أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي














المزيد.....

الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي


حسني أبو المعالي

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 04:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تستطع الدولة العبرية الغاصبة أن تشن هجومها الارهابي المزدوج على لبنان وفلسطين بكل هذه الوحشية والوقاحة وبمرأى من عيون العالم بالرغم من تأريخها الأسود لولا مايجري في العراق من بشاعات فظيعة ودمار وخراب وقتل بين ابناء الشعب الواحد، فحرب الأخوة الأعداء قد فتحت الباب على مصراعيه لمختلف التأويلات السلبية التي تسيء الى العرب والمسلمين قبل أن تسيء الى العراقيين، وعندما يرى العالم شعبا عريقا مثل شعب العراق وهو يقتل بعضه على أساس الهوية الطائفية سيتهم العرب جميعا بالوحشية والتخلف والإرهاب، وسيعتبر الكيان الصهيوني ذو التوجه الديمقراطي بمثابة الحمل الوديع المغلوب على أمره وهو محاط بمجموعة من الذئاب وهي تنهش لحم بعضها وسيجد نفسه مضطرا للتعاطف معه ويمنحه كل الحق للدفاع عن نفسه بكل الوسائل، وبالتالي ليس للعرب الحق في المطالبة بأسراهم ولا بالدفاع عن أراضيهم المغتصبة ولا بوقف العدوان على ضوء الصورة المشوهة التي رسموها لأنفسهم، وتلك هي الفرصة الاسرائيلية السانحة لان تصب جام غضبها على الشعب العربي الذي يتصدى لها وخصوصا الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين يتمتعان بأشرف مقاومة عربية معاصرة لا تواجه سوى المحتل ولم تلوث أياديها الطاهرة بدماء أخوة لها في الوطن.
لاشك ان الولايات المتحدة الشريك الاول لاسرائيل قد مهدت الطريق لما آل إليه الوضع المأساوي في العراق وساهمت بشكل مقصود في إشعال فتيل الفتنة الطائفية لتبرر وجودها الطويل الامد بحجة محاربة الارهاب، والحقيقة ان ما يحصل في العراق ليس ارهابا بمفهوم الارهاب وانما هو اكثر قتامة من الارهاب، انها الحرب الاهلية التي بدأت تتسع نارها لتحرق الاخضر واليابس بشكل لا يتحملها العقل البشري، فكيف نطالب العالم لان يرسم لنا صورة جميلة في ظل بشاعة الاقتتال العراقي العراقي، ومن تحصيل حاصل القول فان حجم المقاومة الشريفة في العراق لا يمثل سوى قطرة أمام بحر الدماء الطائفية التي تنزف كل يوم بشكل مجاني وهنا بيت القصيد، فقد شوهت الحرب الطائفية في العراق المعاني الحقة والحقيقية لمفهوم المقاومة التي يفترض ان تستهدف العدو المحتل وتحاذر من مواجهة الاخوة والابناء في الوطن الواحد، وقد استغل هذا الوضع كل من الاحتلال والقوى المعادية ممن يفكرون بمصالحهم الذاتية بعيدا عن مصلحة الوطن، هذا التشويه انسحب بفعل الدعاية الامريكية والاسرائيلية ظلما على المقاومة العربية الشريفة في كل من لبنان وفلسطين واعطى صورة غير صادقة للمقاومة المدافعة عن الوطن وعن حق المواطن العربي، وآمل أن يلتفت العراقيون الى هذا الامر الخطير ويخطون بسرعة باتجاه الوحدة الوطنية ونبذ العنف فيما بينهم والعمل على تضميد الجراح ورفع مستوى السقف التضامني بين الاخوة في الوطن، وتوفير الطاقات وشحذ الهمم لمواجهة المحتلين فقط.
ولابد من الاشارة الى ان اسرائيل لم تتخذ قرار الحرب مباشرة بعد أسر جنودها من قبل حماس وحزب الله ولكنها اتخذت من هذا الحدث ذريعة للاسراع بما كان مبيتا، وتصريح كوندليزا رايس الأخير : إن ما يحصل الآن في لبنان وفلسطين هو آلام المخاض لشرق أوسط جديد، يؤكد النوايا العدوانية لإسرائيل لأن أسر الجنديين لاينسجم مع حجم ما لحق بلبنان من دمار شامل على صعيد البنى التحتية والبشرية وانما ينسجم مع ما جاء على لسان الشاعر حين قال متهكما:
قتل امريء مستعمر جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
ويجب أن لاننسى الاهداف الاسرائيلية الكبيرة والخطيرة وراء هذا العدوان الكبير
- شق الصف اللبناني من خلال اتهام حزب الله بانه السبب فيما لحق بلبنان من دمار وخراب وبالتالي احتمالات عودة الحرب الاهلية تكون واردة
- الإنتقام لما منيت به من هزائم على يد فئة قليلة مثل حزب الله وحماس وبالتالي فمن السهل اتهام المقاومة العربية الشريفة بالارهاب
- تحجيم الانظمة العربية وفرض قيود اكبر على شعوبها من اجل الانصياع للامر الواقع الامريكي والاسرائيلي
- محاولة لتوريط كل من سوريا وإيران وجرهما إلى الحرب
ان العدوان الاسرائيلي والامريكي مستمر تباعا على الامة العربية وطنا وطنا ولن تسلم منه أية دولة عربية في ظل الشقاق والنفاق والتمزق العربي، فقبل سنوات كان العرب كل العرب يهتفون - كلنا فلسطين - في اشارة الى تضامنهم اللفظي مع الشعب الفلسطيني دون ان ينهض أحد لنجدتها وبعدها هتفوا - كلنا عراق - نتيجة الاحتلال الامريكي له، واليوم نهتف - كلنا لبنان - والدمار يلف المكان، وغدا لناظره قريب ولا من مجيب، ولا نستبعد ان نستيقظ يوما لنجد انفسنا نردد ، أكلنا يوم أكل الثور الابيض، ونهتف - كلنا فلسطين




#حسني_أبو_المعالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخين علاج شاف في مستشفيات العراق
- قناع الزرقاوي: الوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- قناع الزرقاوي والوجه الحقيقي للإرهاب الأمريكي
- أبعاد السياسة الاسرائيلية في الوطن العربي
- للصراحة حدود يا بن عبود
- سحقا للشعب من أجل شيطان السلطة
- هل حكم على الشعب العراقي بقصة لا تنتهي مع الطغاة؟
- الإعلام العربي: حرية نشر الخبر أم مسؤولية نشر الخبر
- الطائفية في العراق: قريبا من السلطة بعيدا عن الاسلام
- بانوراما الألوان واحتفالية الأشجار
- الفنان التشكيلي المغربي المكي مغارة وحوار العتمة والنور
- ثلاث محطات ضوء مغربية من شمس الموسيقى العربية
- أنين العود في ليل العراق الطويل
- إعلان مدفوع الثمن
- من الذي أساء إلى الإسلام غير المسلمين ؟
- الأغنية العربية في ميزان الفيديوكليب
- الشمس والغربال / رأي في الأغنية العربية
- رنين العود أنين العراق
- بغداد الحرية في ظل الاحتلال
- الإبداع والمدينة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسني أبو المعالي - الواقع العراقي المر وتداعياته على الوضع العربي