|
ذكرى تأسيس ( الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 14:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحلول السابع والعشرين ( 27 ) في شهر فبراير 2021 ، يكون قد مر على تأسيس ( الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ) ( RASD ) خمسة وأربعين سنة ، ولا تزال هذه الجمهورية تراوح مكانها قبل التأسيس في 27 فبراير 1976 . بهذه المناسبة أحيت جبهة البولساريو ذكرى التأسيس في ( ولاية آوسرد ) ، بحضور إبراهيم غالي رئيس الجمهورية ، في استعراض شبه عسكري ، تم فيه رفع علم الجمهورية الى غير ذلك من البروتوكول الذي يتطلب احياء حفل تأسيس ( الدولة ) .. لكن وبخلاف سنوات السبعينات ، والثمانيات ، وحتى النصف الأول من التسعينات ، غابت تلك الوفود الأجنبية التي كانت تغطي الحضور دبلوماسيا ، كدول اوربة الشرقية ، وسورية ، واليمن الجنوبي ، وممثل فلسطين ، وممثل عن الاتحاد السوفيات ، والعديد من دول منظمة الوحدة الافريقية قبل حلها ، والفيتنام ، والأحزاب الشيوعية والاشتراكية الاوربية ، والأحزاب الشيوعية العربية ، وبما فيها منظمة الى الامام الماركسية .... فالحفل اليوم كان فقيرا في هذه المادة ، حيث ان الحضور الدبلوماسي كان باهتا ، الى درجة محاولة التغطية عليه ، بالمرور مرور الكرام عند تهنئة الحاضرين من قبل احدى الصحراويات التي القت الكلمة قبل مجيئ رئيس ( الجمهورية ) إبراهيم غالي ... ونفس الشيء يلاحظ على التغطية الإعلامية الدولية للحفل ، فهي كانت اكثر من باهتة ، وهي التي كان من المفروض فيها ان تنقل وقائع ( الحرب ) الدائرة كما تدعي البوليساريو ، لكن باستثناء الاعلام الجزائري الرخيص المعروف بالنفخ ، فلا موقع اعلامي دولي أشار الى ما يسمى ب ( الحرب ) .. السؤال الذي نود طرحه هنا : كيف تأسست ( الجمهورية الصحراوية ) ؟ ، ومن أسسها ؟، وما هي الغاية المتوخى الوصل اليها من قبل المؤسسين ؟ هل نجحت في ان تكون حقا دولة ، لان لا جمهورية بدون دولة ؟ هل تحققت فيها مواصفات الدولة ؟ وأين هي الآن ؟ عندما نضع للتشريح كل المعطيات التي مرت منها الجمهورية منذ تأسيسها في 27 فبراير 1976 ، وهي معطيات لها ارتباط مباشر بظروف والغاية من تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " البوليساريو " في سنة 1973 ... ، وعندما نركز على كل قرارات مجلس الامن الذي بدأ في التعامل مع المشكل منذ سنة 1975 ، تاريخ بدأ النزاع المسلح ، بدعوى الحفاظ على السلم والامن الدوليين ، وعندما نرجع الى كل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة من اول قرار كان وراءه المغرب ، وهو القرار 1514 الصادر في سنة 1960 ، وعندما نرجع الى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975 .. ، واخذا بالاعتبار كل المواقف التي اتخذها الاتحاد الاوربي ، خاصة في شقه القانوني بخصوص النزاع الذي بتت فيه محكمة العدل الاوربية ، وستبت فيه مجددا في 2 مارس القادم .... فان الجميع يتحدث من حيث القانون عن الاستفتاء وتقرير المصير ، وهنا فان منح الصحراويين نظام الحكم الذاتي لتدبير وتسيير شؤونهم بنفسهم ، يعتبر نوعا من الاستفتاء ، وتقريرا لمصير الصحراويين بأنفسهم ، لا بقرارات غيرهم ، لان أي خطوة للقدوم على نظام الحكم الذاتي ، ستكون خاضعة للقانون الدولي ، ولإشراف وبضمانات الأمم المتحدة ... اذن هل انشاء الجمهورية الصحراوية كان نتيجة استفتاء ، او قرر بشأنه الصحراويون مصيرهم بأنفسهم ؟ مع العلم ان القرار الأخير لمجلس الامن كان واضحا ، لأنه نبد الاستفتاء المؤدي الى الانفصال .. فالواقعية ، والمسؤولية ، والحل المقبول والمتوافق عليه من قبل اطراف النزاع ، يعني الحكم الذاتي ، ولا يعني الانفصال ، والاّ من منع مجلس الامن والأمم المتحدة ان يذكروا بالحرف ، اسم الجمهورية الصحراوية في قراراتهم ، وهي جمهورية من المفروض ان تكون قد ابطلت الاستفتاء ، اذا كان الغرض منه انشاء دولة هي موجودة ... ان تأسيس الجمهورية الصحراوية ، كان تأسيساً جزائريا محضا ، ونفخت فيه ليبا معمر القدافي بأموالها ، وبعتادها العسكري ، طبعا الى جانب سلاح الدولة الحاضنة التي هي الجزائر ... فما يسمى اليوم بالحرب الجارية في الصحراء ، من المفروض انها حرب جزائرية ، وليست حرب صحراوية ، والاّ من يمول ، ويغدي الصحراويين بالسلاح ، والمزنجرات ، والسيارات ، والمحروقات .... لخ ؟ انها الجزائر لا غير .. ان تأسيس الجمهورية الصحراوية من قبل الهواري بومدين ، نفخت فيه الحرب الباردة التي كان تدور بين المعسكرين ، وكان من المفروض ان تنتهي الحرب في الصحراء ، مع نهاية الحرب الباردة .. لكن ولتمطيط المشكل ، وجرجرته الى اقصى حد لاستنزاف المنطقة ، وابعادها عن اية تنمية مدنية ، بغية تركها على حالها متخلفة ، ستفعل فعلتها الدول الغربية حين بدأت في كل مرة تتخذ مواقف متباينة ، ومتعارضة مقصودة ، مرة مع مغربية الصحراء ، ومرة مع الانفصال كتهديد للنظام ... وانْ كانت الدول الاوربية خاصة فرنسا ، لا تحبذ الانفصال ، لأنه سيتسبب في سقاط النظام ، وبتر مفاصل شتى من المغرب ، وهذا سيشكل ضربة موجعة لمصالح شركاتها بالمغرب ، كما ان ليس من مصلحة الاتحاد الأوربي تقويض النظام المغربي الشريك الاستراتيجي ، لصالح النظام الجزائري الذي كانت له مواقف ضد الغرب ، على الأقل ظاهريا .. الآن اين نحن من المشكل ؟ . هناك تطورات حصلت على الورق ، ولم تحصل على الأرض ، كما ان تعامل البوليساريو معها ، جعلها لا تحظى بأية صيغة سياسية او قانونية .. فمن جهة ان النظام المغربي اعترف صراحة بالجمهورية الصحراوية عندما نشر اعترافه بجريدته الرسمية عدد6539 الصادرة في شهر يناير 2017 ، وهو اعتراف ومثل طرحه لحل الحكم الذاتي ، لم يستشر فيه الشعب بواسطة استفتاء ، وهنا فمن يتحمل المسؤولية النظام وليس الشعب ، كما اعترفت بها الدولة التي اسستها الجزائر ، واعترفت بها موريتانية في سنة 1979 ، واعترفت بها ليبيا معمر القدافي الدولة ، وهذا الاعتراف رغم تجميده بمناسبة تأسيس معاهدة الاتحاد المغربي الافريقي ، فالان بعد سقوط الدولة الليبية ، وتحولها لسلطة مليشيات ، يكون الاعتراف قد ذهب مع الرياح .... لكن ان كل هذه التطورات الحاصلة ، لم تؤثر في اصل الوضع الذي تحدده شرعية الأرض التي يملكها المغرب كما عبر عن ذلك " بتير فالسوم " ، بل حتى عندما أسست الجزائر في 27 فبراير 1976 الجمهورية الصحراوية ، فهي اسستها على الورق وليس على الأرض ، واعترافات الدول المعنية بها ، هي اعترافات على الورق .. ، فظلت الجمهورية ، وبقيت فقط على الورق .. إضافة الى هذه الحقيقية التي تنفي بالمرة وجود شيء يسمى بالجمهورية الصحراوية ، لان الأمم المتحدة ومجلس الامن لا يعترفان بها ، ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد الأوربي ، وروسيا الاتحادية ، والصين باستثناء الافارقة في مربضهم وحظيرتهم منظمة الوحدة الافريقية التي أصبحت الاتحاد الافريقي ، الذين شرتهم الجزائر بأموال الشعب الجزائري المفقر ، فان اكبر ضربة أوقفت حلم الجمهورية من ان يتحول الى واقع ، كانت اتفاق وقف اطلاق النار الذي اغرق البولساريو في سبات عميق ، دام ثلاثين سنة ، تحولت فيه أشياء كثيرة ، امميا ، وجغرافيا في العالم وبالمنطقة ... فإلى الآن ، وباستثناء حظيرة الاتحاد الافريقي التي بدا الافارقة يكتشفون أكاذيب الجمهورية المزعوم ، جمهورية تندوف التي أُنشئت على الورق ، فالسؤال : هل حقا ان الجمهورية الصحراوية تشكل فعلا دولة ؟ أي هل تتوفر فيها شروط الدولة كما يحددها القانون الدولي العام ، ويحددها القانون الدستوري والأنظمة السياسية ؟ ان من شروط الكيان لكي يصبح دولة ، هناك ثلاثة : الأرض ، السيادة ، والشعب وليس السكان .. فهل تتوفر في الجمهورية الصحراوية شروط الدولة هاته : 1 ) شرط الأرض : هل الجمهورية الصحراوية التي أُنشئت في تندوف على الورق ، تتوفر على ارض كشرط لقيام الدولة .... وهل الثلث المسمى بالمنطقة العازلة التي سلمها المغرب الى الأمم المتحدة ، لتبقى فاصلا بينه وبين الجزائر ، كافية كشرط قائم للدولة الصحراوية .. ان ما يسمى بالمنطقة العازلة تخضع للقانون الدولي ، وللأمم المتحدة ، ولا تخضع للبوليساريو التي تصول وتجول فيها ضدا على القانون الدولي ، الواضح في تفسيره للمناطق العازلة .. لذا فوجود البوليساريو فوق هذه المنطقة ، هو تواجد غير قانوني ، والأمم المتحدة لاعتبارات قد تأخذ تفسيرات شتى ، لم تحرك ساكنا لضبط الوضع بما ينصص عليه القانون الدولي ... كما ان النظام المغربي في تهاونه مع هذا الوضع الشاد الذي يجب تصحيحه ، لان في بقاءه هناك خطر يحدق بالقضية ، ربما يفكر في التنازل عن المنطقة نهائيا لصالح البوليساريو ، ليقيمون عليها دولتهم ، كحل يستجيب للقاعدة الشرعية ، اخف الضررين ، او الضرر الأكبر يدفع بالضرر الأصغر ، او لا ضرر ولا ضرار .... لكن ان كان النظام يفكر بهذا الحل الضيق الزبوني ، فتلك مصيبته ، وتلك مهلكته ، وتلك نهايته ، لان ما حصل هو اقتسام غنيمة ، وليس التمسك بحق يفرضة ويشهد عليه التاريخ ، وتشهد عليه المشروعية الدولية .. وعندها سيكون التعامل الاممي مع النزاع ، تعاملا سيضرب في الصميم ، كل ما بناء ودافع عنه الشعب المغربي ، منذ سنة 1956 التي سيتعرض فيها جيش التحرير المغربي ، لمؤامرة ، وخيانة " إيكوفيون " المسماة بمؤامرة " المكنسة " او " الشطابة " .. فوضع المنطقة العازلة يجب تصحيحه ليتلاءم مع القانون الدولي .. واذا كانت ارض المنطقة العازلة ، لا تعتبر شرط ارض لتحويل الكيان الى دولة ، فكيف ستصبح ارض تندوف الخاضعة للنظام الجزائري ، شرط ارض لإضفاء صفة الدولة على كيان موجود فقط في الأوراق ؟ 2 ) شرط السيادة : ان هذا الشرط يرتبط من حيث الجوهر مع شرط الأرض ، لان اية سيادة تمارس على الأرض .. فاين هي الأرض التي تمارس عليها الجمهورية الصحراوية سيادتها ؟ ، او ان السيادة كما تفهمها البوليساريو هي فقط وجود جمهورية وعلى رأسها رئيسا للجمهورية مريض بالطووسية ، ومنفوخ بالضراعة ، وهناك وزراء ، ومدراء وموظفون ، وبعض الدبابات ، والمزنجرات ، ورفع الاعلام .. ، وهناك احتفال بإحياء ذكرى تأسيس الجمهورية كما شاهدنا بالأمس في ما اسموه ( ولاية آوسرد ) ... فاين الأرض التي تمارس عليها الجمهورية سيادتها ؟ هل هي المنطقة العازلة وهذه تخضع للقانون الدولي ووجود البوليساريو بها هو وجود غير قانوني ، ام ان السيادة تمارس بالرابوني وبتندوف ... ومثل انتفاء شرط الأرض ، فان شرط السيادة منتفي بدوره . 3 ) شرط الشعب : هل سكان تندوف اللاجئون يشكلون شعبا ؟ وهل سكان الأقاليم الجنوبية المغربية يشكلون شعبا خاصا متميزا ومنفصلا ، وهم الذين يكونون مع المغاربة الشعب المغربي بكل اثنياته واعراقه ؟ نعم عندما اعترف النظام المغربي في يناير 2017 بالجمهورية الصحراوية ، يكون بذلك قد اعترف بشيء يسمى بالشعب الصحراوي ، لان السؤال . هل من جمهورية دون ان يكون لها شعب ، بل حتى عندما يعترف النظام بجبهة البوليساريو التي يفاوضها في أمريكا ، وفي سويسرا ، فهو يعترف بشعب اسمه الشعب الصحراوي ، ولو لم تكن الجبهة تفاوض باسم شعب ، هل كان النظام المغربي ان يرضخ للتفاوض معها تحت اشراف الأمم المتحدة .... لكن بما ان كل حرب مكر وخدعة ، فمثل اتفاق 1991 الذي أصاب البوليساريو بالشلل النصفي ، الذي ظهر شلله اليوم في ما يطلق عليه بعودة الكفاح المسلح ، فان اعتراف يناير 2017 ، كان مجرد اعتراف على الورق ، مثل ان انشاء الجمهورية في 27 فبراير كان فقط على الورق ، وبما ان جمهورية تندوف هي جمهورية ورق ، فما يسمى بالشعب الصحراء الذي اصله الشعب المغربي ، يبقى فقط شعب من ورق ... والصراع هو بين النظام المغربي وبين النظام الجزائري للسيطرة على المنطقة ، ليكون النظام القائد لها .. والمغرب مرشح للعب هذا الدور بسبب عوامل كثيرة ، منها العلاقات الخاصة مع أمريكا وإسرائيل ، وأنظمة الخليج ، والعديد من دول الاتحاد الافريقي ، و خاصة الاتحاد الأوربي الذي لا يعير ادنى قيمة ، ولا اعتبار، ولا أهمية للقرارات التي تتخذها محكمته ، " محكمة العدل الاوربية " ، وهي التي ستنظر في الثاني من مارس في دعوى الطعن المقدمة من قبل الجزائر باسم البوليساريو ، للطعن في نفس الموضوع الذي افتت فيه المحكمة سابقا ، وستفتي فيه اليوم ، وستكون نتيجة تطبيقه ، هي نفس نتيجة تطبيق قرارات المحكمة السابقة ... ان القرارات التي تصدرها محكمة العدل الاوربية ، تكون غير ملزمة ، وتبقى فقط استشارية ، عندما يكون احد اطراف النزاع من خارج الاتحاد الأوربي ، أي ليس اوربيا ... لذا فرغم قرارات المحكمة المتخذة سابقا ، فالاتحاد مضى في تجديد التوقيع على الاتفاقيات التجارية ، واتفاقيات الصيد البحري مع المغرب ، وكيفما كان قرار المحكمة المقبل الذي قد يصدر في شهر يونيو ، فسيكون القرار فاقدا لعنصر الالزام ، لان البوليساريو ليست منظمة اوربية .. إضافة الى هذه الحقائق ، هناك الازمة التي تعيشها الجزائر اليوم ، وهي ازمة اقتصادية واجتماعية ، بفعل انخفاض أسعار الغاز والبترول عمودا الاقتصاد الرّيعي الجزائري ، والازمة السياسية التي تحوم حول اصل الحكم الدكتاتوري بين فرقاء الحكم المتصارعين ، والحراك الشعبي الذي لا يزال يتمدد ، ويطالب بإنهاء حكم الدولة العسكرتارية المافيوزية، لصالح دولة الشعب المدنية ... كل هذه الحقائق ، ترشح المغرب قيادة قاطرة المنطقة ، وقيادة أي اتحاد قد يصنع في المستقبل ، وتبقى دعوة الاخواني رشيد الغنوشي التي يغازل فيها جمهورية الورق ضدا على المغرب ، ومعه النظام الجزائري الذي هو نظام أصلا ضد اية اتحاد ، او وحدة ، وضد إعادة فتح الحدود التي اغلقها مع المغرب ، دعوة نشاز غير طبيعية ، صدرت وتصدر عن شخص واشخاص غير طبيعيين ... فهل يمكن تصور او تخيل قيام اتحاد او وحدة بالمنطقة ، دون الاخذ بعين الاعتبار المغرب ..... ان اية محاولة ستكون وحدة هدامة ضد الوحدة .. اذن السؤال : كيف والى اين سيتطور الوضع ؟ في جميع دراساتي السابقة عن الصحراء ، كنت اشير الى ان الوضع لن يستمر على ما هو عليه ، وان مجلس الامن لن يبق ابد الدهر يعقد اجتماعات تبقى محط مواقف متناقضة من قبل اطراف النزاع ، وان الستاتيكو المفروض سيتغير قريبا ، لان مرور خمسة وأربعين سنة على النزاع ، والمجلس يصدر نفس القرارات المنسوخة سيعرف له نهاية . وكنت قد حددت العودة الى الحرب في نهاية سنة 2020 ، وفي ابعد تقدير في سنة 2021 ، لان بقاء قرارات مجلس الامن معلقة واستشارية طبقا للفصل السادس من الميثاق ، لن يفيد في حل النزاع طبقا لمصالح الأطراف المتصارعة ، وكنت قد اشرت الى ان الهدف من الحرب انْ حصلت ، سوف لن تكون حرب تحرير ، لان البوليساريو لن تهزم الجيش المغربي القوي ، فهي ستكون حربا لتحريك أوراق المفاوضات ، وسيكون الدفاع من وراءها ، دفع مجلس الامن للتحرك ، ولإشراكه في الضغط على المغرب لسواد عيون البوليساريو .. وبما ان ايّ قرار لمجلس الامن قد يصدر تحت البند السابع يلزم موافقة كل دول الفيتو ، فان تناقض مصالح هذه الدول ، ولو هو تناقض شكلي ، لان الأدوار تلعب في المسرحية بالتناوب ، سيدفع ببعضها الى استعمال سلاح الفيتو ، وهذا يعني ان سلطة المجلس في حل النزاع ستكون اكثر من ضعيفة ، لانه مقيد ومكبل قانونيا بسلاح النقض ... وكنت قد طرحت بعض التساؤل عن المغزى الذي تبحث عنه دول مجلس الامن صاحبة الفيتو ، والاتحاد الأوربي ، من جرجرت النزاع الذي يمكن للمجلس لو كانت له إرادة الحل ، ان ينهيك باللجوء الى الفصل السابع ، واستخلصت ان الهدف من إبقاء النزاع مفتوحا ، يتعدى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي لن تكون ابدا ، ويتعدى الاعتراف بمغربية الصحراء ، وهو الاعتراف الذي لن يكون ابدا ... ووصلت الى الماهية الحقيقية للصراع ، والمشاريع التي تنتظر المنطقة ، والتي هي مكمل للمشروع الذي يجري تنفيذه بالشرق الأوسط ، الذي يرمي الى تفتيت دول وخلق أخرى ، وتغيير أنظمة ، وترك البلد مفتوحا على مليشيات الإرهاب العقائدي ... ان المشروع الذي يخطط له بالمنطقة ، ومدخله الصحراء ، هو مشروع التدمير ، الامتداد المدروس للمشروع التدميري بالشرق الأوسط ، والذي اصبح رأس المملكة العربية السعودية ، وكل دول الخليج على راس جدول اعماله ... فتدمير دول شمال افريقيا خاصة الدول العربية ، هو امتداد لتدمير الشرق الأوسط ، والمدخل الذي يحضر له بعناية والذي يتمناه كل الغرب ، ان تنشب حرب بين المغرب وبين الجزائري بسبب الصحراء ، لن يكون فيها رابح ولا خاسر ، بل سيخسر الجميع ، لان الهدف استنزاف المنطقة اقصى درجة ممكنة ، ومن ثم اضعاف الجميع ليسهل المرور الى الوصاية الغربية ، التي ستكبل المنطقة عشرات ، وعشرات السنين .. في الوقت الذي تكون فيه الدولة العبرية ، وايران ، وتركيا اسياد المنطقة .. تحت المظلة الغربية .. ان تهديدات الجنرال سعيد شنقريحة ، وتنظيم المناورات العسكرية بالذخيرة الحية بجوار الحدد المغربية ، لم يحصل صدفة ، او حصل بحسن نية ، بل ان كل شيء مخطط له من قبل .. فالجزائر تحضر للانتحار الذي سيقضي على الجميع ... في شهر ابريل القادم سيعقد مجلس الامن دورة خاصة حول الصحراء ، وهي دورة استثنائية هذه المرة ، لأنها ليست كالدورات السابقة ، فيُقال ان حربا تدور بالمنطقة ، ومجلس الامن لم يصدر عنه أي بيان بخصوص ( المعارك ) الدائرة . وللسكوت هذا ، اوجها متعددة ، من أهمها رضى المجلس على هذه الحرب ، متمنين ان تنزلق اليها الجزائر .. فهل سيخرج مجلس الامن بقرار منسوخ عن القرارات السابقة التي دأب يصدرها منذ سنة 1975 ؟ لا اعتقد ، ربما ان المجلس سيرفع يديه عن النزاع بدعوى فشله في حله ، وربما قد لا يجدد للمينورسو سنة أخرى ، لان ( الحرب ) جارية ، ربما قد يرمي المجلس بالنزاع على انظار الجمعية العامة برلمان الشعوب لتنظر فيه ، على ان تخرج بقرار موقف ترجعه الى المجلس ليعالجه على ضوء الفصل السابع من الميثاق ... ربما .. ربما ... يجب اتخاذ جميع الاحتياطات ، والقيام بجميع الاستعدادات ، لأي حماقة قد يقدم عليها النظام الجزائري ، لان المغرب مفروض عليه تصحيح خلل المنطقة العازلة التي ستسبب في إيذائه .. وقد يصطدم بتهور البوّال الجنرال سعيد شرنقريحة ، المريض بحب المغامرة الغير محسوبة الوقائع ... قد تكون آخر دورة لمجلس الامن ، وقد تكون الدورة الما قبل الأخيرة .... والجزائر من خلال البوليساريو لم تعد تهتم بالاستفتاء ، ولا بالجمهورية الصحراوية ، ومطلبها اضحى هو الجلاء .. والحرب ستتواصل حتى ( التحرير ) . اطلقوا سراح المعتقلين السياسيين ، ومعتقلي الرأي ، وفاضحي الفساد ، والصحافيين ، ومعتقلي الريف ، وجرادة ... الخ ، ويجب تصفية الجو السياسي ... فمن دون جبهة شعبية غير استرزاقية ، وغير وصولية ، وليست انتهازية ، القادرة وحدها على حماية وحدة المغرب ، ووحدة الشعب المغربي ، الخطر يطل من ثقب الباب ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين رشيد الغنوشي الإخواني رئيس البرلمان ، وقيس سعيد رئيس الج
...
-
القضاء الكوني يبدأ النظر في جرائم التعذيب وانتهاكات حقوق الا
...
-
هل حددت إدارة جون بايدن موقفها من اعتراف دونالد ترامب بمغربي
...
-
خطاب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون
-
إتحاد المغرب العربي
-
ذكرى انتفاضة يناير 1984
-
ذكرى حركة 20 فبراير / بأية عيد عدت يا عيد / بما مضى ام في ام
...
-
إختطاف شفيق العمراني من المطار
-
اختطاف معارض من مطار الرباط سلا
-
المعارضة
-
ماذا يحضر للصحراء ؟ - وثيقة عقيدة الاتحاد الافريقي - ..
-
هل ستندلع حرب امريكية ، اسرائيلية ، ايرانية ؟
-
توزيع وتشتيت سجناء حراك الريف الستة
-
المناضل الديمقراطي
-
المؤامرة الكبرى ضد الشعب المغربي
-
ماذا تريد جبهة البوليساريو ؟
-
حين يصبح رئيس أكبر دولة في العالم ، بلطجي شمْكارْ -- السقوط
...
-
هل رفعت اجهزة البوليس المغربي ، دعوى محلية ، ضد مغاربة معارض
...
-
الديمقراطية
-
الدولة العميقة والحكومة العميقة -- من يحكم ؟
المزيد.....
-
ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال
...
-
ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما
...
-
الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع
...
-
إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
-
عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
-
الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم
...
-
إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
-
الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
-
شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي
...
-
بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|