فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6808 - 2021 / 2 / 7 - 02:59
المحور:
الادب والفن
في ذاكرةِ الأرانبِ بعضُ العشبِ
وقفزةُ خوفٍ ...
في ذاكرةِ غزالٍ نبضٌ متسارعٌ
ورائحةُ الرصاصِ ...
في ذاكرةِ الضفادعِ بعضُ النقيقِ
وصعقةُ ضوءٍ ...
في ذاكرةِ السلاحفِ بعضُ الكسلِ
وسباتُ الشتاءِ ...
في ذاكرةِ السناجبِ نكهةُ البُندقِ
وسرعةُ القضْمِ ....
في ذاكرةِ الحلزونِ صورةٌ لِخُنْثَاهُ
ولَذَّةُ النومِ ...
في ذاكرةِ فرسِ النهرِ رحِمُ أُنْثَاهُ
َيلدُ صغارَهُ كيْ لَا يُنْسَى ...
في ذاكرةِ الذئابِ فِخاخُ الغابةِ
ورائحةُ اللحمِ ...
في ذاكرةِ الضباعِ بعضٌ
منْ دُوارِ الأرضِ ...
في ذاكرةِ الطيورِ نشوةُ التغريدِ
ونتْفُ الريشِ ...
في ذاكرةِ الغِرْبانِ جُبْنَةُ الثعلبِ
وذكاءُ " لَافُونْتِينْ "...
كَيْ لَا ينسَى أنَّهُ تعلمَ بذكائِهِ
كيفَ يدفنُ حزنَ الآخرينَ
في سوادِ الريشِ ...
في ذاكرةِ الغابةِ كلُّ الأشجارِ ...
تموتُ واقفةً
إلَّا الخريفُ ...
في ذاكرةِ الفصولِ كلُّ الغابةِ
تنسَى ...
إلَّا الخريفُ يتساقطُ
فتبكِي النساءُ ...
إلَّا ذاكرةُ القمرِ تنسَى
أنهَا حجرٌ ...
وتنسَى النهارَ كمَا ينسَى النهارُ
أنهُ الليلُ فقدَ شمسَهُ
كمَا فقدَ قمرَهُ ...
في ذاكرةِ الطفلةِ دميةٌ تضحكُ
وهي تغطُّ في النوم واللهوِ ...
كمَا ذاكرةُ الأطفالِ
تُخزِّنُ حكايَا الجدَّاتِ والْعُلَالَاتِ ...
إلَّا ذاكرةُ الحبِّ
لَا تنسَى الفراشاتِ والنحلَ ...
أمَّا ذاكرةُ الموتِ
فهيَ أكبرُ مِنْ أَنْ تنسَى أحداً ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟