أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - هل يكفي أن نخرج الى الشارع؟














المزيد.....

هل يكفي أن نخرج الى الشارع؟


أحمد بيان

الحوار المتمدن-العدد: 6825 - 2021 / 2 / 26 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرجت الشعوب المضطهدة الى الشوارع مرات ومرات، ونادرا ما عادت سالمة جراء الأساليب القمعية الدموية. فمع كل خرجة تحصد الشهداء والمعتقلين السياسيين والمصابين والمشردين والمنبطحين والمنهزمين أيضا، ونادرا ما عادت غانمة.
المشكل ليس في هذه الشعوب المقهورة، ومن المثالية توقع انتصارها السهل والسلمي بين عشية وضحاها. المشكل فينا نحن المناضلين المعنيين بالانخراط في معاركها والمساهمة في تنظيمها وتأطيرها، من الداخل وليس من الخارج. فالمناضل الحقيقي ليس عنصرا غريبا أو دخيلا، إنه جزء لا يتجزأ من هذه الشعوب وتضحياتها، إنه ابنها البار والمخلص. ومن المفروض أن يرقى المناضل الى مستوى المثقف الثوري لأداء دوره التنظيمي والتأطيري في صفوف الطبقة العاملة وحلفائها لتكون في الصفوف الأمامية لأي نهوض جماهيري أو انتفاضة شعبية.
لا شك أن نضالات الشعوب تحقق بعض الانتصارات وتنتزع بعض المكتسبات، وتصنع التراكم النضالي الذي سيفضي يوما ما الى خلاصها، علما أن خروج الشعوب الى الشارع لا يعني بالضرورة خروج أو مساهمة الطبقة العاملة وحلفائها الطبيعيين الفلاحين الفقراء. ففي كثير من الأحيان، كان حضور الطبقة العاملة في الشارع رمزيا أو باهتا. إنه واقع لابد من التفاعل معه كما هو، وبدون دراسته واستيعابه سنكون عاطفيين وعفويين (بورجوازيين صغار) أكثر من اللازم.
كثيرا ما ننبهر بالأعداد الغفيرة التي تؤثث الشوارع بهذا البلد أو ذاك. وكم تحدثنا عن المسيرات المليونية، ونحن اليوم نعاني أبشع صور المعاناة. واليوم أيضا، نتقاسم اللوحات الجميلة، البديعة الإخراج وهي تصور الشعوب منتفضة ومحتجة، ونتناسى عن وعي أو بدونه، الإجابة عن السؤال: هل يكفي أن نخرج الى الشارع؟
أكرر، خرجت الشعوب الى الشارع مرات ومرات، وماذا بعد؟
لا يكفي تبادل الصور الجميلة للشعوب في نظام وانتظام، نريد تنظيمات سياسية مُنظمة ومُؤطرة ومُبدعة. ويجب أن ندرك أن بعض "الخرجات" تكون من صنع الأنظمة الرجعية لامتصاص الغضب وإخراج "الأفاعي" من جحورها وتصفية الحسابات في مربعاتها الذهبية وتنظيم صفوفها وبلورة تحالفاتها السياسية وفق المصالح والمعطيات الطبقية الآنية وكذلك حسابات أسيادها، الصهيونية والامبريالية. إن غباءنا غير المقبول أو المستساغ، نحن المناضلين أو الطليعة المناضلة، يكرس وضعية الشعوب المضطهدة ، بل يقتل هذه الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بنهب خيراتها التي لا تعد ولا تحصى برا وبحرا وجوا...
أيها الرفاق، التاريخ لا يرحمنا، كما النظام الرجعي القائم المرتبط بالصهيونية والامبريالية. لنشتغل على بناء التنظيم السياسي الذي يتمم معارك الجماهير الشعبية وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء. لن أقدم وصفة جاهزة لهذا التنظيم الثوري، لأن ذكاء المناضلين الثوريين قادر على فهم الرسالة والتجاوب معها آنيا ومستقبلا. وأضيف ببساطة أو سذاجة، "اليد الواحدة لا تصفق"، ولا أحد (لا مناضل) يمكن أن يدعي امتلاك الحقيقة المطلقة. لقد تعلمنا من الواقع الملموس (التحليل الملموس للواقع الملموس) أننا في حاجة نسبية ومتفاوتة الى بعضنا البعض، لكن على أسس نضالية متينة وواضحة، وبخلفية صادقة قائمة على مبادئ النقد والنقد الذاتي والمحاسبة. فرغم ضعفنا راهنا وتداعياته المتصلة بما هو حاصل محليا وجهويا ودوليا، لن نسقط في فخ التحالفات الفجة والانتهازية، وأقصد بالدرجة الأولى معانقة القوى الظلامية أو الشوفينية ومغازلة البيروقراطية والاحتماء بها والاستفادة من ريعها المغري، سواء المادي (الاغتناء...) أو المعنوي (المقاعد والمناصب...)...
وإذا كنا وما زلنا نمقت وندين من ينتقل من حزب الى آخر، أي العناصر/الرموز الخبيثة والخسيسة ذات الأفق الضيق، كيف نقبل في صفوفنا من ينتقل من حضن بيروقراطية مجرمة الى حضن بيروقراطية مجرمة أخرى، دون نقد ذاتي ودون توضيح مقنع؟
لا مجال للتواطؤ بعد اليوم؟ الخيانة خيانة، سواء بالأبيض والأسود أو بالألوان...
نتابع حماس المناضلين وحتى أشباه المناضلين عبر الفايسبوك وباقي آليات ووسائط التواصل الاجتماعي، ونتأسف لذلك. لأنه ليس بالحماس سنصنع الثورة أو التقدم في مسار الثورة... والخطير أن حماس المناضلين وتعطشهم للفعل النضالي الثوري يسقطهم في العفوية وتزكية الشيء ونقيضه، حيث يساهمون في تضبيب الصورة وخلط الأوراق، بدل المساهمة "النقية" والعميقة في فرز الصديق/الرفيق من الخصم/العدو...
مزيدا من الوضوح أيها الرفاق الجذريين المبدئيين، إنها مسؤوليتنا أمام شعبنا وأمام التاريخ... لنبرز المسافات بين المسارات النضالية وغيرها من المسارات الرجعية والإصلاحية والتحريفية (الانتهازية)...
نضال شعبنا أو الصراع الطبقي ليس في حاجة الى الحماس أو "الزواق" أو الشعارات البراقة الخادعة، إنه في حاجة أكثر الى التزامنا والى تضحياتنا القائمة على الفعل المبدع المنظم والمنتظم والمستمر...
وكإشارة أخيرة، إن الفعل/العمل النقابي ومهما علا و"تجبر" لن يكون بديلا عن الفعل/العمل السياسي الثوري...
لكل طريقه أيها الرفاق، طريق الشعب طريقنا من جهة، وطريق النظام طريق أعدائنا من جهة مناقضة.
التاريخ يشهد اليوم وغدا...



#أحمد_بيان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام الجبهة
- أيها الثوار، مهلا...
- المعتقل السياسي وتجريم التطبيع...
- أي نقابات يمكن الحديث عنها؟
- صرخة عامل منجمي في أعماق الأرض...
- لا -لجنة- ولا -هم يحزنون-
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان -تريتور- الأحزاب السياسية
- الشهيد شباضة ومعنى المبدئية...
- من البيروقراطية الى البيروقراطية (المهاجرون)
- عرائض الابتزاز
- نقط ضعفنا
- المناضل الرمز
- -رجاء-، لا تزعجوا القوى الظلامية
- عندما يصمت الطيف الحقوقي المغربي
- التنظيم الإصلاحي، دائما ذو أفق رجعي
- فاتح ماي 2020...
- الأممية الثانية والحرب العالمية الأولى
- مسيرة الإساءة الى فلسطين بالمغرب
- مع الاتحاد أم مع مقر/حجر الاتحاد؟!!
- عندما تسيء لجن الدعم الى المناضلين..


المزيد.....




- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يحمل الحكومة مسؤولية أزمة قطاع الص ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يهدد بتشديد العقوبات على الدول التي تشت ...
- ما حقيقة تعرض مصر ثالث أيام عيد الفطر لـ-أعنف- عاصفة ترابية ...
- محكمة فرنسية تعتزم البت في طعن لوبان في صيف 2026
- الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط
- واشنطن مستعدة لدراسة توسيع عدد المشاركين في البعثات النووية ...
- توقع -العرافة العمياء- لعام 2025 يتحقق والباقي عن مستقبل قات ...
- رويترز: ترامب يعتزم تخفيف قواعد تصدير الأسلحة الأمريكية
- السوداني والشرع يبحثان العلاقات الثنائية
- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأميركية ترومان


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد بيان - هل يكفي أن نخرج الى الشارع؟