أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال إبراهيم - عولمة الرأسمال أم عولمة الإنسان














المزيد.....

عولمة الرأسمال أم عولمة الإنسان


جلال إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6821 - 2021 / 2 / 22 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تُعرَّف العولمة لغةً بأنها مصدر الفعل عَوْلَم، وهي حريّة انتقال المعلومات، وتدفق رؤوس الأموال، والأفكار المختلفة، والتكنولوجيا، والمنتجات والسلع، كما تمثل انتقال البشر أيضاً بين المجتمعات الإنسانيّة المختلفة، حيث يؤدي ذلك إلى جعل العالم أشبه بقرية صغيرة. أما في القاموس الماركسي فينظر إلى العولمة كأي ظاهرة اجتماعية واقتصادية متناقضة، أي أنها اتحاد أضداد متصارعة لكل منها قواه وإمكانياته وعلى مدى تفوق أي من الضدين يتوقف مصيرها بل ومصير البشرية.

في كتابها “العولمة”* تشير الكاتبة العراقية سعاد خيري إلى ضرورة قراءة كتاب ماركس “رأس المال” بعمق لدراسة كُنه الرأسمالية ومراحلها ومن ثم دراسة كتاب لينين “الاستعمار أعلى مراحل الرأسمالية” لإدراك المنهج التطوري لمراحل الرأسمالية وبلوغها مرحلة عولمة الرأسمال
.
إن عولمة الرأسمال تمثل النقيض للعولمة الإنسانية، حيث تمثل الأولى أداة أساسية وضاربة للرأسمالية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية، التي لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا بالقوانين الدولية التي شرعتها البشرية ولا سيادة دول أو حرمة شعوب ولا بحقوق إنسان وقواعد للحروب وضمانات للسلام. ولذلك فإن عولمة الرأسمال تؤدي إلى: عولمة الحروب والإرهاب، عولمة الجوع والإفقار، عولمة البطالة والجهل والمرض .

إن العلاقة بين العولمتين (عولمة الرأسمال وعولمة الإنسان) علاقة تناحرية بسبب التناقض الحاد بينهما في المنطلقات والأهداف. فإذا كانت عولمة الإنسان تهدف إلى استغلال التقدم الهائل في العلوم والتكنولوجيا والمكننة ووسائل الإنتاج والمواصلات والاتصالات من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم وتوفير سبل الراحة والرفاهية بتقليل ساعات العمل، فإن عولمة الرأسمال هدفها دائما زيادة الأرباح وتراكم المال وإن استدعى ذلك الضغط على العمال أو تسريح الآلاف منهم أو حتى بغزو البلدان ونهب ثرواتها وخيراتها بمبررات واهية وكاذبة، كما حدث في احتلال الأميركان للعرق في 2003 بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل .

إن السمات الاقتصادية والسياسية التي تتصف بها عولمة الرأسمال تشكل خطرا كبيرا، ليس على الدول الفقيرة فحسب، بل وعلى الفقراء والطبقة الوسطى في الدول الرأسمالية الكبرى أيضاً. وتُشير سعاد خيري إلى هذه السمات بالتفصيل والشرح الواسع في كتابها آنف الذكر، حيث ألخصها في النقاط التالية: تعميق التناقض بين العمل والرأسمال، تعميق التمايز بين المراكز والأطراف، الشركات متعددة الجنسية، هيمنة الرأسمال المالي على الاقتصاد العالمي، تحويل الدولة لأداة في خدمة الرأسمال، إخضاع المنظمات الدولية لمصلحة الرأسمال العالمي.

وإذا كانت البشرية لم تعرف وتائر ومجالات للتغيرات كالتي نعيشها اليوم، بفضل الثورة العلمية التكنولوجية، فإن من الواجب والمهم تسخيرها لخدمة البشرية، وهذا الحلم لا يتحقق إلا في إطار تقوية ونشر ثقافة عولمة الإنسان، التي من خلالها يمكن إشاعة المنجزات العلمية وتبادل الخيرات والتجارب، بدلا من احتكارها أو التحكم بها بصورة أنانية متوحشة في ظل سيطرة عولمة الرأسمال.

ومن المهم عند الحديث عن العولمة التمييز بين جانبيها: العولمة الإنسانية وعولمة الرأسمال المتناقضتين والمتناحرتين. فالخلط بينهما لا يخدم سوى أعداء البشرية ولذلك تروج وسائل الإعلام الجبارة لمصطلح العولمة المجردة لتظليل البشرية وإسدال الستار على الأفق المشرق للبشرية بدون الرأسمالية، وإضعاف ثقة البشرية بقدرتها على التحرر من علاقات الانتاج الرأسمالية.

لماذا عولمة الإنسان، لأنها تعمل ضد هيمنة الإمبريالية المتوحشة وعولمة الرأسمال اللاإنسانية، ولأنها تسعى إلى فرض عولمتها: عولمة الحرية والرفاه، عولمة السلام والتقدم المضطرد لعموم البشرية، عولمة التمتع بكل منجزات البشرية والحضارية.

* سعاد خيري: “العولمة، وحدة وصراع النقيضين، عولمة الرأسمال والعولمة الإنسانية” – دار الكنوز الأدبية، الطبعة الأولى 2000



#جلال_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب والإسلاموفوبيا
- حركات الإسلام السياسي والتطفل على الديمقراطية


المزيد.....




- أوكرانيا تتعمق أكثر في الأراضي الروسية.. وهذه الإجراءات التي ...
- -الغموض المتعمد-.. مصدر في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة من ال ...
- هل تمتد سيول السعودية إلى مصر؟
- الصحة في غزة تصدر تحديثا لبيانات ضحايا الحرب
- اليابان في حالة قلق بعد أول تنبيه -للزلزال العملاق-.. ما تدا ...
- في السودان، أمطار تهطل في غير موسمها تفاقم معاناة السكان
- -تاس-: القوات الأوكرانية تنسحب من بعض مواقعها على محور بوكرو ...
- علاء الدينوف: قوات كييف خططت للاستيلاء على محطة كورسك النووي ...
- -حادث كبير-.. تسرب كيميائي في بريطانيا
- الخارجية الروسية: أوكرانيا بهجومها على كورسك أوقفت الحديث عن ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلال إبراهيم - عولمة الرأسمال أم عولمة الإنسان