأ لجان التحقيق عملها والنتيجة يصبح الجاني (مجهول الهوية) بينما علم الجريمة يقول : إذا عجز التحقيق من معرفة وكشف الجاني يجب البحث عن المستفيد من الجريمة .. ما يؤسف له أصبح العراق بعد عام/ 2003 تحكمه شريعة الغاب حسب قاعدة (من ليس معي فهو ضدي) وقاعدة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) ولذلك أصبح الإنسان يرعبه انفلات السلاح وخطر استعماله وهو الحق الذي أصبح يضمن الحقوق وليس القانون وهيبة الدولة (طفل نجل حارس المدرسة يختلف مع أحد الطلاب فيذهب إلى سلاح والده الحارس ويردي الطالب بثلاث رصاصات قاتلة) والدكة العشائرية والصراعات العشائرية الذي يستعمل فيه السلاح المتوسط والخفيف ويقال أن بعض العشائر تمتلك المدافع والكاتيوشا والدبابات . ويقال إذا اختلف اثنان كل واحد منهم أخرج سلاحه ووضعه على الطاولة .. وطز للقانون وهيبة الدولة .. لأن الحلول والنظر بالخلافات أصبحت للعشيرة (أفرش) .. إن العراق أحد دول الشرق الأوسط وموقعه قريب من الحضارة والتقدم الأوربي والذي يحدث به يجعله أن يصبح دولة أفريقية وليس شرق أوسطية. لأن قانون دعاوي العشائر سيء الصيت عاد إلى العمل الآن في العراق وكأن العراق عاد إلى العقود البدائية من القرن الماضي .. والدلائل تشير أن الانتخابات القادمة تتحكم بها انفلات السلاح والمال السياسي والسلطة العشائرية .. أما حضارة القرن الواحد والعشرين .. أما المدينة .. أما الديمقراطية والتقدم والتطور أصبحت مجرد عبارات وأقوال تتناقلها الألسن فقط.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟