أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الماركسية والشيوعية ما بين النظرية والتطبيق














المزيد.....

الماركسية والشيوعية ما بين النظرية والتطبيق


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية من الضروري التمييز بين الماركسية والأحزاب الشيوعية.
فالماركسية هي علوم ماركس وأنجلس في الاقتصاد السياسي والمادية التاريخية والمادية الديلكتيكية.
هي قوانين علمية جاءت بعد دراسات تحليلية للتاريخ البشري اقتصادياً وفلسفياً.
وهذه العلوم تُدرس في مختلف جامعات العالم، بما فيها الجامعات الأمريكية. ولم يتم دحضها علمياً إلى يومنا هذا.
ومن الناحية العلمية فيما يخص الاقتصاد لم يضع ماركس قوانين ولا أي تفصيلات حول بناء النظام الاشتراكي. بل استنتج بأنه طالما مصدر استغلال الإنسان للإنسان هو القيمة الزائدة الناتجة عن الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، فلا بد من أن تكون هذه الملكية ملكية عامة اجتماعية، لتعود ريعيتها إلى المجتمع ككل، وليس إلى جيوب بعض الرأسماليين، وذلك لإزالة مصدر استغلال الإنسان للإنسان.
ووضعا الحل من خلال الثورة العمالية وتوحيد جهود ونضالات كل العمال في العالم ضد الطبقة الرأسمالية تحت شعار“ ياعمال العالم اتحدوا! ومن هنا قاما أيضاً بإصدار: البيان الشيوعي.
التباينات والخلافات بين الأحزاب الشيوعية في برامجها بدأت مع بدايات التطبيق العملي للنظرية من خلال إقامة النظام الاشتراكي…ثورة أكتوبر في روسيا … وبناء الاتحاد السوفياتي. بدأت: البلاشفة والمناشفة، اللينيية والماوية، الشيوعية الفرنسية …والشيوعية العربية و..و.. عدد لا يُحصى كلٌ منها أضاف أو اختصر أو من منطلقات قومية … وشملت الخلافات السياسية التحليلية - النظرية التطبيقة - التنظيمية في بناء الحزب .
من الضروري التأكيد بأن الأحزاب الشيوعية هي تنظيمات سياسية تضع سياساتها حسب أوضاع بلدها، وقد تُصيب وقد تُخطىء …وهذا ليس له علاقة بالنظرية الماركسية، ولا يجوز تحميل أخطاء أي حزب شيوعي للنظرية العلمية الماركسية، بل تتحملها قيادة هذا الحزب.
من هنا، نسطيع تفهم موقف العديد من الماركسيين الذين لم ينضموا للحزب الشيوعي في بلدهم، لعدم موافقتهم على برنامجه السياسي. ( وربما تكون هناك أسباب أخرى، ليس المجال هنا للكتابة عنها).
مما تقدم يتضح بكل جلية الفرق بين الماركسية في كونها علماً، وبين الأحزاب الشيوعية في كونها تنظيمات سياسية لتحقيق أهداف سياسية واجتماعية محددة من قبل الحزب نفسه.
والانضمام للحزب الشيوعي لا يعني بالضرورة تبني الفلسفة الماركسية، فهناك العديد من المؤمنين - المُصلين في صفوف الأحزاب الشيوعية، ويكتبون عقد القران الكنائسي - الديني و…إلخ، ولكنهم يتبنون البرنامج السياسي لحزبهم الشيوعي.
مسألة التحريفية في الأمور السياسية هي مسألة نسبية، فقد يختلف الشيوعيون في تحليلاتهم إلى درجة الانقسامات ….وكل منهم يتهم الطرف الآخر بالتحريفية! وهذا ما عانت منه العديد من الأحزاب الشيوعية ..
ومن ضمنها الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية.
وعلى سبيل المثال: الانقسامات العديدة في الحزب الشيوعي السوري، والتي لم تأخذ دائماً طابع الحوارات السياسية على القضايا الخلافية …بل تعدت للتهجمات الشخصية على ممثلي كل تيار!
ومن المسائل الخلافية التي عانت منها الأحزاب الشيوعية هي مسألة „ الفرد القائد“ وبقائه لعشرات السنين في „ القيادة „، وكذلك مسألة „ ديكتاتورية البروليتاريا „ ومرحلتها التاريخية، مسألة الديمقراطية الاشتراكية في الأنظمة الاشتراكية ( وليس المقصود هنا الأحزاب الليبرالية اليسارية ).
وتوجد أهمية خاصة للتحلي بالثقافة وبالأخلاق الماركسية عند الاختلاف والخلاف. والابتعاد كلياً عن ثقافة التخوين والشتائم وغيرها من الاتهامات. ومن الضروري البحث عن نقاط التقاطع والتوافق في القضايا الرئيسية التي يواجهها المجتمع في المرحلة الحالية التي يمر بها.
ومرةً أخرى في العودة للوضع السوري المأساوي الذي يُعاني منه الشعب الأمرين: من تنظيمات وعصابات مسلحة من مختلف البلدان العربية وتركيا وغيرها من البلدان، ومن النظام السياسي القائم، ألا يمكن للتنظيمات الشيوعية والماركسية والاشتراكية العلمية أن تتوافق على برنامج سياسي، وبرنامج عمل موحد حسب قرار مجلس الأمن 2254 ،في عملية „ إسعافية „ للمجتمع السوري؟! والمقصود في „ الإسعاف „ هو إنقاذ المجتمع من المأساة الاقتصادية وغلاء الأسعار…وفقدان معظمها مع انخفاض قيمة النقد( 3240 ل.س مقابل الدولار الواحد )، ومع الصعوبات الجمى للحصول على البنزين والمازوت ومعظم المواد الغذائية….وحتى الخبز مُقنن وعلى الكرت!
إذا كان كل هذا لا يجمع التنظيمات التي تعتبر حالها شيوعية واشتراكية ويسارية، فما الذي يجمعها؟؟
هذه مهمة وطنية رقم واحد „ لحزب الخبز „ و „ لحزب الشعب „ و „ لحزب الحرية والسلم“.
وتبقى المهمة الدائمة أمام المجتمع البشري إزالة كل أشكال الاستغلال للإنسان وللمجتمعات!



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية والديالكتيك
- هل سقطت الاشتراكية العلمية؟
- فقدان القيادة السياسية للثورة
- الماركسية والأحزاب الشيوعية
- المواقف السياسية للسوريين من النظام
- اندماج المُهاجرين واللاجئين
- العدل والعدالة الاجتماعية
- ما هي أسباب عودة رجال الدين للساحة؟
- الاختلاف الإيجابي
- من سمات عصر الكورونا
- من آداب الحوار
- التعصب القومي والتعصب الديني
- التعصب القومي وكارثيته
- الديمقراطية والحزب القائد وحزب الأمة وحزب الشعب
- ما هي المواقف السياسية السورية من قانو ن قيصر؟
- من نتائج الجائحة كورونا فيروس ١٩
- حول شعار - الوحدة الوطنية -
- من أجل السلام في العالم
- الحرب العالمية الثالثة
- من نتائج مرض كورونا فيروس


المزيد.....




- رسوم ترامب الجمركية ستُعلن قريبًا في -يوم التحرير-.. إليكم م ...
- أمريكا تعاقب شبكة متهمة بإرسال أسلحة وحبوب أوكرانية مسروقة ل ...
- روته: دول -الناتو- زوّدت كييف بأسلحة بقيمة تجاوزت الـ20 مليا ...
- الجزائر ـ الكاتب بوعلام صنصال يستأنف الحكم بسجنه خمس سنوات
- مصادر طبية فلسطينية: 63 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غز ...
- مباحثات مصرية أردنية حول جهود القاهرة والدوحة للتهدئة في غزة ...
- الكويت تبدأ أولى جولات قطع الكهرباء في 2025
- إعلام: 50 ألف يمني محرومون من الماء بسبب الغارات الأمريكية
- هوس العناية بالبشرة بين المراهقات.. مخاطر خفية وراء المنتجات ...
- روته: لم نناقش الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الماركسية والشيوعية ما بين النظرية والتطبيق