أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - الطايع الهراغي - الوفاء كلّ الوفاء للشّهداء /الذكرى السّنويّة الثامنة لاستشهاد شكري بلعيد















المزيد.....

الوفاء كلّ الوفاء للشّهداء /الذكرى السّنويّة الثامنة لاستشهاد شكري بلعيد


الطايع الهراغي

الحوار المتمدن-العدد: 6809 - 2021 / 2 / 8 - 02:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


" أنـا إن سقطت فخذ مكانـي يا رفيقي في الكفاح
وانظــر إلـى شفتـيّ أطبقتـا علـى هــوج الرّيـاح
أنا لم أمت ، أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح "
-- معيــن بسيســو--
ذات صباح من يوم فرح غائم حزين استفاقت تونس الثّائرة على حدث جلل : اغتيال السّياسي اليساريّ شكري بلعيد في أرذل عمليّة تشويه للثورة التّونسيّة . لنا الوفاء ولنا الدّليل ، ولهم ما شاؤوا من غريب التّفاصيل ، حكايا بها يؤثّثون ما تناسخ من أعاجيب تخاريف " مجدهم " التّليد. التّــاريـخ : صباح الأربعاء 06 فيفري 13 20 ، عامان بعد ثورة 14 جانفي2011 ، شكل من أشكال استباق إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف ( 08 فيفري 1958 ).
الفاعـــل: المتسلّلون في حلكة الظّلمة من أقبية متاهات الأزمنة الغابرة ، المصابون بمرض التّفرّد باغتيال الفرحة والمتدثّرون بعباءة الحجّ إلى ما انقضى من ماضي ماض بعيد بعيد.
الشّهيد : واحد من المتيّمين برسم نجمة في الأفق. شعاره ،إذا لم يكن للإنسان أن يحيا لنفسه قدر ما يشاء ، فإنّ لكلّ واحد إمكانيّة أن يحيا لا كما يشاؤون بل كما يشاء .
الخطيئة : التّلبس بجريمة العشق الأبديّ لتونس الشّهيدة / البحث الدّائب عن بريق الفرحة في لجّ العتمة رتقا لجرح ينزّ أنشودة حلم مكلوم في سباق مسافات طويلة ، في دروب مهما تشعّبت وتمنّعت تظلّ سبيلنا الأوحد إلى نبل المقصد .
الأسباب والدّواعي : نقمة الرّغبة في التّفجيرعلى الرّغبة في التّعمير .حقد عقل التّاثيم على عقل التّدبير. وما عدا ذلك فتفاصيل قد تليق بالمولعين بالتّنقيب عن مكائد التّاريخ في عجيب الأخبار ، يتوهون في الهامش فتحجب تشعّبات الفروع جواهر الأصول. . . ..................................................................................
لم يختر يوم رحيله، لم يتمثّل شكل موته ، لم يتخيّل حجم قبره ، لم يودّع من يجب أن يودّع ، فأراح الأعداء من مشقّة الإفتاء في اتّهامه بافتعال حدث خارق لنحت حضور ركحيّ فارق . لم يبصر قاتله لحظة الغيب الأخير، لم يترك له القنّاص إمكانيّة تدبيج وصيّة . وحسنا فعل. فاستشهاده أجمل وصيّة لذوي الألباب لو تعقّلوا، نصّ دراميّ بدايته معلومة ونهايته لا زالت بعد ملغومة.
شكرا بلعيد. في لحظة هي الدّهر رسمت بدمك حدّ الفصل بين من تباهى بقتل الأحلام ومن تماهي في إنعاش الأحلام. .كان لا بدّ من حدث عظيم ومأساة عظيمة وألم أعظم . كان لا بدّ من حدث فارق وفعل مارق وفاجعة خارقة . كان لابدّ من مصاب جلل عسى البعض منّا ممّن لا زالت تدغدغهم الأوهام يتيقّن أنّ " الجماعة "على عجل.
سكنتنا الأحلام ، ضنّوا علينا بما تيسر من قليل "الأوهام". ........................................................................................
كلّ الذي حدث ، هكذا حدث . لم يتسرب قاتلك من الحدود وإنّما تسلّل في غفلة من الزّمن من كهف من الكهوف من حالك التّاريخ ، من وراء البحار ماغولا وتتارا ، ثورة أرادوها لعنة وأقسمنا إلاّ أن تكون نعمة ، أرادوها بؤرة تفجير ونأبى إلاّ أن تكون – وستكون رغم عسف الزّمان وعسر المخاض وتشعّب الثّنايا -- قلعة تدبير.
متى جاؤوا ؟. يوم استبيحت المفاهيم ، يوم الفتح المبين والكشف العجيب : تأديب المنافسين تدافع اجتماعيّ والتّدافع استحقاق " ثوريّ " بامتياز .
كلّ الذي حدث هكذا حدث . سلّمنا أمرنا لمن توهّمنا أنّهم أولي الأمر منّا عسى أن يكونوا لنا عونا فكانوا علينا نقمة وعبئا وعلى الثّورة وبالا ولعنة ، بادلوا جميل الأقوال بسافل الأفعال .
................................................................................................
صديقنا بلعيد. لست أصدّق أنّك أحقّ منّا بالرّثاء. وهل كلّ المراثي تليق بالشّهداء ؟ . اكتوينا باستشهادك المريع ورحيلك الدّامي ، ولم نفرّق بعد بين حدّ العزم وحدّ الرّجم. لا زالت تراودنا بليد الأوهام عن جماعات فتنتها الدّولة فكفرت بالثّورة ، اغتصبوا الغنيمة واعتصموا بحبل شريعة التّحكّم لا شرعيّة الحكم سبيلا أوحد لتقاسم الوليمة. كلّما خيّم علينا بعض الوجوم ولبستـنا وساوس الشّكّ وقرّرنا أن لا مزيد داهمنا صوتك من بعيد : ماذاك نريد ، لا ترتبك / لا ترتعب / لاتتردّد. إنّي أنا الشّاهد الأوحد على عسر المقصد . أنا الرّقم الصّعب في ما لم يثبّت في سجلّ هزائمكم . أنا العدد المحيّر في ما لم يحبّر في دفاتر تعازيكم. رسمت لكم فصل المقال في ما بيننا وبين من اغتالوني من عجيب الاتّصال وفي ما بينهم وبين تونسنا من غريب الانفصال . أراحوني من مشقة النّظر في أمر ليس فيه غير وجهة نظر: لا تصالح على ما رفضت أمّنا تونس أن يكون مجال تصالح وأرحتكم من عناء التّفكير في ما لا مجال فيه للتّفكير: لا تفاوض على ما لم يكن يوما موضوع تفاوض .
لنا العشق الأبديّ ولهم الحقد السّرمديّ . لهم الماضي وماضي الماضي وما اغتصبوا ممّا يرشح به الحاضر من بديع الأحلام ، ولنا ما ليس لهم .
لنا الأفق وما لاح من بصيص أمل يضيء آخر النّفق . أوغلوا في بريق الدولة وذبنا في مباهج الثورة. لم أحبّر بيانا لأترك لمرضى الاتّجار بدماء الأحرار فرصة الإبحار في ملكوت الحلّ والتّرحال.
ألف شكر لقاتلي . لا زلت حيّا ، أعترضكم في كلّ منعطف وشارع، أؤثّث تفاصيل احتفالاتكم وأبعث حيّا لمّا أكون قادح احتجاجتكم ، أترجّاكم أن نرسم معا خيمة لأوقات الشدّة وخياما لأزمنة الرّدّة ، أزرع لكم وردة في حدائق مآسيكم ، أرتّل لكم بيان الثّورات ، ما أجمع عليه الثّوار بلا كبير ضجيج في برّ الهند والسّند وبلاد واق الواق : مكان بك يستجير فلا تحميه أنّى له أن يحميك وعشق لا تفنى فيه محال أن يفنى فيك.
"ملعون" أنت أيّها الوطن ، أنا لا أكرهك ،حاصرني جنون عشقك لكي لا أحبّك أكثر.
ويظلّ الشّهيد حيّا ، شهادة إدانة للمهزلة ، ويمضي القاتل صاغرا إلى المقبرة .
شكري ، الوصيّة وصلت والعهد رسخ : لست فريدا ولست شريدا ولست وحيدا : أنا فقط مصاب ب " داء "عضال اسمه الإبحار في ملكوت المحال.
رجاء،بلّغ تحيّاتنا لكلّ الرّفاق. لاتحتجّ باستحالة تذكّر كلّ الأسماء. دونك الاسم الحركيّ :الشّهداء شكري، وفاء لدماء الشّهداء / خجلا من دمعة فرح تعلوها مسحة حزن خاتلت كبرياء أمّ الشّهيد / ارتعابا من انتقام التّاريخ أبرمنا عهدا بات لنا خلاّ وبتنا له أسرى وإذا ما يوما خفنا على القناعة أن تبتلى ببعض الشّكّ فسنكبح جنوحها بالعناد، سلاحا ادّخرناه لأيّام الشّدّة وزادنا في مجاهة الرّدّة.



#الطايع_الهراغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد في تونس/ بين توهّج الثورة وتسلّط الدّولة
- تونس: وحديث عن - الاحتجاجات -
- الوفاء كلّ الوفاء للمناضلين والشّهداء. الذكرى السّنويّة الأو ...
- الثورة التّونسية // تعقّد المسلك وتشعّب الألغاز
- الثورة التونسية وسيل المفارقات
- الثورة التّونسيّة: عسر المسير والمصير. من اجل نقد جادّ.
- الذكرى العاشرة لثورة 17 ديسمبر/ 14جانفي.ماذا تبقى من الثورة ...
- افي ذكرى وفاته الخامسة والثمانين /الطاهر الحداد ذلك الثوري ا ...
- النّخبة التّونسيّة ولعنة الثّورة


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - الطايع الهراغي - الوفاء كلّ الوفاء للشّهداء /الذكرى السّنويّة الثامنة لاستشهاد شكري بلعيد