مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6818 - 2021 / 2 / 19 - 13:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ بين النصوص التى خرجت بها القمم العربية أو الغربية ، وايضاً المنشغل في تفكيك الصيغ البيانية أو المستمع للبيانات الحارقة التى تطلقها تلك القمم ، مازالت الكلمات تترنح تحت وطأة المياعة التى سادت منذ عهد الرئيس اوباما ، إذنً دون أدنى شك ، لقد سعت إيران وحرسها الثوري إلى تربية الذئاب المتفلتة لكي تشكل ضغط داخلي هنا أو تخويف خصومها في المنطقة ، وايضاً من جانب أخر ، أخطأت الدبلوماسية الأمريكية عندما أعتقدت بأن الانسحاب من العراق 🇮🇶 بالطريقة التى حصلت ستكون قواعدها في مأمن ، لأن الانسحاب غير المحسوب ، مهد إلى تشكيل هذه الميليشيات المسلحة التى تعج في مناطق مختلفة والتى تحولت كبديل عن الدولة ، العراق وسوريا ولبنان واليمن ، بل في المستقبل سيصعب على صانعها ضبطها والذي يصنف بالغير مؤهل ، لأن باختصار ما يجري منذ زمن إحتلال العراق ، هو تصفية حسابات إيرانية مع خصومها على أرض هذه الدول ، بل استطاعت في كل بلد تجنيد أذرع لكي تلوي وتكسر الاصابع كل من يعارضها أو احياناً تريد جس نبض واشنطن كما حصل في القصف الأخير في كردستان ، في المقابل ، يترتب على الدول العربية مسؤوليات جليلة ، لأن مواصلة مسلسل التفرج ، كما كان الحال مع العراق واليمن وسوريا ، سينتهي حال هذه الدول المتفرجة إلى المستنقع ذاته ، وهنا إذا كان من يرفع شعارين الموت لامريكا والآخر يصنفها بالشيطان الاكبر ، فإن الحقيقية الدامغة ، أن الشيطان الاقليمي يبدو على دراية كبيرة بكيفية مهادنة الأمريكان من أجل تحقيق أهدافه ، بل ما هو طازج على الساحة وأية ساحة هذه ، ساحة التى يقف الآن الحوثي عند باب مضيق المندب ، ويتحدث بنبرة التهديد ، بل لا يقتصر التهديد على قصف السعودية 🇸🇦 بالصواريخ والطائرات المسيرة بقدر أنه بات يلوح بشروطه لكي يعود إلى المفاوضات ، لهذا ليس أمام العرب سوى المواجهة العلنية ، وهذا يتطلب منهم تغير خطابهم ونهجهم ، واعتماد أسلوب آخر ، أكثر تضامناً وحزماً بالتعامل مع قضايهم ، لأن الاستمرار بالسكوت ، سيكون تكلفة ذلك كبيرة .
بل السؤال العصي عن الإجابة ، كيف يسمح أو بالأحرى والأدق ، هناك تجاهُل عامداً وليس ابداً من جهل أو قلة معرفة ، للمجموعة الانقلابية التى توحد صفوفها تحت مسمع وأعين المجتمع الدولي ويزدهر سلاحها أكثر من الحكومة الشرعية ، في وقت الشرعية اليمنية وحلفائها تخضع حركاتهم العسكرية للمراقبة والمعاقبة .
أما الواقعة الاطرف والتى تحتاج من الرئيس بايدن ووزير خارجيته انتوني ، يفسرا لنا حكمتهما من الازدواجية بالتعامل ، حيث تُصدر الخارجية الأمريكية قرار بوقف السلاح والذخيرة عن كل من السعودية والامارات ، في وقت تضع الحلول التنازلية لايران في ملفها النووي ، قبل عودتها عن خطواتها نحو السلاح النووي ، وخروجها من المنطقة وايضاً تفكيك جميع المليشيات المسلحة لكي يتمكن الشعب العربي من إعادة دولته الحديثة في كل منَّ العراق وسوريا واليمن ولبنان . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟