عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 14:09
المحور:
الادب والفن
لَوْ مَرَرْتَ بِي أيُّهَا المَيِّتُ لَرَمَيْتُ لَكَ حَيَاتِي قَطْرَةً … قَطْرَة .
…
اتركوهُ يَمَرّ مِثْلَمَا خَرَجَ مِنْ كَهِْفِهِ : هَيْكَلاً تُرَابِيّاً يُلَاحِقُهُ أطفَالُ حَارَتنِا بِرُقَعٍ مِنْ ثِيَابِهِ .
…
لَمْ يَتْركْ خَلفَهُ مَا يَدِلُّ عَلَيْهِ ،لا وَدَاعَاً ،وَ لا مِندِيلاً : عَادَ كَالبَرْق .
…
وَحْدَهُ أمَامَ المِرْآةِ يَتَقَرَّى وَجْهَاً غَيْرَ وَجْهِهِ ، وَ فِي الحَقْلِ يَسْتَظِلُّ بِفَيْءٍ مَا تَرَكَتْهُ الأشْجَارُ .
…
المِرْآةُ تُدِيرُ وَجْهَهُ كُلّمَا وَقَفَ أمَامَهَا .
…
الفَرَاغَاتُ المُتْعَبَةُ و الأشْبَاحُ الّتي لا تُخِيفُ إلا الأطْفَالَ : تلكَ حَيَاتِي حِينَ ألْتَفِتُ إلَى الوَرَاء .
…
أُمَدِّدُ رَقَبَتِي بَعْدََ أنْ أُعطِي لِلْجَزّار ِ مِدْيَةً حَادّة ً , فَتَمدُّ الصّحْرَاءُ شَسَاعَتَهَا لاسْتِقْبَالِ جَسَدِي قِطْعَةً … قِطْعَةً .
عبداللطيف الحسيني.
شاعر سوري مقيم في مدينة هانوفر الألمانيّة.
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟