اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 10 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو كان التيار الصدري على معرفة أكيدة بفوزه في الانتخابات البرلمانية القادمة : لما أرعب احياء بغداد ليلة البارحة ، حين تظاهر ب 100 الف مقاتل ، وهز اركان العاصمة ومضاجع الناس ، وهذا العدد أكده الناطق الرسمي لحركة التيار الصدري في مشاركته في الحديث عن هذا الحدث في برنامج العاشرة قبل دقائق ...
لهذا التظاهر علاقة بما وضعه التيار الصدري لنفسه من : هدف الحصول على منصب رئيس مجلس الوزراء ، وذلك باللجوء الى استخدام ستراتيجية بث الخوف والذعر والهلع ، لاستدراج قسماً من الجماهير المستقلة وكسبها للوقوف الى جانبه مع كل حدث يفبركه . ويتطلب تنفيذ هذا الاستراتيج : الادعاء الدائم بأنه الوحيد الذي يرى ويسمع ما يحدث في الظلام ، وما يخطط له أعداء الوطن والدين والملة من مؤامرات ، وان الآخرين من احزاب وحكومة واجهزة امن ومخابرات : عميان ولا يرون شيئاً .
وهذا استراتيج ثابت تسترشد به كل التنظيمات الفاشستية قديماً وحديثاً ، في مشارق الارض وفي مغاربها على السواء : انه استراتيج صناعة الرأي العام المناصر لها عبر تضليله ، فبهذه الطريقة المبنية على تخويف الناس من مؤامرات أعداء مجهولين ولكنهم دائمو التآمر : تستطيع ان تضم لها أنصاراً جدداً باستمرار ، حتى تستولي في الاخير على النسبة الاكبر من الاصوات الانتخابية وتفوز ، وهي طريقة مأخوذة من تاكتيكات الجيوش الغازية التي تواجه مقاومة شديدة المراس من الشعوب الأصلية : فتضطر الى قضم الارض تدربجياً باصطناع معارك وغارات واشتباكات متنوعة ولا تركن الى معركة واحدة حاسمة ...
وأحسن من طبق تاكتيكات التخويف المستمر للاستيلاء على السلطة السياسية : هتلر وحزبه ، والاحزاب القومية العربية وكذلك الاسلامية التي لا تكل ولا تمل من الحديث الدائب عن وجود مؤامرة كونية ينفذها اذناب ومتآمرون في الداخل . وقد نال حصة الاسد من الاضطهاد والعقاب على يد هتلر وحزبه ممن كانت تهمتهم العمالة والتآمر : اليهود والشيوعيين والنساء الموهوبات ، وعلماء عباقرة مثل أنشتاين ، ومفكرين كبار كسيجموند فرويد ...
فمن يا ترى سيكون الضحية لاستراتيجية الصدريين المبنية على بث الخوف والذعر من المتآمرين : بالتأكيد سيكون من بينهم : التشرينيين والناشطين المدنيين من الذكور والإناث ، والنساء الموهوبات أدبياً واللواتي يزاولن أعمال مستقلة ، والشباب من الذين يقلدون موضات قص الشعر الحديثة والملابس الحديثة ، والكثير من الإعلاميين وكتاب الرأي ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟