محمد أبو قمر
الحوار المتمدن-العدد: 6817 - 2021 / 2 / 18 - 20:42
المحور:
الادب والفن
وأنا صغير كان أستاذ العربي بعد ما يشرح الدرس وبعد ما يتأكد من إجابتنا علي أسئلته إننا فهمنا الدرس كويس كان يسألنا : مين إللي هايغني النهارده ، كلنا في صوت واحد نقوله : شاهيناز يا أستاذ .
من حسن حظي إن أنا كنت بقعد في النص شاهيناز علي يميني والبت ماري علي شمالي ، شاهيناز مش بس كان صوتها حلو ، نفسها كان حلو ، كنت دايما أكلمها علشان تكلمني وأشم الريحه الحلوه إللي طالعه من بين شفايفها ، ماري كانت جميله ، عيونها واسعه وبتلمع ، وكانت هي إللي بتطبل علي الدرج لما شاهيناز تقف تغني ، الأغنية إللي معلقة في دماغي لغاية دلوقتي بصوت زميلتي شاهيناز هي أغنية شكل تاني لنجاة الصغيرة ، ياسلام لما كانت شاهيناز تقول :
حتى لما بتنسى مره
وتعاتبني بكلمة مرة
العتاب المر برضه له حلاوة
شكل تاني حبك انت
كان الأستاذ ساعتها يطرقع بصوابعه ويتهز زي ما يكون عايز يرقص ، زملاتي في الفصل جميعهم كانو بيرقصوا علي دقات زميلتي ماري وصوت شاهيناز الحلو إللي كان بيملا جو الفصل بريحة نفسها الحلو .
إمبارح كانت ذكري الأيام دي شاغله دماغي ، وقفت شويه أبص في عيون الناس إللي رايحه وجايه يمكن أشوف فيهم وش زميلتي شاهيناز أو عيون ماري الحلوه ، فجأة مرت قدامي بنت صغيره بتنط وتقفز زي ما تكون عايزه تطير ، مش عارف إيه إللي خلاني أنادي عليها : تعالي ياشاطره ، لما وقفت قدامي إتهيألي إنها مش بنت حقيقية إنما طيف طلع من ذاكرتي ، إما هي شاهيناز لأنها في نفس نحافتها وبراءتها أو يمكن تكون ماري لأنها حلوه ، حلوه وعيونها بتلمع ، قلت لها: إسمك إيه ياحبيبتي ، قالت : حز فزر أنا مين؟؟ ، سألتها علشان أعرف من إجابتها هي مين بالظبط : إنتي بتغني في الفصل؟ ، قالت : نفسي أغني بس الأستاذ بتاعنا بيقولنا الغنا حرام ياعمو ، قلت لها : يبقي إنتي إسمك شاهيناز ، نطت هي وقفزت ثم طارت واختفت قبل أن أسألها عن الجميلة ماري.
ياريتني ما كبرت ، ياريتني فضلت صغير ، ياريتني أروح كل يوم أقعد في النص بين ماري الحلوه أم عيون بتلمع وبين شاهيناز النحيفة الدقيقة إللي أنفاسها بتخلي الفصل جنينة بتفوح منها أجمل عطور الدنيا وصوتها يطرب الروح وهي بتتمايل وتقول :
حتى لما بتنسى مره
وتعاتبني بكلمة مرة
العتاب المر برضه له حلاوة
شكل تاني حبك انت
#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟