أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - مثل بئر مهجور_ثرثرة














المزيد.....

مثل بئر مهجور_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1622 - 2006 / 7 / 25 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


لماذا تأخرت؟
كنت أفكر بالموت.
لكن, كيف لك أن تفرقين بين الوصول المبكر والتأخير؟
ظننت أنني حرّة, وبوسعي أن أسأل ما أشاء
هذا صحيح في عالمنا الخاص.

أنت تكثرين من الأسئلة. فهمت.
بما أننا هناك. ضعي يدك على يدي.

هذا ما كنا لنتحدث به لو أنك تتكلم مثلي, وترغب بالتعلّم.
هل تريدين أن أغادر؟ وهل قلت ما يزعجك سماعه؟
الماء يتسرّب من الحنفية, شقّ مجراه في البلاط, والحفرة
ارتفعت كثيرا. خفت. أحاول الصراخ.
تهمس في أذنه, استيقظ. هزّته بقوة, لم يستجب
وعادت إلى النوم.
كأنها تستمع إلى أحاديث موتى منذ زمن.
وكأنني صدى في بئر مهجور.

*
كان الميت ممددا على السرير, غطّوه بشرشف أبيض.
لم أجرؤ على النظر في وجه أبي.
لا اعتقد أن الخوف فقط هو السبب.
فجأة يمضون, وينتهي كلّ شيء.
حتى من يتجاوزون التسعين أو المائة, فجأة يغيبون.
ثم نعرف, متأخرا جدا, أننا لا نعرف عنهم حتى القليل.
عيناها تضحك, هل أنت نائمة أم مستيقظة؟
هل هذا حلم, هل نحن عاريان في فراش واحد؟
اهدأ, أنا زوجتك.
نفس الزمن يمرّ على الموتى والسجناء والعشاق, لنكتب
ببلادة ,عام جديد, أو يوم جديد...
الهواء ينتقل بين الغرف.
أنظر إلى الستارة من الداخل.
لا أحد, لا صوت, لا شيء يحدث.
هل نسيت أنك ميت منذ سنين؟
لا تتحرك, حاول أن تساعد نفسك.
كيف دخلت إلى غرفتي إلى فراشي إلى عقلي...
أظنه الكابوس نفسه يتكرر.
تأخرت
تأخرت
هذه المرة أيضا تأخرت.

*
أسمع صوت الموت وأشمّ رائحته
الكثير من الولادات الآن, خصومات, صفقات
شبق, رائحة الجنس تخنقني.
ماذا بعد أيها الحقير؟
هل ستخترع كذبة أخرى, وتظنها حدثت معك.
أنا ابنك, هل نسيت صوتي ورائحتي يا أماه...
(ليس ذلك ما يحدث في الحياة الواقعية)
تنزل امرأة إلى الماء
ويقفز أكثر من رجل
لانتشالها, ثم تتعقد الحكايات وتتشابك.
الآن في هذه الغرفة
لا هاتف يرن
لا رسالة تصل
لا شيء يحدث.

كلّ ما في الأمر, أسلّي نفسي, أحاول ذلك
وذات يوم, بعد سنة أو ثلاث أو عشرة وأكثر
فجأة أغادر.

لا أحد يحبني
لا أحب أحدا
وحيدا أكثر من مسمار في صحراء

أعرف تلك الحالات جيدا, لقد عرفت الكثير من المشاعر السوداء
حين يفكر أحدنا
أن يطلق الرصاص على رأسه
أو يشرب السمّ
أو يرمي بنفسه إلى العدم
أو......
يهذي كيفما اتفق



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زائد عن الحاجة_ثرثرة
- بين عدميين_ثرثرة
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - مثل بئر مهجور_ثرثرة