الجزء الثاني
(نص مفتوح)
.... ... ...... .......
تحملينَ في لاشعوركِ الضمني
مكر الثعالب
منحى الثعالب
تهجمين هجوم الثعالب
وإلا
لماذا وُلِدَ ثعلب الصحراء؟
هل انبثق الثعلب
من بين القطط الأليفة
من بين الخراف الوديعة؟
كيف فاتَكِ
أن تطرحي نفسَكِ ثعلباً؟
أنسيتِ أنّنا معشر الشعراء
نمقت منهج الثعالب
رؤى الثعالب
طموح الثعالب
غدر الثعالب ..؟
سلوكٌ مثل الثعلب
هذا كان نعتكِ
هل يشرِّفكِ أن تحملي بين ضلوعكِ
خبثَ الثعالب
خيانة الثعالب
عجباً أرى حضارة تنهض
على ذيول الثعالب
على جماجم الطفولة
على جوع الكهولة
حضارة من رمل
تطمس وهج الحضارات
تعفِّر وجه بابل
تقتل نينوى دون وجلٍ
وتحرق عشبةَ جلجامش
غير مكترثة لدموع الثكالى
لدموع العشاق المنسابة
على قبور ضحايا قُتلوا
عند مفترق الصحارى
حضارةُ نارٍ وكبريت
قائمة على نهج الكراتين
على زيادة بلوكوزات الدولار
زيادة أوجاع الإنسان
حضارة كثيفة الحموضة
غير مستساغة حتّى من بنيها
حضارة طائشة
تدوس فوق حميميّات البشر
فوق عفويّات الريف
فوق شموخ السنابل
تكسر بحماقة أغصان النخيل
تعفِّرُ دماء الأنهار
تهرق سكينة الليل
تقلق هدوء الكهول
تفزع الطيور المهاجرة
حضارة ملطّخة بالبراكين
تعفِّر وجه الشفقِ بالقير
تملأ الدنيا حيرةً
قلقاً
ضجراً لا يُطاق
.... ..... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]