علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 12:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يذكر الانسان بما يتركه من أثر في هذه الحياة، فإن كان أثره خيّرا كان ذكره خيّرا، وان كان أثره سيئا يذكر به، وهذا الاثر يتمظهر في اشكال عدة من خلال اقواله أو افعاله أو كتاباته وطروحاته الفكرية وغيرها، وما يبقى شاهدا ومؤثرا هو ما يتلمسه المتلقي لا ما يسمع عنه من قيل وقال، بل ما يقرؤه أو يشاهده من منجز لهذا الاثر.
في حياة كل انسان تمر تقلبات وصراعات كثيرة تأخذ حيزها الكبير من تلك الحياة، فبعضهم ينغمس بتلك الصراعات وآخر يمضي في هدفه الستراتيجي في هذه الحياة من دون ان توقفه صراعاتها، لانه يدرك تماما انه كإنسان خليفة الله في الارض، وان احدى علل وجوده في هذه الحياة هي خدمة البشرية من خلال اثر يتركه لهم في مساحة اشتغاله.
ما اثارني لكتابة هذا الموضوع هو السيرة الثرة بالنتاج لشيخ الصحفيين العراقيين الاستاذ سجاد الغازي وانا اقرأ سيرته الذاتية التي اهداني اياها، فوجدت فيها شخصا منتجا منجزا في كل مفصل وقطاع ومؤسسة عمل فيها، عندما تقرأ حياته الوفيرة بالعطاء لا تجد سنة أو شهرا ليس له فيهما ابداع أو منجز، نعم شغل حياته بشكلها الصحيح وقدم في مجال عمله كل ما يمكن ان يُقدم حتى كانت حياته زاخرة بانجازات يمكن له ان يفتخر بها وكذلك أسرته.
الغازي ترك اثرا كبيرا من الكتابات والاسهامات في مجال عمله لذا يبقى ذكره مستمرا لكل من يعمل في هذا المجال، كذلك الحال في بقية المفكرين والكتاب والفنانين والادباء وكل اصحاب الانجازات في مجالات اشتغالهم. اقرانهم ممن لم يكن لهم انجاز يُذكر ذهبوا ولم يبق لهم اثر، وربما حتى ذووهم لم يذكروا لهم شيئا، بينما من ترك انجازا في هذه الدنيا سيبقى ذكره مستمرا. حتما مرّ هؤلاء بمنغصات الحياة ومصاعبها وصراعاتها كما مر اقرانهم، لكنهم تميزوا عنهم في انهم واصلوا هدفهم في تقديم خدمة للبشرية من خلال ما انجزوا وتركوا من اثر لمن يأتي بعدهم. وها نحن اليوم ننشغل كثيرا بمشاغل الحياة وصراعاتها في الحياة الواقعية بل وننشغل اكثر في الحياة الالكترونية من خلال منصات التواصل الاجتماعي من دون ان نستثمرها بشكل ايجابي، اذ تأخذ المشكلات والصراعات كل متابعاتنا من دون ان نستثمر هذا التطور الانساني التكنولوجي الكبير في ترك منجز معين يخدم البشرية ويكون اثرا ايجابيا لنا نُذكر به ويستمر وجودنا من خلاله
بعد رحيلنا.
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟