أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية














المزيد.....


عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6821 - 2021 / 2 / 22 - 11:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


التوافقية شكل ما أو طريقة لتقاسم السلطة في نظام ديمقراطي، تنقسم فيه الدولة عامودياً على أسس عرقية أو دينية وتمنع تشكيل الأغلبية، وتُبنى التوافقات بتشاور الطبقة السياسية، ويؤدي الى إستقرار تقاسم السلطة وتجنب العنف السياسي..
ما يجري في العراق توافق وتقاسم، لكنه سبب عدم رضا للأغلبية؛ ساسة كانوا أو شعب، معتبرين أن التوافق سبب المشكلات، بتقاطع العمل السياسي والإداري، وإستئثار طبقة سياسية على حساب الشعب، وتغليب الطائفية على مبدأ التوافق.
تهدف النظم التوافقية الى الإستقرار وتجنب العنف، والتوازن بين السلطات وتمثيل الأقليات، وترك مهمة رسم السياسات للخبراء لا للسياسيين، ودفع القوى بإتجاه التهديدات الخارجية، بالولاء للدولة لترسيخ مفاهيم المساواة والعدالة.
التعددية مفهوم لقبول الآخر لا التقاطع ورفضه أو عرقلة إيجابياته، وتحفيز النخب للإنخراط في تنظيم الصراعات، وإبعادها عن فرعيات التطرف في العمل السياسي، وهذا من مسؤولية النخب لتسويق الإيجابيات، والإشارة الى السلبية بعين التقويم، وإبعاد ما يثير الإنقسام في وسائل الإعلام.
يعتقد مؤيدو التوافقية بأنها خيار لمجتمعات منقسمة، وتمهيد للإنتقال الناجح الى الديمقراطية، وحجر أساس لبناء الدولة بعد الديكتاتورية والفوضى، وأثبت جدواه في خلق نوع من الإستقرار السياسي في بداية التجربة في العراق، إلاّ أنها بقيت تراوح مكانها وزادت التقسيمات داخل المكون الواحد، ولم تخرج من أطار هذه التقسيمات الى التفكير بالأغلبية أو تجاوز المكونات، وحتى الأحزاب الليبرالية والمدنية، تعود الى مكوناتها، بعد صراعات ضارية قبل الإنتخابات، بل وحتى بعد تشكيل الحكومة، فهي تتهادن في فترة التشكيل لتعود مرة آخرى، مخلفة واقعا سياسيا وشعبيا غير مستقر وغير راضٍ، وتتعثر التوافقية، وتغيب قدرة النخب عن صياغة مخرجات سياسية.
أثبتت التجربة أن العودة للتوافقات السياسية في الحكومة القادمة، يستبعد أن تنتج حكومة قادرة على تحمل كل الإرهاصات المتراكمة، لإنعدام الثقة والمخاوف القائمة بين القوى السياسية، والجانب الشعبي من جهة آخرى، ونظراً لتراجع دور الدولة في فرض سياساتها وسيادتها وقانونها، نتيجة عدم قدرتها على إقناع جماهيرها، على أنها شريكة في تحمل المسؤولية في حال مرور الدولة بمحنة كالإقتصادية وكورونا حاليا.
يقابل ما سبق ممانعة بعض القوى السياسية للخروج من قواعد التوافق، وقد يدفعها لذلك الإستقواء بالخارج، أو زج الجمهور على أساس قومي وطائفي، وأضعاف الثقة بالدولة بالعودة للإنتماءات الفرعية أو الإملاءات الخارجية.. وهذت ساهم في إفشال الحكومات المتعاقبة، وشكل تفاوتا إجتماعيا وإقتصاديا؛ كعامل مضاف لعوامل عدم الإستقرار، وتزايد وتيرة الفقر ونسب العاطلين ونقص فرص العمل، وفقدان القبول بالقوة السياسية المرنة، التي تتميز بالتعامل بواقعية للوصول الى تفاهمات وترسم خارطة طريق تجنب النزاعات.
إن إستحضار الماضي الأليم، والسير بنفس أدواته، لا يمكن أن يعطي حلاً بل سيعقد مشهد الإنقسامات والتنافر الى حد القطيعة، والتلويح حتى بالسلاح في حال عدم تحقيق المصالح، وسيؤدي الى إنشقاقات داخلية هدفها الوصول للسلطة والتمسك بها ونفي الآخر، وبدل التفكير بالديمقراطية، بدأ تراود بعضهم فكرة رئيس مجلس الوزراء القوي، ولا تستبعد تلك القوى إستخدام القمع لتحقيقها والمحافظة عليها، ويدخل العراق للمجهول وسط تحولات جيوسياسية كبيرة في المنطقة، ومقصات عالمية جغرافية جديدة على حساب الدولة، تكون نتائجها أسوأ من تقسيمات سايكس بيكو.
يمر العراق بمرحلة مصيرية في ظل تحديات داخلية وأقليمية ودولية، مع إنعدام الثقة بين الشعب والدولة والقوى السياسية فيما بينها، وغياب مشروع وطني يؤسس لعقد إجتماعي جديدة يتجاوز الطائفية، وينهض بديمقراطية تحافظ على المكونات وفق نظام الأغلبية، والتفكير بعقلانية وهدوء، لعدم الإنجرار بفعل الضواغط الداخلية والخارجية، وتغيير الوضع بإطار بناء معادلة إستقرار دائم وتقاسم سلمي للسلطة، الذي يؤسس الى ألإنتقال من نظام التوافقية، الى الأغلبية العابرة للطائفية والمكوناتية، ورسم عقد إجتماعي جديد يعيد الثقة بين القوى السياسية والشعب، على أن تؤمن تلك القوى أن موقعها أما موالية وداعمة للسلطة أو معارضة بناءة، ويقوم النظام السياسي على أساس المنافسة السياسية والمواطنة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة وغياب التوازن
- متى يكون العراق قوياً
- دعاة من نوع آخر
- المعارضة.. شعار لطيف وتطبيق ضعيف
- البصرة بين الأقليم والعاصمة الاقتصادية
- المحافظات بين الفضيحة والنطيحة
- بغداد.. محافظة أم عاصمة!
- شكراً ترامب!
- صراع الصلاحيات.. المركز والمحافظات
- برلماني برتبة محافظ
- أطفالنا آمال ..ضائعة
- خطوبة رومانسية بطلاق سياسي .
- إنتهى السياسي وبدأ القلم
- قصور بيضاء في منطقة خضراء
- مواطن متذمر من مسؤول مقصر
- الوسيط بين السعودية وأيران
- سبعة خضر ومئات يابسات
- من -جاسم أبو اللبن- الى عادل عبدالمهدي
- وزير قيد الدراسة
- الأحزاب تأمر... وعبدالمهدي ينفّذ!


المزيد.....




- -كأنه منطقة حرب-.. فيديو شاهد يظهر عمليات الإنقاذ بحادث اصطد ...
- فيديو يُظهر ما يبدو لحظة اصطدام طائرة الركاب وهليكوبتر وسقوط ...
- عربات طعام بنكهات أصيلة واستوديو متنقل..كيف جذب هذا الحي في ...
- السعودية.. فيديو مخالف للآداب العامة يثير تفاعلا والداخلية ت ...
- ترامب يعلق على الحادث الجوي المروع في واشنطن (فيديو)
- زيلينسكي يحيي ذكرى الجنود الذين تصدوا للهجوم البلشفي في يناي ...
- إدانة عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق بوب مينينديز بـ16 تهمة ...
- لحظة اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب قرب مطار رونال ...
- -واتساب- يواجه في روسيا غرامة قدرها 18 مليون روبل
- -ولادة عذرية- نادرة لسمكة قرش تثير حيرة العلماء


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - واثق الجابري - عقد إجتماعي ومغادرة التوافقية