محمود الرشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6807 - 2021 / 2 / 6 - 23:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أول كلمة خطرت ببالي وأنا أفتح حاسوبي وأتحسس مفاتيح الكتابة هي: (كلمة أو الكلمة). لم أفكر حتى في كونها مكتوبة أو منطوقة، لكنني أحسستها تسبح في خيالي بكل حرية. انطلى على هذه الحرية غرابة مثيرة في الإنسياب والحركة في أبعاد الزمان والمكان، وتراءى لي كذلك كم هو فسيح فضاء هذا الخيال حتى خِلته كونا لوحده، والكلمة تغوص وتطفو داخل حدوده وخارجها ذات اليمين وذات الشمال بدون قيد ولا عراقيل، في الماضي كما في الحاضر والمستقبل، حسبت نفسي رَكِبْتُها ولا أعلم من يقود من، لكنني كنت أعلم أني غريب على هذا المجال الذي لا يتسع للكلمة الا في الخيال.
عزف رائع ونغمات يعشقها الكل إذا راقصتهما الكلمة بكل حرية ، كأنها روح في انسيابها المتموج.
الأعراف والقوانين والدساتير وحتى الديانات حظها أو نصيبها من محاسبةحرية روح بدون جسد، ضئيل جدا إن لم يكن لا كون له بعد
والخيال له الحرية المطلقة في ذاته وفي تفاعله مع محيطه كما يشاء ويرضى، إلا أن يبوح بمتخيلاته سواء أكانت مرسومة أو مكتوبة أو منطوقة. وقد يسمح له بذلك إذا ما قبل تركيب الغربال وقانون التعايش. في فضاء الواقع والواقعية.
الواقع وواقعه قفص، ابعاده تتمدد وتتقلص. تحكمه المصفاة للكلمة، والمقص للتمدد، كل من يتعايش فيه له نصيبه من الحرية والمتعة والألم حسب قدْره ومكانته وقوته وفي حدود معينة ومضبوطة.
ماهو الإحسان؟ سُئِل أحد الأئمة. فأجاب: أن يوافق الظاهر الباطن.
أكاد أرمي تطفلي على القياس والمقارنة وأوجه الشبه، أو على الأقل، نقاط التقاطع بين الروح والكلمة خصوصا في لاماديتهما.
أعتقد أن الكلمة في هيولها تشبه إلى حد ما الروح في هيولها.
والحسم للعقلنة الموضوعية والمنطق.
#محمود_الرشيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟