عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).
الحوار المتمدن-العدد: 6816 - 2021 / 2 / 17 - 14:46
المحور:
الادب والفن
أخافُ عليكَ من جهل الجاهلين وأميّة المتسلّقين ورداءة القوّالين, وهم كثرٌ جداً –يا أبي – بحيث لا تستطيعُ عَدّهم ولا أستطيعُ . لا أريدُ منكَ شيئاً – يا أبي- فقط وددتُ أنْ تسلّطَ شُعاعاً من نوركَ الفيّاض على تلك الزاوية المُعتمة من البيت , فليس فيها إلا -"ملائكةٌ سودٌ-" , حيث أقبعُ أنا مُكسوراً وهشّاً ومطعوناً ومهزوماً .
... آ هٍ يا أبي , لقد سألتَني قبلَ سنةٍ من الآنَ , في مثل هذا اليوم تحديداً عمّا يجري ؟, فقلتُ لكَ :(إنّها الأرضُ التي تجري من فوقِها ومن تحتِها الدماءُ طاهرةً) . فقلتَ لي بانكسارٍ عميقٍ لم أكَدْ أتبيّنُه ,أجاءَ من بئر لا قرارَ لها ,أم تفوّهتَ به أنتَ؟, قلتَ وقولًكَ الحَقُّ:(نحن يتامى) . اسمحْ لي- يا أبي- كي أشكرَ الإلهَ - مَرّةً واحِدة في الحياة- لأنكَ كليلُ العينين والأُذنين , أشكرُه لأنكَ لا تسمعُ ولا تَرَى, أشكرُهُ على هذه (النعمة)التي أنتَ فيها يا أبي.
يمكنُكَ أنْ تضعَ حَجَراً, وأنا أتكفّلُ برميهِ إلى أبعد نقطةٍ في الأرض , ما رأيُكَ يا أبي ؟
#عبداللطيف_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟